Tether تفاجئ الأسواق وتصبح من أكبر مالكي الذهب في العالم    تعاون مصري صيني لتعزيز الابتكار في مجال الصحة الحيوانية    وزير الخارجية ونظيره الباكستاني يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية بالمجالات السياسية والاقتصادية    صندوق مكافحة الإدمان: تقديم الخدمات العلاجية ل 130601 مريض إدمان «جديد ومتابعة» مجانا وفي سرية تامة    بعد إيداعه مستشفى الأمراض النفسية: التقرير الطبي يؤكد سلامة قوى العقل للمتهم بقتل زوجته لاعبة الجودو أمام طفليها بالإسكندرية    تأجيل محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس طليقها فى مصر القديمة ل20 نوفمبر    "ذات.. والرداء الأحمر" تحصد جوائز مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي    الرعاية الصحية: 800 ألف تدخل جراحي من خلال 43 مستشفى تابعة للهيئة    ليفربول يحلم بصفقة نجم بايرن ميونخ لخلافة محمد صلاح    محافظ الجيزة يُطلق المهرجان الرياضي الأول للكيانات الشبابية    التعليم العالى تقرر إلغاء زيادة رسوم الخدمات لطلاب المعاهد الفنية.. تفاصيل    انخفاض أسعار البط ببورصة الدواجن اليوم    فرص عمل جديدة بالأردن برواتب تصل إلى 500 دينار عبر وزارة العمل    الأرصاد تكشف حالة الطقس حتى الخميس: خريف معتدل وارتفاع تدريجي في الحرارة    الصحة العالمية تحذر: 900 حالة وفاة في غزة بسبب تأخر الإجلاء الطبي    الليلة عرض أولى حلقات ليلة فونطاستيك مع أبلة فاهيتا على MBC مصر    تعرف على إصدارات مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي في دورته العاشرة    الصحة العالمية: 900 وفاة في غزة بسبب تأخر الإجلاء الطبي    وزيرة التنمية المحلية تفتتح أول مجزر متنقل في مصر بطاقة 100 رأس يوميا    الرئيس التنفيذي للمتحف الكبير: إطلاق مدونة سلوك قريبا.. وسنضطر آسفين للتعامل وفق حجم الخطأ حال عدم الالتزام    بتكوين تمحو معظم مكاسب 2025 وتهبط دون 95 ألف دولار    «الطفولة والأمومة» يتدخل لإنقاذ طفلة من الاستغلال في التسول بالإسماعيلية    أسعار الفراخ في البورصة اليوم السبت 15 نوفمبر 2025    استمرار رفع درجة الاستعداد القصوي للتعامل مع الطقس الغير مستقر بمطروح    مصرع شخص صدمته سيارة مسرعة بطريق القاهرة الفيوم الصحراوي    معاش شهر ديسمبر 2025.. اعرف الموعد ومنافذ الصرف    مصر الرياضية تتلألأ بمليارية سوبر وماراثون تاريخي    لاعب دورتموند يسعى للانتقال للدوري السعودي    «حكايات من الصين المتطورة: لقاء مع جوان هو» في أيام القاهرة لصناعة السينما| اليوم    عمرو سعد يكشف تطورات الحالة الصحية لشقيقه أحمد بعد حادث العين السخنة    تعليمات عاجلة من محافظ الشرقية لتأمين اللجان الانتخابية وحماية الناخبين    لو مريض سكر.. كيف تنظم مواعيد دواءك ووجباتك؟    