في تاريخ السينما سواء في مصر أو العالم ظاهرة تلفت الانتباه دائما وهي أنه في زمن الثورات والحروب تنتعش السينما الكوميدية وتحقق دائما نجاحا كبيرا ويقبل عليها الجمهور وعندما قامت ثورة 23 يوليو قدم نجم الكوميديا الراحل اسماعيل ياسين 12 فيلما كوميديا في عام واحد حققت جميعها نجاحا منقطع النظير، ويفسر علماء النفس والاجتماع هذه الظاهرة بحاجة الجمهور دائما بعد الثورات والحروب الي الترفية والابتسامة بعد ان عانوا من الضغوط والعنف والفوضي وهو ما حدث في مصر خلال الشهور الماضية حيث عاني المواطن المصري أشد المعاناة من حالة الانفلات الامني والفوضي والعنف في الشارع ناهيك عن الاعتصامات والمظاهرات الفئوية، وهذا يفسر النجاح الكبير الذي حققه فيلم »شارع الهرم« والذي حقق خلال أيام العيد الثلاثة ايرادت غير مسبوقة في تاريخ السينما المصرية بتحقيقه سبعة ملايين جنيه.. ونجاح "شارع الهرم"ليس لانه فيلم كوميدي راق ومتميز صناعة وتمثيل بل هو فيلم يمكن أن نطلق عليه فيلم »تافه« موضوعا وتمثيلا واخراجا ولكنه جاء في وقت اشبع فيه رغبة جمهور عريض في الترفيه عن انفسهم حتي لو كان ذلك عن طريق عمل مبتذل والفاظ خادشة .. هذا النجاح الذي تحقق لفيلم »شارع الهرم« اذا استمر مع هذه النوعية من الافلام التافهة والرديئة يدفعنا الي التحذير من الخطر القادم علي السينما المصرية والتي استبشرنا خيرنا بقيام ثورة 25 يناير ضد الفساد وكلنا امال ان تكون الثورة ايضا علي الفن الهابط.