أطلق كيوبيد الحب سهامه علي قلب نادية بعد عدة أشهر من رؤية أحمد جارها وزميلها بكلية التجارة بإحدي جامعات الصعيد وعدها بالزواج بعد انتهاء دراستهما بالجامعة.. تعددت لقاءاتهما وتعلقت نادية به وأصبح لها الدنيا وما فيها، تيقن أحمد من ذلك ووسوس له شيطانه بانتهاز الفرصة وسلبها أعز ماتملك ووعدها بالزواج قريبا. صدقت نادية وعود أحمد الزائفة، وذات يوم استمع والدها خلسة الي مكالمة هاتفية دارت بينهما وهي تترجاه لإنقاذها من الفضيحة، هجم عليها أبيها وضربها وحبسها بغرفتها، وبعد عدة أيام أجبره الجيران علي ترك المنزل والرحيل منه خوفا علي أبنائهم من سمعة ابنته غير الطيبة والتي ستلحق بهم. نزلت كلماتهم علي قلبه كالصاعقة لم يتمالك نفسه وسقط علي الأرض مغشيا عليه بعد ارتفاع ضغط الدم، مرت أيام وتعافي الاب وحزم وابناؤه حقائبهم للرحيل، وقف الاب للحظات معدودة ينظر لأركان المنزل والدموع والحسرة تملأ قلبه وعيناه وكأنه يودع أجمل ذكرياته.. سافروا الي القاهرة ووجدوا سكنا مناسبا بمنطقة المرج، وعملت نادية بائعة بمحل ملابس، ظن الاب أنه بمنأي عن الفضيحة وحديث الأقارب بانتقاله الي محافظة أخري ولكن القدر لم يمهله الفرصة، وفوجئ بزيارة ابناء أخيه وبحثهم عن نادية للخلاص من عارها وتطهيرها من الفضيحة. رفض الاب في البداية الادلاء عن اي بيانات عنها وبعد إلحاح أخبرهم بمواعيد عملها، انطلق أبناء أخيه الاربعة يركبون سيارتهم وتوجهوا الي المحل وما إن خرجت نادية منه توجه إليها ابن عمها وأطلق عيارا ناريا اصابها برأسها سقطت علي الأرض مدرجة بدمائها. أسرع ابن عمها وانطلق بصحبة اخوته الي مكان آخر ليختبئوا به وسط صريخ مدوي وفزع من أهالي المنطقة، الذين حاولوا اسعافها ونقلها الي المستشفي لتلفظ أنفاسها الأخيرة هناك. انتقلت الشرطة لمكان الواقعة وبعد تفريغ كاميرات المحل التي كشفت هوية الجناة تم القبض علي المتهمين الهاربين واتهمت النيابة الاب في الاشتراك بقتل ابنته وأحيلوا الي محكمة الجنايات وقضت برئاسة المستشار إبراهيم مصطفي كمال وعضوية المستشارين سامح السنوسي وعاشور فرج بإجماع الآراء بمعاقبة المتهم الرئيسي بالإعدام ومعاقبة الآخرين بالسجن المؤبد وبراءة الاب .