آلة الإعلام اليهودية قادرة ومبرمجة لخدمة إسرائيل. ليس هذا من قبيل جلد الذات، ولكنه الواقع الذي فشلنا عربيا في التعامل معه علي مدار 06 عاما ماضية. الإعلام لعبة يهودية لا يباريهم فيها أحد. لديهم قناعة أن الحرب الإعلامية لا تقل خطورة عن الحروب العسكرية.. ومعهم حق.. يطلقون الشائعات وتتلقفها وسائل الإعلام بالعالم كله، ويرددونها حتي تصدقها الدنيا، ويصدقونها هم أنفسهم. يضعون الأخبار الملفقة ويطلقون الأكاذيب والأوهام. ويتناولها الخبراء والمحللون حتي تصبح حقيقة يبنون عليها المواقف ويتخذون القرارات. وأشهر أكاذيبهم أن اليهود هم بناة الأهرامات، وجدت نفسي في موقف شرح وتوضيح وأحيانا دفاع مع شاب أوروبي خلال حوار عن الحضارة المصرية. وهكذا الإسرائيليون الذين صنعوا دولتهم التي أقاموها علي سلسلة من القصص التاريخية الزائفة. وصدقهم العالم.. لماذا.. لإجادتهم لعبة الإعلام وصناعة رأي عام موال لهم. ولذلك لم يكن غريبا أن أكبر المؤسسات الإعلامية، صحفية وتليفزيونية بأوروبا وأمريكا يمتلكها اليهود. ولا يملك أحد من العاملين بها مهما كانت قيمته أن يمس إسرائيل بكلمة، ويسخرونها لخدمة إسرائيل، جنة الله في الأرض وواحة الديمقراطية والعلم والإنسانية، حسب زعمهم بالطبع، والتي تعيش وسط عالم من شعوب الجهل والتخلف والقهر والاستبداد والتطرف والإرهاب، والكراهية لإسرائيل، وحضارة شعوب العالم المتمدينة.
مر علينا 06 عاما منذ قيام دولة إسرائيل، ومن قبل ذلك منذ إنشاء جامعة الدول العربية. لم نفعل شيئا في مواجهة ذلك غير بند علي جميع جداول أعمال اجتماعات العرب من ثلاثة سطور.. يقول: التأكيد علي دعم العمل الإعلامي العربي المشترك بأوروبا وأمريكا ومواجهة التمييز الغربي ضد العرب في الصراع العربي الإسرائيلي، ودعم برامج تحسين صورة العرب والمسلمين، هذا ما نفعله طوال سنوات.. فقط.. تكرار الجملة في القرارات والتوصيات. وأخيرا أضفنا بنداً آخر بعد أن فاض بنا الكيل من قوة اللوبي اليهودي الأمريكي المعادي للعرب والداعم لإسرائيل.. يقول البند الجديد: العمل علي إنشاء ودعم وتكوين لوبي عربي أمريكي داعم لقضايا العرب. وهذه قضية قديمة متجددة، ويطول شرحها وأمامنا سنوات طويلة من عمر الأجيال العربية حتي نستطيع ملاحقة وليس مواجهة اللوبي الإعلامي اليهودي، وأن يكون لنا رأي وموقف أو مساهمة في حركة رأس المال العالمي، والذي يتحكم فيه اليهود أيضا. ولكن ما يهمنا في عصر الربيع العربي عامة، ومصر الجديدة خاصة.. ألا يكون أداؤنا لمواجهة أكاذيب إسرائيل مكبلا بقيود الإحساس بالإحباط.
