من أجلك أيها الوثير يتسابق المتلهفون . يتسارع الطامحون الجامح منهم والمترددون . السباق من أجلك يضم أطيافا من المرشحين فأنت صاحب المنصب الرفيع والمقام العالي أنت الرئيس . من أجلك يبذل الكل ما وسعهم لكسب جماهير الناخبين ، يتوددون يتواضعون بل وينافقون . أصحاب المقامات العالية من المرشحين نزلوا من أبراجهم ساروا بين الناس أظهروا أنهم يأكلون من أكلهم ويشربون من شايهم ويرتوون من مائهم حتي لو كان ماء عكرا اختلط ببعض الصرف الصحي. من أجلك أيها الوثير مقعد السلطة المطلقة كرسي الصلاحيات اللانهائية يقبل المتسابقون أن يقول لهم الناس أي كلام ، يضحكون لو نطق ذو ظل ثقيل بما يعتقد أنه نكتة يجلسون علي الأرض يتباسطون يعزون يهنئون يجاملون وفي النهاية يلتمسون يتوسلون أيادي عوضين وهريدي وعويس يقبلون ليس مهما ما يقال المهم أنهم عنهم يرضون. السباق محموم الهدف يستحق رئاسة مصر حلم أمل أو مني أي إنسان فالفرصة غير مسبوقة في الماضي والسابق كان رضا الحاكم كل شئ فلا قيمة لآخر مادام الكبير راض عنك ، يمكنك أن يفعل ما تشاء تبرطع شمال ويمين وتضرب شلاليت لكن ابتعد عن جدران قصر الحاكم وفي هذه الحالة لن يمسك الجن الأزرق.. الآن لا يوجد حاكم تسعي إليه وتطلب رضاه لا يوجد فرعون تعبده الجماهير هي فرعونك الجديد وكما تعودت أيها الطامح للسلطة أن تعبد الفرعون فالوقت الآن أن تعبد وتؤله فراعين بالملايين يشكلون في النهاية فرعونا جديدا لن يمكنك أن تخرج عن طوعه وإلا أطاح بك إلي أسفل السافلين . لا عليك فالكرسي يستحق فالوثير ليس كمثله شئ فلا المال ولا البنون يعادلانه فكم من مرشح أنفق المال الكثير وكم من مرشح ضاع دم أبنائه كل ذلك من أجلك أيها الوثير . تصارعت الأمم ،وأسيلت الدماء أنهارا بل تشققت الأديان وصارت مللا وامتدت الفتن لتعصف بامبراطوريات كل ذلك من أجلك أيها الوثير . رأينا ولسة طبعا يا ما نشوف العجب ، مرشحا كان في أعلي المناصب يذهب إلي الأفراح الشعبية و بل رأيناه يؤم المصلين وهي حادثة فريدة غير مسبوقة للرجل وغير معروفة عنه لكن لا يهم الآن ما نقوله المهم أن نصل إلي الوثير . رأينا كل المرشحين بلا استثناء يرددون ما يود أن يسمعه الشارع والميدان أو الميادين فهم كثر ما إن وقعت الواقعة مع إسرائيل قام كل منهم بتدبيج بيان محترم للشجب والاستنكار والندب قالوا كلاما لم يكن بعضهم عندما كان في منصبه يجرؤ أن يردده بينه وبين نفسه ولو في الحمام . ابتلعوا جميعا حبوب الشجاعة بعد الفطار وهات يا بيانات شجب واستنكار بل وركبوا دماغهم مطالبين بقطع العلاقات وقطع إيد إسرائيل . سنكون جميعا من المحيط إلي الخليج لو ظهر بطل الأبطال الذي سيفعل في إسرائيل ما تتمناه العرب منذ عقود طويلة ، ولكن سنظل تعساء لو أن أصحاب السباق نحو الوثير طلعوا فشنك و كما تعودنا في كل قادتنا وملوكنا ورؤساء وأمرائنا وسلاطيننا. من أجلك أيها الوثير يهون كل شيء فلا مشكلة لو دلعنا الناس ونافقنا الجماهير ، فلا جديد في ذلك ولا مشكلة في أي شئ فالمهم أن نصل إلي حضرته ونجلس علي وثارته وبعد كده اللي ها يتكلم يستحق ما يجري عليه .