عاجل - سعر الدولار مباشر الآن The Dollar Price    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    خالد أبو بكر: مصر ترفض أي هيمنة غير فلسطينية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح    تفاصيل قصف إسرائيلي غير عادي على مخيم جنين: شهيد و8 مصابين    أكسيوس: محاثات أمريكية إيرانية غير مباشرة لتجنب التصعيد بالمنطقة    نجم الزمالك السابق: نهائي الكونفدرالية يحتاج 11 مقاتلًا في الملعب    ننشر التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة    تدخل لفض مشاجرة داخل «بلايستيشن».. مصرع طالب طعنًا ب«مطواه» في قنا    رقص أحمد السقا مع العروس ريم سامي على غناء عمرو دياب «يا أنا يا لاء» (فيديو)    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب اليوم السبت 18 مايو بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    بعد 94 دقيقة.. نوران جوهر تحسم الكلاسيكو وتتأهل لنهائي العالم للإسكواش 2024    قبل مواجهة الترجي.. سيف زاهر يوجه رسالة إلى الأهلي    «مش عيب تقعد لشوبير».. رسائل نارية من إكرامي ل الشناوي قبل مواجهة الترجي    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    عاجل.. رقم غير مسبوق لدرجات الحرارة اليوم السبت.. وتحذير من 3 ظواهر جوية    مذكرة مراجعة كلمات اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي نظام جديد 2024    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 في محافظة البحيرة.. بدء التصحيح    حلاق الإسماعيلية يفجر مفاجأة بشأن كاميرات المراقبة (فيديو)    شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة "اصليح" بخان يونس جنوب قطاع غزة    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    تعرف على موعد اجازة عيد الاضحى المبارك 2024 وكم باقى على اول ايام العيد    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    تعادل لا يفيد البارتينوبي للتأهل الأوروبي.. نابولي يحصل على نقطة من فيورنتينا    حضور مخالف ومياه غائبة وطائرة.. اعتراضات بيبو خلال مران الأهلي في رادس    منها سم النحل.. أفكار طلاب زراعة جامعة عين شمس في الملتقى التوظيفي    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    محكمة الاستئناف في تونس تقر حكمًا بسجن الغنوشي وصهره 3 سنوات    وسط حصار جباليا.. أوضاع مأساوية في مدينة بيت حانون شمال غزة    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    ماسك يزيل اسم نطاق تويتر دوت كوم من ملفات تعريف تطبيق إكس ويحوله إلى إكس دوت كوم    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    حظك اليوم برج العقرب السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «اللي مفطرش عند الجحش ميبقاش وحش».. حكاية أقدم محل فول وطعمية في السيدة زينب    "الدنيا دمها تقيل من غيرك".. لبلبة تهنئ الزعيم في عيد ميلاده ال 84    عايدة رياض تسترجع ذكرياتها باللعب مع الكبار وهذه رسالتها لعادل إمام    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    «الغرب وفلسطين والعالم».. مؤتمر دولي في إسطنبول    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    انطلاق قوافل دعوية للواعظات بمساجد الإسماعيلية    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    الأرصاد تكشف عن موعد انتهاء الموجة الحارة التي تضرب البلاد    هل يمكن لفتاة مصابة ب"الذبذبة الأذينية" أن تتزوج؟.. حسام موافي يُجيب    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رعب في تل أبيب بعد الثورة المصرية
نظام مبارك خضع لإسرائيل ثلاثين عاما وساعدها علي تحقيق أهدافها
نشر في الأخبار يوم 04 - 06 - 2011

هي مناضلة سياسية من الطراز الأول حملت علي عاتقها قضية وطنها وحق شعبها في الوجود كما فعل أجدادها من قبل..قيل عنها أنها المرأة التي هزت عرش إسرائيل لجرأتها وشجاعتها وفضحها للوجه القبيح لإسرائيل أمام العالم ..إنها الفلسطينية حنين زعبي النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي التي تدفع ثمن نضالها وايمانها بقضيتها ودفاعها عن أبناء وطنها وإدانتها للممارسات الإسرائيلية وللمشروع الصهيوني في كل تصريح لها وفي أي مكان تذهب إليه حول العالم. في المقابل تتعرض لحملات من التشويه والتهديدات بالقتل والدعوة بالطرد من الكنيست خاصة عقب مشاركتها في أسطول الحرية لفك الحصار عن غزة وإدانتها للمجزرة الإسرائيلية في حق نشطاء السلام ولا يكاد يمر يوم دون أن تواجه فيه موقفا عنصريا بسبب آرائها ومواقفها الشجاعة.
