لم يكن مقبولا ولا معقولا تردد الحكومة في مواجهة العدوان الاسرائيلي الحقير علي أبنائنا في سيناء. وإذا كانت إسرائيل تحاول ان تجس النبض لتختبر ما تعتقد انه نوع من الضعف أو عدم القدرة علي المواجهة لإنشغالنا وإستغراقنا في أمورنا الداخلية.. فإنني أعتقد أن رد الفعل الشعبي الجارف كان مفاجأة بالنسبة لها.. وأنها ستكون خاطئة إذا كانت ما تزال تتصور ان مصر »كنز إستراتيجي« أو يمكن ان تكون لقمة سائغة بعد أن إسترد شعبها كرامته.. ولم يعد يفرط في حقه أو يتهاون في مواجهة أي حماقة.. وقد كانت رسالة جماهير الثورة في مصر أبلغ تعبير عن ذلك.. ولعل إسرائيل تكون قد فهمت من تلك الرسالة ان سيناء لم تعد مستباحة لها أو لأصحاب الخنادق والألوية السوداء.. وأن قطرة دم واحدة سالت من شهدائنا أبناء مصر العظام الاوفياء لا تساويها كلمة إعتذار وإنما هي أغلي من كل شئ في الوجود.. وأن مثل هذا التطاول لابد ان يقابله تصحيح كل الأوضاع الخاطئة بدءا من بنود إتفاقية كامب ديفيد الي حق مصر في حماية كل شبر من أرضها.. ونحن علي ثقة في قدرة المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي حسم الأمور وتصحيح الأوضاع ووضع كل شئ في مساره الصحيح.. ولكن في نفس الوقت لابد ان تكون هذه الوقفة هي الفرصة الاخيرة لتكثيف إهتمامنا بسيناء وتنميتها حتي لا تظل مطمعا لأحد.