جاءت الاحكام التي أصدرها القضاء المصري ضد خلية حزب الله التي استهدفت أمن مصر رادعة لكل من تسول له نفسه ان يفكر في الإضرار بمصر أو العبث بأمنها القومي لتؤكد من جديد ان الامن القومي المصري خط احمر لا يمكن لأحد ان يتجاوزه مهما كان.. فمصر تدرك جيدا قيمة الأمن والامان والاستقرار الذي تعيشه علي الرغم من التقلبات والمتغيرات الدولية والاقليمية التي يشهدها العالم وتعيشها منطقتنا بسبب استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.. ولذلك فإنها مستهدفة من قوي كثيرة خارجية وداخلية تسعي لاحداث القلاقل والفتن لتحقيق مآرب اقليمية أو سياسية.. ولذلك حين فكر حزب الله اللبناني وقائده حسن نصر الله النيل من أمن مصر أو احداث هذه القلاقل كانت اجهزة الامن المصرية لنصر الله وخليته بالمرصاد وتم كشف عناصر هذه الخلية واعضائها وتم رصدهم لتحديد أبعاد المخطط الذي حضروا الي مصر لتنفيذه واستطاعوا تجنيد بعض المصريين -للأسف- لتنفيذ هذا المخطط الاجرامي والاستعانة بهم بعد اغرائهم بالمال تارة وبالحديث عن الجهاد في سبيل الله ومقاومة العدو الاسرائيلي تارة اخري.. ولعلنا لا ننسي ان حزب الله حين فكر في مهاجمة اسرائيل من جنوب لبنان بإطلاق صواريخه علي شمال اسرائيل واختطف اعضاؤه جنديين اسرائيليين علي الشريط الحدودي للبنان مع اسرائيل ماذا كان جزاؤه؟ شنت اسرائيل هجمات عنيفة علي جنوب لبنان وازالت قري بأكملها وقامت بتسويتها بالأرض علي رؤوس سكانها وقصفت البنية الاساسية ودمرتها لمدة شهر كامل وقتلت خلال هذه العمليات اكثر من الف ضحية واصابت الآلاف وشردت السكان الذين هربوا الي العراء امام القصف الاسرائيلي. حدث هذا في صيف عام 6002 وقد كنت ضمن الوفد الرسمي والشعبي المصري الذي زار لبنان خلال هذه الفترة العصيبة وشاهدنا المستشفي الميداني الذي اقامته مصر بخبرة قواتها المسلحة في قلب بيروت لعلاج المصابين والجرحي وانقاذ ما يمكن انقاذه. وحتي لا ننسي ايضا فقد كان من نتيجة هذه العمليات الحمقاء وبعد ان تدخلت مصر واستخدم الرئيس مبارك علاقاته القوية بمختلف قادة العالم من اجل وقف اطلاق النار ووقف نزيف الدم وبعد 43 يوما أصدر مجلس الامن قراره بوقف اطلاق النار ونشر قوات الاممالمتحدة المعروفة باسم »يونيفيل« علي الشريط الحدودي في جنوب لبنان مع اسرائيل ومنذ ذلك اليوم تحقق لإسرائيل ما ارادت وتم تأمين هذه المنطقة ولم يعد حزب الله يستطيع ان يطلق صاروخا علي شمال اسرائيل.. وبعد هذه المأساة بثلاث سنوات فكر حزب الله ان يقوم بحماقة اخري وينفذ مغامرة جديدة ولكن هذه المرة من علي أرض مصر وكانت الخطة التي اكتشفتها مصر وتمكنت من احباطها وهي في مهدها والقت القبض علي قيادتها وللاسف منهم فلسطينيون ومصريون.. واعترف اعضاء هذه الخلية طواعية بتفاصيل الخطة بعد ان واجهتهم الاجهزة الامنية بالتفاصيل الموجودة لديها وتم ضبط الصواريخ التي كانوا يعتزمون اطلاقها علي السفن العابرة لقناة السويس وكشف المخطط الذي يريدون تنفيذه في قلب سيناء لضرب السياحة وكانت الادلة دامغة والاعترافات صريحة لدرجة ان نصر الله نفسه اعترف بهذه الخلية. ونتساءل للمناضلين ومن يؤيدونهم ماذا سيكون الوضع في مصر لو تحقق هذا المخطط الارهابي ونفذ اهدافه لا قدر الله؟ ضرب سفينة واحدة في قناة السويس بصاروخ من الارض المصرية كان يعني توقف الملاحة في القناة باعتبارها ممرا غير آمن وتفقد مصر مليارات الدولارات من دخل القناة وفي حالة تنفيذ مخطط ضرب السياح في قلب سيناء -لا قدر الله- كانت الخسارة ايضا مليارات الدولارات وضرب الاقتصاد المصري وتوقف العمل في القري والفنادق والمطاعم السياحية ويفقد آلاف المصريين العاملين فيها وظائفهم.. ولكن اجهزة الامن المصرية كانت لهم بالمرصاد واحبطت مخططاتهم وجاء القضاء المصري الشامخ ليصدر احكامه العادلة والرادعة لتؤكد ان الامن القومي المصري خط احمر لا يمكن تجاوزه أو العبث به مهما كانت الاعذار والاوهام والمخططات.