عدو أم حبيب ؟ سؤال شهير سمعناه ونحن صغار في الصورة الغنائية الإذاعية " قسم وأرزاق" الحان وغناء محمود الشريف وتأليف عبد الفتاح مصطفي عندما ذهب الخياط الطماع إلي جزيرة العراة ليبهرهم بالملابس الفاخرة الذي صنعها من اجل الحصول علي المال ولكن أول ما رآه ملك الجزيرة سأله : أنت عدو أم حبيب ويأتي صوت الفنان القدير صلاح منصور متلعثما .. حبيب طبعا وهو في الواقع لم يكن حبيبا وإنما ذهب للجزيرة طمعا في المال، لكن الطمع دائما يقل ما جمع ، واحتار ملك العراة ماذا يعطي للخياط الذي أغدق عليه وعلي أهل جزيرته كل هذه الهدايا والملابس الفاخرة ، الذي لم يجد أمامه غير أن يخلع عليه تاج الجزيرة "السلطانية " " من العدو ومن الحبيب ؟ أسئلة أيقظت ذاكرتي عندما اختلطت الأوراق وأصبح من الصعب التفرقة بين من يهمه مصلحتك بالفعل ومن يمثل عليك الحب لغرض في نفسه !؟ ولم يعد أحد يستطيع أن يفرق بسهولة بين العدو والحبيب، كثيرا ما يشغل تفكيري من الذي يحبني ومن الذي يكرهني وهل هذا الإنسان صالح أم أنه لا يستحق حتي النظر إليه!!! أحيانا تخدعنا المظاهر والكلمات الساحرة التي تخفي تحتها ابتسامة أنياب ذئاب في انتظار أول فرصة مناسبة للغدر بنا.... رغم أن معظمنا يدرك أن هناك اناسا يملكون وجوها كثيرة ويرتدون أقنعة متعددة تخفي حقيقتهم إلا أننا نكتشف ذلك بعد فوات الأوان ، لأنهم مدربون علي استعمال هذه الوجوه الملونة في الأوقات المناسبة للتقرب منا وكسب ثقتنا ومودتنا لهدف ما في أنفسهم لا نعرفه أو قد نتشكك فيه ولكن لا نملك الدليل علي هواجسنا ونستمر نعطي لهم الود والمحبة إلي أن ينكشف أمرهم ، ولا أعرف إذا كنت محقة أو متشائمة من أن هؤلاء المتلونين والمتقربين وإن صاروا كثر ! بعضهم يطمع في سلطان وبعضهم يطمع في البحث عن دور قيادي ولا يشترط أن يكون هدفه مصلحة يقدمها لوجه الله، المهم أن يحصل علي قطعة كبيرة من الكعكة اللذيذة بالطبع ! اللهم احفظنا من هؤلاء واحفظ بلادنا مصر من كل طماع مقنع آمين يا رب العالميين.