إلي متي يستمر هذا الفكر العقيم في التعامل مع كل ثروات مصر وخيراتها والإصرار علي اتباع نفس السياسات والأفعال الخاطئة لأجهزة حكومية تميل إلي البيروقراطية، مصرة علي أن نظل سائرين وفق سياسة »محلك سر« سياسة يا عم نشتغل ليه وندوش دماغنا.. وفي واحة عيون موسي تجسيد حي لما أقول وأدلل عليه.. فالواحة التي تعد من المناطق السياحية ذات الطابع المميز يزورها السائحون وهم في طريقهم إلي شرم الشيخ.. ومن خلال وجودها علي ساحل خليج السويس ومعظم سكانها من أبناء سيناء. كل هذا الجمال الأثري والطبيعي يتعرض للإهمال الذي أدي إلي جفاف العديد من الآبار.. غير الطحالب وأشجار البوص التي سكنتها.. وذلك وسط تجاهل الجهات المسئولة وانتقادات المواطنين وتحذيراتهم من أن تلقي عيون موسي مصير »حمامات فرعون«.. وتضيع منها مقومات سياحية وأثرية ودينية، بالإضافة إلي فوائدها الصحية . لقد طمست العيون بسبب الإهمال لعقود طويلة واختفت المياه إلا من واحدة فقط. كلامي قد يعتبره البعض مجرد حماس وانفعال.. بل هذا ما أكدته ناعسة ابراهيم عضو مجلس إدارة العديد من الجمعيات الأهلية بمدينة الطور التي اتصلت بي بعد نشري مقال الأسبوع الماضي »السياحة.. فوتكم بالعافية«.. مؤكدة أن جنوبسيناء كنز كبير لمصر .. حيث تقول إن ما حدث بمنطقة عيون موسي هو جريمة منظمة لتدمير واحدة من أكثر المزارات السياحية والبيئية ندرة في العالم.. ولا يصح إهمالها لدرجة أنه يتم التعامل معها علي أنهامجرد وحدة محلية تتبع محافظة السويس وهذا الأمر من غرائب القرارات الحكومية.. فالسكان من بدو سيناء والإدارة لمحافظة السويس وكان من المفروض أن يتم نقل تبعيتها إلي محافظة جنوبسيناء.. أما الشق السياحي فإنها في جنوبسيناء لا تتعدي شرم الشيخ ودهب وسانت كاترين بل بالعكس ،فمدن جنوبسيناء كلها تحتاج إلي تنشيط سياحي عالمي والإهمال واضح لهذا المكان الذي يسأل عنه السياح ويندهشون من عدم إدراجه ضمن البرامج السياحية لمصر .. في حين يهتم المسئولون السياحيون بمهرجانات وأشياء تافهة ولا تحقق أي عائد إن لم تكن تحقق خسائر فادحة في حين لو وجهت هذه الأموال إلي هذه الواحة لتحقق الكثير من الدخل لمصر . ولا نعرف لمصلحة من هذا التجاهل لهذه المناطق السياحية المهمة.