تجديد الاعتماد للمركز الدولي للتدريب بتمريض أسيوط من الجمعية الأمريكية للقلب (AHA)    في ذكرى وفاته| محمود عبدالعزيز.. ملك الجواسيس    أمريكي يعتدي على شباب مسلمين أثناء الصلاة في ولاية تكساس.. فيديو    نشرة مرور "الفجر".. انتظام مروري بمحاور وميادين القاهرة والجيزة    عمرو حسام: الشناوي وإمام عاشور الأفضل حاليا.. و"آزارو" كان مرعبا    حارس لايبزيج: محمد صلاح أبرز لاعبي ليفربول في تاريخه الحديث.. والجماهير تعشقه لهذا السبب    الدفاع السورية: تشكيل لجنة تحقيق لتحديد مكان إطلاق الصواريخ على دمشق    مدفعية الاحتلال تقصف شرق مدينة غزة ومسيرة تطلق نيرانها شمال القطاع    طرق حماية الأطفال ودعم مناعتهم مع بداية الشتاء    جامعة القناة تقدم ندوة حول التوازن النفسي ومهارات التكيف مع المتغيرات بمدرسة الزهور الثانوية    الصين تحذّر رعاياها من السفر إلى اليابان وسط توتر بشأن تايوان    الأهلي يستأنف تدريباته اليوم استعدادًا لشبيبة القبائل بدوري الأبطال    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 15 نوفمبر 2025    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية لقرية أم خنان بالحوامدية    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    الشرطة السويدية: مصرع ثلاثة أشخاص إثر صدمهم من قبل حافلة وسط استوكهولم    الحماية المدنية تسيطر على حريق بمحل عطارة في بولاق الدكرور    حكم شراء سيارة بالتقسيط.. الإفتاء تُجيب    إقامة المتاحف ووضع التماثيل فيها جائز شرعًا    دعاء الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج وافتح لي أبواب رزقك    مقتل 7 أشخاص وإصابة 27 إثر انفجار مركز شرطة جامو وكشمير    اشتباكات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    باحث في شؤون الأسرة يكشف مخاطر الصداقات غير المنضبطة بين الولد والبنت    جوائز برنامج دولة التلاوة.. 3.5 مليون جنيه الإجمالي (إنفوجراف)    زعيم الثغر يحسم تأهله لنهائي دوري المرتبط لكرة السلة    سنن الاستماع لخطبة الجمعة وآداب المسجد – دليلك للخشوع والفائدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رعب في تل أبيب بعد الثورة المصرية
نظام مبارك خضع لإسرائيل ثلاثين عاما وساعدها علي تحقيق أهدافها
نشر في الأخبار يوم 04 - 06 - 2011

هي مناضلة سياسية من الطراز الأول حملت علي عاتقها قضية وطنها وحق شعبها في الوجود كما فعل أجدادها من قبل..قيل عنها أنها المرأة التي هزت عرش إسرائيل لجرأتها وشجاعتها وفضحها للوجه القبيح لإسرائيل أمام العالم ..إنها الفلسطينية حنين زعبي النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي التي تدفع ثمن نضالها وايمانها بقضيتها ودفاعها عن أبناء وطنها وإدانتها للممارسات الإسرائيلية وللمشروع الصهيوني في كل تصريح لها وفي أي مكان تذهب إليه حول العالم. في المقابل تتعرض لحملات من التشويه والتهديدات بالقتل والدعوة بالطرد من الكنيست خاصة عقب مشاركتها في أسطول الحرية لفك الحصار عن غزة وإدانتها للمجزرة الإسرائيلية في حق نشطاء السلام ولا يكاد يمر يوم دون أن تواجه فيه موقفا عنصريا بسبب آرائها ومواقفها الشجاعة.