في البداية ووفق تسلسل الأحداث في المنطقة العربية كيف ترين مشهد المظاهرات التي تملأ الميادين والثورات الشبابية التي تجتاح الوطن العربي؟
أولا، نحن ندخل مرحلة عربية جديدة، وهذا بفضل تونس الثورة ومصر الثورة. لا يختلف إثنان أن الانعتاق من أنظمة الاستبداد والقمع, هي الشرط الأول لعودة الهيبة والكرامة للإنسان العربي كما هي شرط لنهضة الأمة كمجتمع وكأفراد. الثورات في العالم العربي تفجرت بعد تونس ومصر، وهي الآن في ليبيا واليمن وسوريا، أعادت لنا كعرب ثقتنا بأنفسنا، بعد أن دخلنا لقناعة بأن الخنوع والإهانة والضعف هما صفة للعروبة، وليس مرحلة تاريخية مؤقتة. كما أعادت لنا هيبتنا أمام شعوب العالم، التي وقفت مذهولة أمام ثورات ديمقراطية، شعبية سلمية وعنيدة في نفس الوقت.
الآن نحن أمام تحديات اكتمال الثورات حيث هي متفجرة، وإعادة حسابات جميع الأنظمة فيما يتعلق بوزن ومكانة وتأثير الرأي العام العربي، وببناء الديمقراطية في دول الثورة.
الثورات غيرت مفاهيم، ووضعت الإنسان في مركز الوطن، بعد أن كان الإنسان يهان باسم الوطن، وبعد أن كان الوطن كيانا أجوف غير إنساني، تمت أنسنة الوطن. باختصار العالم العربي خرج من مرحلة موت سريري، والآن هو يحتاج لفترة ما، لكي تعود أعضاؤه للعمل والنشاط، ولكي تعتاد الحياة من جديد، الصبر والحكمة والعناد هم عنوان المرحلة القادمة. وفي مرحلة بناء الديمقراطية علينا أن نحافظ علي روح وأهداف الثورة دون تنازل، علينا أن نحافظ علي الحالة الثورية، لكي نقطع الطريق علي كل أنواع الثورات المضادة، وعلي كل أنواع انتهاكات القيم التي بنيت عليها الثورة.
دولة المواطنة، هي الآن مطلب في العالم العربي، وهو برنامج طرحه حزب التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة د. عزمي بشارة قبل 16 سنة، وهو طرح يصالح ما بين القومية والديمقراطية، ويتعامل مع القومية كإنتماء حضاري إنساني، وليس كعصبيات مغلقة كارهة للإنسان وطارده لإنسانيته.
ما رأيك في الثورة المصرية وما حققته حتي الآن؟
الثورة المصرية وميدان التحرير، هما لنا ولكل شباب العرب، بل وشباب العالم، نموذجا لكيف تقام الثورات. لم تكن الثورة لتنجح بكل هذه الرقي ولو خططت بالورقة والقلم. لقد قدم لنا ميدان التحرير، نموذج الثورة الديمقراطية، نموذج المجتمع الحر، نموذج المساواة بين المرأة والرجل، نموذج المصالحة بين القومي والمدني، بين الهم العام القومي وبين الهم الخاص اليومي للإنسان.
لقد وضعت الثورات كرامة وحقوق الإنسان في المركز، دون أن تغفل وجدانه الحضارية وهويته القومية، كما تعاملت مع البعدين بمفهوم عصري مؤسساتي، وفهمت أن ما يضمن الإثنين هي قواعد اللعبة الديمقراطية والحكم السليم.