ولأن لكل وقت أكاذيبه وشائعاته الإسرائيلية فإن ما تعمل عليه آلة الإعلام الإسرائيلية حاليا، الترويج لغياب الأمن في سيناء وعدم قدرة الدولة علي بسط سيطرتها عليها، لا قانون ولا قدرات أمنية. تسرب إسرائيل أخباراً وقصصاً كاذبة. تتلقفها وسائل الإعلام العالمية علي أساس انها حقائق. ويشرع المحللون في الدراسة. وتعقد مراكز البحوث السياسية والأمنية والجغرافية، الندوات والمؤتمرات الإقليمية والدولية، وتصدر التوصيات والقرارات. ومن الطبيعي أن تسير في اتجاه الايحاءات الإسرائيلية ليصبح ما كان أكذوبة حقيقة. وما كان نوايا واقعا، بصناعة رأي عام عالمي مؤيد له. أو علي الأقل مطروح للنقاش في دوائر وأروقة صناعة القرار السياسي الغربي، حتي يكون المناخ ملائما والأرضية ممهدة تماما للقبول بسلوك إسرائيل أو قرارات حكومتها، حتي لو كان العدوان أو القتل والتخريب. وقد لمسنا جانبا من ذلك مؤخراً في ردود الفعل الأمريكية والعالمية لحادث استشهاد الجنود المصريين علي الحدود، بعد أن صدق الجميع الرواية الإسرائيلية الافتراضية، أن من قاموا بعملية إيلات إرهابيون جاءوا عن طريق سيناء.
وفي سلسلة هذه الأكاذيب بث موقع »ديبكا« التابع للمخابرات الإسرائيلية، ولا أقول المقرب إليها، كما تردد بعض وسائل الإعلام العالمية من قبيل درء الشبهات عما يبثه الموقع. قالوا إن مصر ستقوم بتكوين مليشيات من بدو سيناء مهمتهم المساعدة في ضبط الأمن وحماية الحدود مع إسرائيل. وأن أكبر قبيلتين بسيناء وافقوا علي مشاركة أبنائهم في التدريب علي الأسلحة نظير مرتبات شهرية. وأن العدد المبدئي لهذه المليشيات يتراوح من 8 آلاف إلي عشرة آلاف شاب من بين تعداد سيناء الذي يصل إلي مائة ألف نسمة. وهذه القصة الملفقة تناقلتها وسائل الإعلام علي أنها حقيقة، ودست إسرائيل السم في العسل، فقد يري البعض أن ذلك من قبيل النوازع الوطنية للمصريين البدو في سيناء. وهي حقيقة لا تحتاج شهادة من إسرائيل. في الوقت الذي عاد الموقع الإسرائيلي ليشير إلي أن بدو سيناء معروفون بعدم ولائهم للدولة. وأن إسرائيل تفكر أيضا في تكوين مليشيات موازية علي الجانب الآخر من الحدود من بدو إسرائيل الذين يرتبطون بعلاقات قرابة ومصاهرة مع قبائل بدو سيناء. والذين يتهمهم الموقع في نفس الوقت بالمساعدة في العمليات الإرهابية ضد إسرائيل للقادمين من غزة، وقيامهم بالتهريب عبر الأنفاق. مكائد تبثها إسرائيل تضرب بها مليون عصفور بحجر واحد. فماذا يفهم الرأي العام الغربي ودوائر صنع القرار عندما يقرأون هذا الكلام.. وما سبقه منذ أسابيع علي لسان قيادي لأحد التنظيمات الجهادية، بأنهم في طور الإعداد لتطبيق قانونهم الخاص في سيناء، وأنهم أعدوا ما بين عشرة آلاف و02 ألفا من الشباب لتطبيق هذا القانون بالقوة إذا لزم الأمر. وقد تم تدريبهم بالفعل ومزودون بالأسلحة. لا أحد يفهم شيئا غير حالة من الفوضي وعدم الأمن بسيناء. بينما الطبيعي ان الدولة تفرض سيطرتها تماما أمناً وقانوناً. وأن حفظ الأمن بسيناء وحماية الحدود مسئولية الجيش والشرطة. وليس أفرادا مدنيين من البدو أو الحضر. وهو مفهوم بعيد عن مفهوم »الدفاع الشعبي« الذي يجب أن يكون له دور في بعض الظروف الاستثنائية.