في البداية ووفق تسلسل الأحداث في المنطقة العربية كيف ترين مشهد المظاهرات التي تملأ الميادين والثورات الشبابية التي تجتاح الوطن العربي؟
أولا، نحن ندخل مرحلة عربية جديدة، وهذا بفضل تونس الثورة ومصر الثورة. لا يختلف إثنان أن الانعتاق من أنظمة الاستبداد والقمع, هي الشرط الأول لعودة الهيبة والكرامة للإنسان العربي كما هي شرط لنهضة الأمة كمجتمع وكأفراد. الثورات في العالم العربي تفجرت بعد تونس ومصر، وهي الآن في ليبيا واليمن وسوريا، أعادت لنا كعرب ثقتنا بأنفسنا، بعد أن دخلنا لقناعة بأن الخنوع والإهانة والضعف هما صفة للعروبة، وليس مرحلة تاريخية مؤقتة. كما أعادت لنا هيبتنا أمام شعوب العالم، التي وقفت مذهولة أمام ثورات ديمقراطية، شعبية سلمية وعنيدة في نفس الوقت.
الآن نحن أمام تحديات اكتمال الثورات حيث هي متفجرة، وإعادة حسابات جميع الأنظمة فيما يتعلق بوزن ومكانة وتأثير الرأي العام العربي، وببناء الديمقراطية في دول الثورة.
الثورات غيرت مفاهيم، ووضعت الإنسان في مركز الوطن، بعد أن كان الإنسان يهان باسم الوطن، وبعد أن كان الوطن كيانا أجوف غير إنساني، تمت أنسنة الوطن. باختصار العالم العربي خرج من مرحلة موت سريري، والآن هو يحتاج لفترة ما، لكي تعود أعضاؤه للعمل والنشاط، ولكي تعتاد الحياة من جديد، الصبر والحكمة والعناد هم عنوان المرحلة القادمة. وفي مرحلة بناء الديمقراطية علينا أن نحافظ علي روح وأهداف الثورة دون تنازل، علينا أن نحافظ علي الحالة الثورية، لكي نقطع الطريق علي كل أنواع الثورات المضادة، وعلي كل أنواع انتهاكات القيم التي بنيت عليها الثورة.
دولة المواطنة، هي الآن مطلب في العالم العربي، وهو برنامج طرحه حزب التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة د. عزمي بشارة قبل 16 سنة، وهو طرح يصالح ما بين القومية والديمقراطية، ويتعامل مع القومية كإنتماء حضاري إنساني، وليس كعصبيات مغلقة كارهة للإنسان وطارده لإنسانيته.
ما رأيك في الثورة المصرية وما حققته حتي الآن؟
الثورة المصرية وميدان التحرير، هما لنا ولكل شباب العرب، بل وشباب العالم، نموذجا لكيف تقام الثورات. لم تكن الثورة لتنجح بكل هذه الرقي ولو خططت بالورقة والقلم. لقد قدم لنا ميدان التحرير، نموذج الثورة الديمقراطية، نموذج المجتمع الحر، نموذج المساواة بين المرأة والرجل، نموذج المصالحة بين القومي والمدني، بين الهم العام القومي وبين الهم الخاص اليومي للإنسان.
لقد وضعت الثورات كرامة وحقوق الإنسان في المركز، دون أن تغفل وجدانه الحضارية وهويته القومية، كما تعاملت مع البعدين بمفهوم عصري مؤسساتي، وفهمت أن ما يضمن الإثنين هي قواعد اللعبة الديمقراطية والحكم السليم.
لقد أزالت الثورة نظاماً قامعاً لشعبه وتابعاً للأمريكيين والإسرائيليين، مستبد علي شعبه وخانع للغرب. نظام جرد الشعب المصري العظيم من كرامته وقدراته وكفاءاته وحتي أحلامه، وجرد الوطن المصري من طاقاته وخيراته، وذلك رغم الغني والزخم الروحي والفكري للمجتمع المصري.
الثورة المصرية أعادت مصر إلي سياقها وهويتها العربية الطبيعية، ونقلت الهم العربي وفي صلبه الفلسطيني من قلب المصري إلي قلب السياسة.