لقد أزالت الثورة نظاماً قامعاً لشعبه وتابعاً للأمريكيين والإسرائيليين، مستبد علي شعبه وخانع للغرب. نظام جرد الشعب المصري العظيم من كرامته وقدراته وكفاءاته وحتي أحلامه، وجرد الوطن المصري من طاقاته وخيراته، وذلك رغم الغني والزخم الروحي والفكري للمجتمع المصري.
الثورة المصرية أعادت مصر إلي سياقها وهويتها العربية الطبيعية، ونقلت الهم العربي وفي صلبه الفلسطيني من قلب المصري إلي قلب السياسة.
إلي جانب التخلص من النظام، حققت الثورة رؤية واضحة من مطلب التخلص من جميع رموز النظام، فالنظام هو أيضا متعاونيه ورسله و»فتواته« المنتشرين في كل مكان، في الإعلام والدوائر الحكومية، والقطاع الخاص، والقطاع العام، كل من استفاد من النظام علي حساب الشعب هو جزء من النظام القديم، الذي طالب الثورة بالتخلص منه، فالتخلص هو من نهج، وليس من أشخاص فقط.
وكيف تراها إسرائيل ؟
إسرائيل فوجئت بالثورات إلي حد كبير، ليس فقط أنها لم تتوقعها موضوعيا، بل إن نظرة الاستعلاء علي مقدرات الإنسان العربي وعلي العالم العربي، ونظرية أن العالم العربي والديمقراطية لا يصلحان، جعل من حدوث الثورات أمرا شبه مستحيل. كما أن عمق الصداقة مع نظام مبارك، وتوغل هذا النظام في المصلحة الإسرائيلية، بشكل جعل المصالح المصرية أمرا شبه مفقود في معادلة السلطة المصرية، والتنسيق الجاري بين المخابرات المصرية والمخابرات الإسرائيلية، جعل إطلاع إسرائيل علي استبداد نظام مبارك واستهتاره بإرادة الشعب، عاملا آخر، استبعدت إسرائيل عن طريقه إمكانية حدوث ثورة في مصر.
ردة الفعل الآن هي حالة من القلق وعدم الفهم، وعدم السيطرة علي ما يجري، بعد أن كانت مفاتيح السياسات الخارجية المصرية في أيدي المخابرات الإسرائيلية، من جهة، ومن جهة أخري حالة من تطوير الاستعدادات العسكرية لمجابهة كل سيناريو.
الوحيد المطمئن إسرائيليا هو وجود اتفاقية كامب ديفيد، التي تظن إسرائيل أنها ستكبل أي نظام مصري، ليس فيما يتعلق بشن حروب فقط، بل فيما يتعلق بمساحة مناورة السياسات الخارجية المصرية في المنطقة.
مع ذلك، إسرائيل لا تذهب باتجاه استباق الأحداث والإسراع في تسوية سياسية ما في المنطقة، يحمي إسرائيل من تبعات تحول العالم العربي إلي قوة إقليمية يحتسب حسابها. بل إسرائيل تكمل مسيرة إمعانها في تسليح جيشها وتطوير خطط عسكرية واكتساب تقاط في مجال القوة العسكرية. فإسرائيل ما تزال تعتبر المواجهة العسكرية هي ساحة الصدام والحسم الوحيدة. وهي بدأت أيضا - إلي جانب التجهيزات العسكرية التقليدية - بعد مسيرات العودة في 15 أيار »مايو«، بتجهيز نفسها لمواجهة ثورات وانتفاضات شعبية.
بعد ثورة 25 يناير والكشف عن 3 شبكات تجسس لصالح إسرائيل كيف ترين مستقبل العلاقة بين مصر وإسرائيل؟
شبكات التجسس التي كشفت، هي إشارة صغيرة لما لم يكشف من اختراق إسرائيل المادي والمعنوي للجسد المصري، هنالك أمور ستكشف لاحقا، عسكريا وسياسيا واقتصاديا.