كل الاحتمالات واردة في هدف إسرائيل بنشر وترسيخ مفاهيم مغلوطة وأخبار كاذبة، علي غرار قصة مليشيات سيناء. هل يرونها بديلا لطلب زيادة أعداد وعتاد القوات المسلحة وتعديل أو إضافة ملاحق لمعاهدة السلام هل يريدون تأكيد مفهوم الفراغ الأمني بسيناء وأن يظل هذا المفهوم عالقا في الأذهان لتبرير أي سلوك أو قرار، مثل شريط حدودي، أو حسب قول المتطرفين الإسرائيليين من بعض الوزراء والإعلاميين، بإلغاء معاهدة السلام والاستعداد لحرب؟. أم أفكارهم البالية بسيناء وطن للدولة الفلسطينية مع قطاع غزة؟. أم توجيه الاتهامات المسبقة لأهل سيناء بالمشاركة في عمليات داخل إسرائيل؟. أو الإيحاء بأن سيناء ستتحول إلي بؤرة توتر داخلي بين مليشيات بدو، وفصائل دينية مسلحة وتيارات إرهابية، وتجار مخدرات.
يجب أن تتخلص إسرائيل من أسلوب المراوغة والوقيعة الذي اعتادت عليه. وتقرأ واقع مصر رسميا وشعبيا الآن. والأجدي للحكومة الإسرائيلية أن تدرك أن الموقف بسيناء وعلي الحدود، لا بديل عن مواجهته إلا بتعديل معاهدة السلام بشأن زيادة القوات المصرية. وتفعيل أحد نصوص المعاهدة بتعديل أو تغيير بعض بنودها خاصة في الجانب الأمني وبالتشاور بين الطرفين. فمصر لم تعد حليفة لإسرائيل كما اعتادت في عهد مبارك، وإنما تسعي لما يحقق مصلحتها وأمن أرضها وسيادتها. وقد قامت بذلك بالفعل عندما زودت المناطق الحدودية بقوات عقب ثورة 52 يناير وخلال العملية نسر بعد حادث العريش. واليوم الشعب يريد تعديل المعاهدة وتواجدا دائما إضافيا لقواته بسيناء. عاجل في انتظار التحقيق..! نشرت »أخبار اليوم« السبت الماضي قصة غريبة، ولكن لم تكتمل حلقاتها بعد.. القصة تقول إن 51 محطة رصد اشعاعي علي حدود مصر معطلة عن العمل من 72 يوليو الماضي. وأن إصلاحها لم يتم بسبب خلاف بين رئيس هيئة الطاقة الذرية ورئيس الأمان النووي. الزميل صابر شوكت بادر بالاتصال بالدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة الذي أكد صحة معلومات أخبار اليوم بعد اتصاله بالمسئولين. القصة المستفزة تعبر عن مدي استشراء حالة الفوضي إلي حد تهديد الأمن القومي لمصر. إلي هذا الحد يمكن أن يصل الخلاف بين رئيس ومرءوس. وهل يمكن ان يصل عناد مسئول مهما كانت الأسباب إلي هذا المستوي. وهل كان الوزير يعلم بالكارثة.. ولم يبادر باتخاذ إجراء فوري بمحاسبة المسئولين وإصلاح أعطال المحطات.. أم أن الوزير لم يكن يعلم شيئا.. وهذه مصيبة، كنت أعتقد أن الدكتور حسن يونس سوف يتخذ قرارا حاسما بعد تحقيق عاجل، وليس الانتظار إلي ما بعد إجازة العيد. تعرض مصر للخطر قضية ليست محلا لصراعات بين المسئولين. وفي انتظار نتائج التحقيق الذي أمر به الوزير، وهنا لابد أن نتساءل بماذا ستعاقب المسئول، هل عن خطئه الجسيم عن أداء مهام عمله في أمور غاية في الأهمية. أم ستعاقبه بإخفاء مثل هذه المعلومات المهمة عن الوزير المسئول أمام الرأي العام؟ قبيل الطبع تلقت »أخبار اليوم« ردا من الدكتور محمد عزت عبدالعظيم رئيس هيئة الطاقة الذرية، لا ينفي العطل ولكنه فقط يعدل تاريخ حدوثه ويحرص علي عدم وجود خلاف مع رئيس المركز القومي للأمان النووي. إقرأ الرد في عزيزتي أخبار اليوم ونحن أيضا في انتظار التحقيق الذي طلبه الوزير. رحيل »الحبايب« تفلت منا الأيام.. ونتوه في زحمة الحياة، لنفيق علي رحيل صديق أو قريب أو زميل. تمر سنوات العمر، ويتساقط الأحباء والأصدقاء، يغيب عنا رحيق عشرة العمر والذكريات الجميلة. ولينتظر كل منا لحظة النهاية. يقولون ان الله يختار أولا الأكثر قربا وحبا فيه، المتقين، الصالحين. لا حول ولا قوة إلا بالله. لكل أجل كتاب لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. ولكن من رحلوا عني مؤخرا هكذا كانوا. أصدقاء العمر يتساقطون في العمر الذي تحاول أن تبتسم لهم فيها الحياة.. تلك حكمته سبحانه وتعالي. رحل عني صديق الطفولة والشباب المستشار شلبي أبوالليل.. وقبل أن ألملم الأحزان ويفيق القلب المكلوم رحل زميل العمر بدر الدين أدهم مدير تحرير جريدة الأخبار، مضي عام علي رحيله وابتسامته لم تفارقنا لحظة، وما هي إلا أيام حتي ودعنا جمال كمال نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية. رفيق مشوار العمر في الزمالة والصديق الوفي والجار في السكن. وبالأمس الأول كان موعدا مع آلام الأحزان. برحيل صديق عمري الدكتور محمد رشاد القصير الأستاذ بطب جامعة الزقازيق.. لا يمكن أن تفي الكلمات حق محمد رشاد نموذجنا الأمثل لكل أبناء قريته وجامعته في العلم والأخلاق والعمل الطيب.. كان المثال والقدوة لنا جميعا نتمني من الله أن نكون علي خطاه. سخر علمه وماله لخدمة أهل قريته وكان عونا لكل محتاج، مهذبا رقيق القلب دمث الأخلاق. تهدأ نفسك وسريرتك عندما يهل عليك مبتسما دائما. رحلت عن دنيانا ولكن وجودك دائم بيننا يا دكتور محمد.. رحمك الله وأسكنك جناته وألهم أهلك وكل أبناء قريتك الصبر. . مش ناقصة! اختار الدكتور سعد الكتاتني، الكلام والموقف السييء في التوقيت الأسوأ... البلد »مش« ناقصة خراب يا دكتور حتي تخرج علينا بقصة تحريم أو تحليل السياحة، لتوقف حال ملايين العمال، وتضيع علي البلد مليارات الدولارات سنويا. منها يتم دعم رغيف العيش وبنزين سيارتك ورصف الطريق الذي تسير عليه. يبدو إنك زهقت من الجدل السياسي لأهل النخبة السياسية والمسيسة ومن الفلاسفة والمتفلسفين الذين لا يشعرون بأحوال الناس ولا يعانون ضيق الحياة. تقليعة فتوي السياحة تحريمها أو تحليلها أو شروطها، ليست قضية الآن لبلد فقير يعيش عليها وناقشها وأفتي فيها شيوخ أجلاء منذ مائة عام. نصيحتي للدكتور الكتاتني ألا يذهب لمؤتمرات فنادق الخمس نجوم والقري السياحية حتي لا يري السائحات بالبكيني أو غيره. ونصيحتي الثانية، لسه بدري علي مثل هذه الآراء أو القضايا والمواقف.. اصبروا لما تمسكوا الحكم! في جملتين شهادة وفاة بيان الجامعة العربية بشأن الوضع في سوريا كتب شهادة الوفاة الحقيقية لجامعة أنظمة سياسية مرتعشة، لا علاقة لها بصالح الدول والشعوب. علشان تتأكدوا.. أقرأوا بيان الجامعة. والأهم.. أقرأوا رد سوريا علي البيان.. قالت ما معناه: »ورقة بلوها واشربوا ميتها«. متفذلكو إيران ما رأي الساسة الجدد دعاة الالتحام والتوأمة مع إيران. وأعضاء الوفود الرايحة جاية علي طهران، في موقف ملالي ايران بمنع صلاة العيد للمسلمين السنة. وما رأيهم في منع إقامة مساجد لهم في طهران. أعتقد أن متفذلكي إيران سيطالبون بإقامة »حسينيات« لهم بالقاهرة أولا..!