إلي جانب التخلص من النظام، حققت الثورة رؤية واضحة من مطلب التخلص من جميع رموز النظام، فالنظام هو أيضا متعاونيه ورسله و»فتواته« المنتشرين في كل مكان، في الإعلام والدوائر الحكومية، والقطاع الخاص، والقطاع العام، كل من استفاد من النظام علي حساب الشعب هو جزء من النظام القديم، الذي طالب الثورة بالتخلص منه، فالتخلص هو من نهج، وليس من أشخاص فقط.
وكيف تراها إسرائيل ؟
إسرائيل فوجئت بالثورات إلي حد كبير، ليس فقط أنها لم تتوقعها موضوعيا، بل إن نظرة الاستعلاء علي مقدرات الإنسان العربي وعلي العالم العربي، ونظرية أن العالم العربي والديمقراطية لا يصلحان، جعل من حدوث الثورات أمرا شبه مستحيل. كما أن عمق الصداقة مع نظام مبارك، وتوغل هذا النظام في المصلحة الإسرائيلية، بشكل جعل المصالح المصرية أمرا شبه مفقود في معادلة السلطة المصرية، والتنسيق الجاري بين المخابرات المصرية والمخابرات الإسرائيلية، جعل إطلاع إسرائيل علي استبداد نظام مبارك واستهتاره بإرادة الشعب، عاملا آخر، استبعدت إسرائيل عن طريقه إمكانية حدوث ثورة في مصر.
ردة الفعل الآن هي حالة من القلق وعدم الفهم، وعدم السيطرة علي ما يجري، بعد أن كانت مفاتيح السياسات الخارجية المصرية في أيدي المخابرات الإسرائيلية، من جهة، ومن جهة أخري حالة من تطوير الاستعدادات العسكرية لمجابهة كل سيناريو.
الوحيد المطمئن إسرائيليا هو وجود اتفاقية كامب ديفيد، التي تظن إسرائيل أنها ستكبل أي نظام مصري، ليس فيما يتعلق بشن حروب فقط، بل فيما يتعلق بمساحة مناورة السياسات الخارجية المصرية في المنطقة.
مع ذلك، إسرائيل لا تذهب باتجاه استباق الأحداث والإسراع في تسوية سياسية ما في المنطقة، يحمي إسرائيل من تبعات تحول العالم العربي إلي قوة إقليمية يحتسب حسابها. بل إسرائيل تكمل مسيرة إمعانها في تسليح جيشها وتطوير خطط عسكرية واكتساب تقاط في مجال القوة العسكرية. فإسرائيل ما تزال تعتبر المواجهة العسكرية هي ساحة الصدام والحسم الوحيدة. وهي بدأت أيضا - إلي جانب التجهيزات العسكرية التقليدية - بعد مسيرات العودة في 15 أيار »مايو«، بتجهيز نفسها لمواجهة ثورات وانتفاضات شعبية.
بعد ثورة 25 يناير والكشف عن 3 شبكات تجسس لصالح إسرائيل كيف ترين مستقبل العلاقة بين مصر وإسرائيل؟
شبكات التجسس التي كشفت، هي إشارة صغيرة لما لم يكشف من اختراق إسرائيل المادي والمعنوي للجسد المصري، هنالك أمور ستكشف لاحقا، عسكريا وسياسيا واقتصاديا.
لكن مصر الثورة، هي نقيض مصر المخترقة والذليلة. والثورة هي عودة للشعب، ويكفي أن نقول ذلك لنعرف عمق التغيير الجذري والجوهري المرشح للحدوث في العلاقات المصرية الإسرائيلية. هذه العلاقات لم تقف عند حدود اتفاقية كامب ديفيد بل تعدت ذلك كثيرا، إلي حدود الوقوع في الأحضان الإسرائيلية، بدءا بتوفير غطاء عربي مريح بحكم مركزية مصر ودورها في العالم العربي للعدوان الإسرائيلي علي الشعب الفلسطيني، وصل ذلك أوجهه في مشاركة إسرائيل الحصار علي شعبنا الفلسطيني في غزة، مرورا بفرض شروط إسرائيلية-أمريكية علي المصالحة الفلسطينية، وانتهاء بصفقة الغاز، وما لا نعرفه من صفقات تجارية وتطبيع تجاري واقتصادي مع إسرائيل.