لكن مصر الثورة، هي نقيض مصر المخترقة والذليلة. والثورة هي عودة للشعب، ويكفي أن نقول ذلك لنعرف عمق التغيير الجذري والجوهري المرشح للحدوث في العلاقات المصرية الإسرائيلية. هذه العلاقات لم تقف عند حدود اتفاقية كامب ديفيد بل تعدت ذلك كثيرا، إلي حدود الوقوع في الأحضان الإسرائيلية، بدءا بتوفير غطاء عربي مريح بحكم مركزية مصر ودورها في العالم العربي للعدوان الإسرائيلي علي الشعب الفلسطيني، وصل ذلك أوجهه في مشاركة إسرائيل الحصار علي شعبنا الفلسطيني في غزة، مرورا بفرض شروط إسرائيلية-أمريكية علي المصالحة الفلسطينية، وانتهاء بصفقة الغاز، وما لا نعرفه من صفقات تجارية وتطبيع تجاري واقتصادي مع إسرائيل.
السيد نبيل العربي أشار صراحة إلي أن مصر ستعيد تقييم كافة علاقاتها الخارجية ورأينا المصالحة تنجز. وكفلسطينية شعرت كم تستطيع مصر أن تلعب دورا في ضمان الحق الفلسطيني، وكم أن المصلحة القومية الفلسطينية هي جزء من مصلحة عربية عامة. وكم انتهكت قبل الثورة، حقوق شعبنا الفلسطيني، من جراء معادلة الضعف والخنوع العربي، أكثر بكثير من جراء معادلة القوة الإسرائيلية. لا أقوياء في العالم، هنالك فقط ضعفاء، والضعفاء يخلقون القوي الذي يستبد بهم. وقد كان الفلسطيني أكبر ضحية للضعف العربي. مع أن المصري لم يكن بضحية أقل، فإسرائيل حمت نظام مبارك ورعته.
شعرنا أيضا كفلسطينيين بدور مصر عندما فتح المعبر، رغم إشكاليات معينة في الموضوع، ورأينا إعادة النظر في الموضوع الإيراني. من جهة أخري نحن نتفهم الحسابات والاعتبارات المصرية الحالية للفصل بين "التزامات دولية"، وبين التساوق إلي ما هو أبعد من ذلك. لكن حتي مفهوم "الالتزامات الدولية" هو مفهوم خاضع للمراجعة المصرية، ومعتمد علي ثقة مصر بقوتها وبعمق سيادتها وبدورها الإقليمي وحتي العالمي. ففي عرف المصالح الإستراتيجية للدول لا يوجد ما هو خارج إعادة النظر، سوي حقوق المواطن وقواعد الحكم السليم، وغير ذلك من قرارات فهي متغيرة بحكم الزمان والقوة.
هل ترين أن وجودك في الكنيست الإسرائيلي يخدم القضية الفلسطينية؟
المواطنة في إسرائيل، والتي فرضت علينا من قبل إسرائيل ولم نطلبها، هي وسيلة بقائنا في الوطن. دون هذه المواطنة نفقد الوطن. ثانيا: تفكيرنا الاستراتيجي هو كيف نقوي أنفسنا ونقوي نضالنا ومشروعنا الوطني، كل ما يفيد ذلك من وسائل نستعمله، وكل ما يضعفنا ويضعف نضالنا لا نريده.
الوجود في الكنيست لا يضمن أن تقوي وجودك الفردي والجماعي كفلسطيني، ولا يضمن أن تقوي نضالك الوطني أو ارتباطك بشعبك الفلسطيني. المهم هو ما تفعله في الكنيست، وكيف يحضر مشروعك الوطني هناك، وهل يحتكم مشروعك الوطني لشروط الإجماع الإسرائيلي أم أنك تحمل طرحا يتحدي العنصرية والتي هي سمة من سمات الدولة اليهودية.