السيد نبيل العربي أشار صراحة إلي أن مصر ستعيد تقييم كافة علاقاتها الخارجية ورأينا المصالحة تنجز. وكفلسطينية شعرت كم تستطيع مصر أن تلعب دورا في ضمان الحق الفلسطيني، وكم أن المصلحة القومية الفلسطينية هي جزء من مصلحة عربية عامة. وكم انتهكت قبل الثورة، حقوق شعبنا الفلسطيني، من جراء معادلة الضعف والخنوع العربي، أكثر بكثير من جراء معادلة القوة الإسرائيلية. لا أقوياء في العالم، هنالك فقط ضعفاء، والضعفاء يخلقون القوي الذي يستبد بهم. وقد كان الفلسطيني أكبر ضحية للضعف العربي. مع أن المصري لم يكن بضحية أقل، فإسرائيل حمت نظام مبارك ورعته.
شعرنا أيضا كفلسطينيين بدور مصر عندما فتح المعبر، رغم إشكاليات معينة في الموضوع، ورأينا إعادة النظر في الموضوع الإيراني. من جهة أخري نحن نتفهم الحسابات والاعتبارات المصرية الحالية للفصل بين "التزامات دولية"، وبين التساوق إلي ما هو أبعد من ذلك. لكن حتي مفهوم "الالتزامات الدولية" هو مفهوم خاضع للمراجعة المصرية، ومعتمد علي ثقة مصر بقوتها وبعمق سيادتها وبدورها الإقليمي وحتي العالمي. ففي عرف المصالح الإستراتيجية للدول لا يوجد ما هو خارج إعادة النظر، سوي حقوق المواطن وقواعد الحكم السليم، وغير ذلك من قرارات فهي متغيرة بحكم الزمان والقوة.
هل ترين أن وجودك في الكنيست الإسرائيلي يخدم القضية الفلسطينية؟
المواطنة في إسرائيل، والتي فرضت علينا من قبل إسرائيل ولم نطلبها، هي وسيلة بقائنا في الوطن. دون هذه المواطنة نفقد الوطن. ثانيا: تفكيرنا الاستراتيجي هو كيف نقوي أنفسنا ونقوي نضالنا ومشروعنا الوطني، كل ما يفيد ذلك من وسائل نستعمله، وكل ما يضعفنا ويضعف نضالنا لا نريده.
الوجود في الكنيست لا يضمن أن تقوي وجودك الفردي والجماعي كفلسطيني، ولا يضمن أن تقوي نضالك الوطني أو ارتباطك بشعبك الفلسطيني. المهم هو ما تفعله في الكنيست، وكيف يحضر مشروعك الوطني هناك، وهل يحتكم مشروعك الوطني لشروط الإجماع الإسرائيلي أم أنك تحمل طرحا يتحدي العنصرية والتي هي سمة من سمات الدولة اليهودية.
ماذا عن حزبك السياسي؟
التجمع الوطني الديمقراطي، كحزب سياسي يمثل التيار القومي لفلسطينيي الداخل طرح علي إسرائيل منذ أكثر من 15 سنة، ما طرحته ثورة »ميدان التحرير« الآن! وهو »دولة المواطنين«. لكن أن تطرح ذلك في سياق »دولة يهودية«، هو عملية سياسية مختلفة تماما عن أن تطرح ذلك علي نظام عربي قمعي وفاسد. »دولة المواطنين« عندما تطرحها الثورة في مصر تعني التحول إلي الديمقراطية. دولة المواطنين عندما تطرحها في »الدولة اليهودية« تعني عملية تفكيك للصهيونية، لأن الديمقراطية تشكل نقيض الصهيونية كمشروع عنصري يحوي ليس فقط سلب حريات وحقوق وكرامة الشعب الفلسطيني، بل أيضا سلب الوطن واقتلاع الشعب، وليس فقط ممن طردوا منه »اللاجئين الفلسطينيين«، بل أيضا ممن بقوا فيه »مليون و200 ألف فلسطيني يحملون الجنسية الإسرائيلية ويشكلون 18٪ من السكان«.