ماذا عن حزبك السياسي؟
التجمع الوطني الديمقراطي، كحزب سياسي يمثل التيار القومي لفلسطينيي الداخل طرح علي إسرائيل منذ أكثر من 15 سنة، ما طرحته ثورة »ميدان التحرير« الآن! وهو »دولة المواطنين«. لكن أن تطرح ذلك في سياق »دولة يهودية«، هو عملية سياسية مختلفة تماما عن أن تطرح ذلك علي نظام عربي قمعي وفاسد. »دولة المواطنين« عندما تطرحها الثورة في مصر تعني التحول إلي الديمقراطية. دولة المواطنين عندما تطرحها في »الدولة اليهودية« تعني عملية تفكيك للصهيونية، لأن الديمقراطية تشكل نقيض الصهيونية كمشروع عنصري يحوي ليس فقط سلب حريات وحقوق وكرامة الشعب الفلسطيني، بل أيضا سلب الوطن واقتلاع الشعب، وليس فقط ممن طردوا منه »اللاجئين الفلسطينيين«، بل أيضا ممن بقوا فيه »مليون و200 ألف فلسطيني يحملون الجنسية الإسرائيلية ويشكلون 18٪ من السكان«.
بالتالي تعرف إسرائيل هذا المشروع تحديدا »كخطر استراتيجي«. وبدأت في مخطط ملاحقة هذا الحزب سنوات بعد إنشائه، وبدأت في تنفيذ المخطط منذ ملاحقة د. عزمي بشارة سنة 2007. لذلك السؤال هو ليس الوجود في الكنيست، بل ماذا تفعل هناك.
ثانيا: نضالنا لا يتوقف علي البرلمان، وتمثيلنا في البرلمان هو ليس الحلقة الأقوي في النضال، بل النضال الميداني الجماهيري خارج البرلمان هو الحلقة الرئيسية. رفع الوعي والحس الوطني، المحافظة علي هوية وانتماء الشباب الفلسطيني، دون الوقوع في مطب وإغراءات الأسرلة، أي عملية تشويه الهوية، رفع جهوزية فلسطينيي ال 48 للنضال، التصدي لمصادرة الأراضي، هدم البيوت، السيطرة علي جهاز التعليم للسيطرة علي وعي أجيالنا. هذه هو لب النضال السياسي.
نعرف ما يتعرض له عرب إسرائيل من قوانين عنصرية وما تلاقونه من معاملة سيئة في الدولة الإسرائيلية.. فماذا حققت من مكاسب لعرب 48 حتي الآن؟
ما نواجهه، هو ليس فقط سياسات وممارسات وقوانين عنصرية، ما نواجهه هو المشروع الصهيوني، الممثل بإقامة »الدولة اليهودية«. نحن خط المواجهة الأول مع هذا المشروع. ونحن نواجهه كخط أول نيابة عن الشعب الفلسطيني، وبصفتنا الفلسطينية، وليس فقط في سياق وحدود المواطنة الإسرائيلية. وشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية ليست في حل من هذه المواجهة، وإذا كانت فقد أعفت نفسها، فنحن لم نعفها، ولن تعفيها شعوبها الآن بعد الثورات.
الموقف من الدولة اليهودية، هو ليس حكرا علي الفلسطينيين داخل إسرائيل، بل هو جزء من صراع. بالتالي مواجهته هو جزء من عملية النضال الفلسطيني العام من أجل استرداد حقوقنا. فالدولة اليهودية هي وهي اعتراف بشرعية الصهيونية، وذلك يقول كل شيء وينسحب في تبعاته علي كل أجزاء الشعب لفلسطيني وقضيته الواحدة العادلة.
ما حققناه في الكنيست هو أن نكون الصوت الوطني لشعبنا، ألا نترك الفلسطينيين لقمة سائغة للأحزاب الصهيونية، ألا نفصل النضال لحقوق متساوية علي مستوي الهم اليومي: الأرض، المسكن، العمل والخدمات والصحة والبطالة، والتعليم والبنية التحتية، عن الهم الوطني العام لقضيتنا الفلسطينية. ألا يتحول نضالنا من أجل حقوقنا اليومية لنضال مفصول تماما عن بعده الوطني. أن نعطي للهموم اليومية بعدا وطنيا هو جزء طبيعي وجوهري منها. أن نصالح ما بين المواطنة والانتماء، بمشروع يرفض كل بعد للمواطنة مناقض مع انتمائنا.
نحن نطالب بالمساواة لكن ليس بالاندماج في المجتمع الإسرائيلي، فنحن لسنا جزءا منه لا ثقافيا ولا أيديولوجيا ولا وجدانيا ولا نفسيا.
في الآونة الأخيرة تتعرضين لموجة انتقادات شديدة بعد موقفك الداعم لاندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة ..كيف تواجهين هذه الانتقادات ؟ وما سبب تأييدك للانتفاضة الثالثة في هذا التوقيت؟
أنا أدعم كل نضال شعبي يستند علي حقوقنا التاريخية والسياسية. ولا يوجد وطني لا يفعل ذلك. ولا يوجد تحرر دون نضال. أنا لا أفهم مقولة »نحن ندعم النضال«، وكأنها موقف بحاجة لتفسير، من عليه أن يفسر موقفه هو ذلك الذي لا يدعم النضال الفلسطيني. والمفاوضات ليست نضالا، المفاوضات هي عملية جني ثمر النضال، وإذا كانت المفاوضات بمعزل عن نضال، وبديل له، فإنها ستكون عملية دفع ثمن لضعفك. أي ستتحول من عملية اعتراف بحقوقك لعملية تنازلات مستمرة ومساومة علي هذه الحقوق.
هل ترين بأن هناك جدوي حقيقية من التفاوض مع إسرائيل من اجل إقرار السلام خاصة بعد الخطاب الأخير لنتنياهو؟
لا نحتاج لخطاب نتانياهو لكي ندرك أن لا جدوي من المفاوضات مع إسرائيل طالما هي لا تعترف بالاحتلال وبحقوق الشعب الفلسطيني. المفاوضات عليها أن تكون نتيجة، نتيجة لاعتراف إسرائيلي بالاحتلال وبحقوق الشعب الفلسطيني، بالغبن التاريخي للنكبة، بحقوق اللاجئين. قبل ذلك لا معني للمفاوضات سوي معني المساومة علي هذه الحقوق أو سد الطريق علي النضال الحقيقي.
لا يمكن أن ندير الصراع، إذا لم نفهم إسرائيل. إسرائيل لا تريد السلام، أكثر من ذلك إسرائيل لا تحتاج للسلام، هي تشعر بقوة أكثر من أي مرحلة سابقة، وهي في حالة رخاء اقتصادي، ولم يعد الإسرائيلي يشعر بعدم أمان يومي، فالجدار والحصار، الذي لم يتغير من الجانب الإسرائيلي، والتنسيق الأمني مع قوي الأمن الفلسطيني توفر له الأمان. وهو ما زال ينظر للعالم العربي باستهتار، ولا يحسب حسابه لا عسكريا ولا سياسيا ولا دبلوماسيا، فلماذا يحتاج للسلام؟
إلي جانب ذلك، المجتمع الإسرائيلي ينزح لمواقف أكثر يمينية، أكثر عنصرية، وأكثر عدائية لكل ما هو عربي. الثقافة الإسرائيلية تتدهور من العنصرية باتجاه الفاشية. أنت تتكلمين عن مجتمع فاشي، يري أن العرب »بما فيهم وربما أولهم الفلسطينيون في الداخل« غزاة للأرض، وأن القيم اليهودية ويهودية الدولة، والتهويد، تبرر كل الانتهاكات الممكنة، بما فيها وضع فلسطينيي الداخل في معسكرات اعتقال وقت الحرب! القدس موحدة، وتهويدها يشرع سرقة بيوت الفلسطينيين وبيع أملاك اللاجئين وزرعها بالمستوطنات، وتحويل المقدسيين إلي مجتمع مخدرات، واقتلاع 130 ألف فلسطيني وسحب هوياتهم من القدس والضفة منذ 1967. وزرع المستوطنين وحمايتهم عندما يعتدون علي الفلسطيني ويقومون بسرقة محاصيله وبمنعه من زرع أرضه والاعتداء علي ممتلكاه. فعن أي سلام تتحدث؟ عليك أن تكونين منقطعة عن الواقع أو عن حقوق شعبك، لكي تتحدثين عن مفاوضات. ليس أقل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.