بالتالي تعرف إسرائيل هذا المشروع تحديدا »كخطر استراتيجي«. وبدأت في مخطط ملاحقة هذا الحزب سنوات بعد إنشائه، وبدأت في تنفيذ المخطط منذ ملاحقة د. عزمي بشارة سنة 2007. لذلك السؤال هو ليس الوجود في الكنيست، بل ماذا تفعل هناك.
ثانيا: نضالنا لا يتوقف علي البرلمان، وتمثيلنا في البرلمان هو ليس الحلقة الأقوي في النضال، بل النضال الميداني الجماهيري خارج البرلمان هو الحلقة الرئيسية. رفع الوعي والحس الوطني، المحافظة علي هوية وانتماء الشباب الفلسطيني، دون الوقوع في مطب وإغراءات الأسرلة، أي عملية تشويه الهوية، رفع جهوزية فلسطينيي ال 48 للنضال، التصدي لمصادرة الأراضي، هدم البيوت، السيطرة علي جهاز التعليم للسيطرة علي وعي أجيالنا. هذه هو لب النضال السياسي.
نعرف ما يتعرض له عرب إسرائيل من قوانين عنصرية وما تلاقونه من معاملة سيئة في الدولة الإسرائيلية.. فماذا حققت من مكاسب لعرب 48 حتي الآن؟
ما نواجهه، هو ليس فقط سياسات وممارسات وقوانين عنصرية، ما نواجهه هو المشروع الصهيوني، الممثل بإقامة »الدولة اليهودية«. نحن خط المواجهة الأول مع هذا المشروع. ونحن نواجهه كخط أول نيابة عن الشعب الفلسطيني، وبصفتنا الفلسطينية، وليس فقط في سياق وحدود المواطنة الإسرائيلية. وشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية ليست في حل من هذه المواجهة، وإذا كانت فقد أعفت نفسها، فنحن لم نعفها، ولن تعفيها شعوبها الآن بعد الثورات.
الموقف من الدولة اليهودية، هو ليس حكرا علي الفلسطينيين داخل إسرائيل، بل هو جزء من صراع. بالتالي مواجهته هو جزء من عملية النضال الفلسطيني العام من أجل استرداد حقوقنا. فالدولة اليهودية هي وهي اعتراف بشرعية الصهيونية، وذلك يقول كل شيء وينسحب في تبعاته علي كل أجزاء الشعب لفلسطيني وقضيته الواحدة العادلة.
ما حققناه في الكنيست هو أن نكون الصوت الوطني لشعبنا، ألا نترك الفلسطينيين لقمة سائغة للأحزاب الصهيونية، ألا نفصل النضال لحقوق متساوية علي مستوي الهم اليومي: الأرض، المسكن، العمل والخدمات والصحة والبطالة، والتعليم والبنية التحتية، عن الهم الوطني العام لقضيتنا الفلسطينية. ألا يتحول نضالنا من أجل حقوقنا اليومية لنضال مفصول تماما عن بعده الوطني. أن نعطي للهموم اليومية بعدا وطنيا هو جزء طبيعي وجوهري منها. أن نصالح ما بين المواطنة والانتماء، بمشروع يرفض كل بعد للمواطنة مناقض مع انتمائنا.
نحن نطالب بالمساواة لكن ليس بالاندماج في المجتمع الإسرائيلي، فنحن لسنا جزءا منه لا ثقافيا ولا أيديولوجيا ولا وجدانيا ولا نفسيا.
في الآونة الأخيرة تتعرضين لموجة انتقادات شديدة بعد موقفك الداعم لاندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة ..كيف تواجهين هذه الانتقادات ؟ وما سبب تأييدك للانتفاضة الثالثة في هذا التوقيت؟
أنا أدعم كل نضال شعبي يستند علي حقوقنا التاريخية والسياسية. ولا يوجد وطني لا يفعل ذلك. ولا يوجد تحرر دون نضال. أنا لا أفهم مقولة »نحن ندعم النضال«، وكأنها موقف بحاجة لتفسير، من عليه أن يفسر موقفه هو ذلك الذي لا يدعم النضال الفلسطيني. والمفاوضات ليست نضالا، المفاوضات هي عملية جني ثمر النضال، وإذا كانت المفاوضات بمعزل عن نضال، وبديل له، فإنها ستكون عملية دفع ثمن لضعفك. أي ستتحول من عملية اعتراف بحقوقك لعملية تنازلات مستمرة ومساومة علي هذه الحقوق.
هل ترين بأن هناك جدوي حقيقية من التفاوض مع إسرائيل من اجل إقرار السلام خاصة بعد الخطاب الأخير لنتنياهو؟
لا نحتاج لخطاب نتانياهو لكي ندرك أن لا جدوي من المفاوضات مع إسرائيل طالما هي لا تعترف بالاحتلال وبحقوق الشعب الفلسطيني. المفاوضات عليها أن تكون نتيجة، نتيجة لاعتراف إسرائيلي بالاحتلال وبحقوق الشعب الفلسطيني، بالغبن التاريخي للنكبة، بحقوق اللاجئين. قبل ذلك لا معني للمفاوضات سوي معني المساومة علي هذه الحقوق أو سد الطريق علي النضال الحقيقي.
لا يمكن أن ندير الصراع، إذا لم نفهم إسرائيل. إسرائيل لا تريد السلام، أكثر من ذلك إسرائيل لا تحتاج للسلام، هي تشعر بقوة أكثر من أي مرحلة سابقة، وهي في حالة رخاء اقتصادي، ولم يعد الإسرائيلي يشعر بعدم أمان يومي، فالجدار والحصار، الذي لم يتغير من الجانب الإسرائيلي، والتنسيق الأمني مع قوي الأمن الفلسطيني توفر له الأمان. وهو ما زال ينظر للعالم العربي باستهتار، ولا يحسب حسابه لا عسكريا ولا سياسيا ولا دبلوماسيا، فلماذا يحتاج للسلام؟
إلي جانب ذلك، المجتمع الإسرائيلي ينزح لمواقف أكثر يمينية، أكثر عنصرية، وأكثر عدائية لكل ما هو عربي. الثقافة الإسرائيلية تتدهور من العنصرية باتجاه الفاشية. أنت تتكلمين عن مجتمع فاشي، يري أن العرب »بما فيهم وربما أولهم الفلسطينيون في الداخل« غزاة للأرض، وأن القيم اليهودية ويهودية الدولة، والتهويد، تبرر كل الانتهاكات الممكنة، بما فيها وضع فلسطينيي الداخل في معسكرات اعتقال وقت الحرب! القدس موحدة، وتهويدها يشرع سرقة بيوت الفلسطينيين وبيع أملاك اللاجئين وزرعها بالمستوطنات، وتحويل المقدسيين إلي مجتمع مخدرات، واقتلاع 130 ألف فلسطيني وسحب هوياتهم من القدس والضفة منذ 1967. وزرع المستوطنين وحمايتهم عندما يعتدون علي الفلسطيني ويقومون بسرقة محاصيله وبمنعه من زرع أرضه والاعتداء علي ممتلكاه. فعن أي سلام تتحدث؟ عليك أن تكونين منقطعة عن الواقع أو عن حقوق شعبك، لكي تتحدثين عن مفاوضات. ليس أقل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.