سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحت درجة حرارة 45... إفطار وسحور علي أصوات «التعمير» في »العلمين الجديدة« معدلات التنفيذ تصل للدور 21 في الأبراج الشاطئية.. وبناء 10 أبراج جديدة ... 40 ألف وحدة سكنية بحلول 2020.. وفيلات علي جزر صناعية
ملحمة من الإنجاز يسطرها التاريخ بمدينة العلمين الجديدة، تقودها إرادة سياسية وتنفذها سواعد مصرية بشارة بدء من الرئيس عبد الفتاح السيسي في مارس عام 2018 بإنشاء المدينة لتكون أحد أهم قطاعات العمران في مصر.. ومن المخطط أن توفر المدينة 40 ألف وحدة سكنية بحلول عام 2020 بالإضافة إلي إنشاء عدد من الفيلات المقامة علي جذر صناعية، ويشارك في هذا الإنجاز 30 شركة مقاولات مصرية.. ورغم حرارة الجو والظروف الصعبة للعاملين هناك إلا أن ملامح الإنجاز تزداد وضوحا يوما بعد آخر، ويتناول العاملون الإفطار والسحور أثناء العمل حتي يتم الانتهاء من الإنجاز المطلوب في وقت قياسي. الصعب يصبح سهلا دائما وممكنا في أحيان كثيرة أمام إرادة المصريين، ففي الوقت الذي يقف فيه جنودنا في سيناء مدافعين عن أرضهم يتصدون للرصاص وأشعة الشمس بعزيمتهم يقف العمال في المشروعات القومية أيضا ينجزون ما كلفوا به لإتمام المشروعات طبقا للجدول الزمني الموضوع لها دون تأخير مهما كانت الظروف. منذ أن دشن الرئيس عبد الفتاح السيسي مدينة العلمين في مارس 2018، والعمل لم يتوقف يوما واحدا مهما كانت الظروف، حتي ظهرت ملامح المدينة الجديدة بشكل كبير، بمجرد مرورك علي الطريق أمام المدينة، تري منطقة الأبراج الشاطئية والتي وصل ارتفاع الأبراج بها إلي الدور ال21، كما تري أيضا المنطقة الترفيهية والتراثية وعمارات منطقة »الداون تاون»، كما تري كورنيش المدينة الممتد علي مساحة 7 كم. »أخبار اليوم» التقت خلال جولتها بالمدينة بالمهندس عبد المغني رئيس جهاز العلمين الجديدة، الذي كشف عن عدد من الأرقام ومعدلات التنفيذ داخل المدينة الجديدة، كما أعلن عن أن المرحلة الأولي والمقامة علي مساحة 24 ألف فدان ستنتهي بحلول يونيو 2020 بكل المشروعات التي تحتويها هذه المرحلة، مشيراً إلي أن استثمارات المدينة الجديدة ستصل بحلول 2020 إلي 165 مليار جنيه مصري، وسيتم إقامة 40 ألف وحدة سكنية بالمدينة بين وحدات للأبراج الشاطئية ومشروع سكن مصر والإسكان المتميز والإسكان الفاخر، مؤكداً أن هذا الإنجاز بأيد مصرية 100%، حيث إن جميع العاملين والمهندسين والاستشاريين مصريين. وقال عبد المغني، إن المرحلة الأولي من المدينة تتضمن عددا كبيرا من المشروعات، حيث تقام علي مساحة 24 ألف فدان وهي نصف مساحة المدينة الكلية، مضيفاً انه تم ترفيق ما يقرب من 19 ألف فدان بالمرحلة الأولي إلي الآن، وأضاف أن معدلات التنفيذ في منطقة الأبراج الشاطئية وصلت في الأبراج إلي الدور 21، ويتم حاليا البدء في تنفيذ 10 ابراج جديدة. وأضاف عبد المغني أن المرحلة الأولي تتضمن المنطقة التراثية والتي تعرف أيضا باسم المدينة الثقافية، وتحتوي علي المركز الثقافي للساحل الشمالي، ودارا للأوبرا، إضافة إلي عدد كبير من المتاحف المقرر إقامتها، ومجمع للسينمات، إضافة أيضا إلي كنيسة ومسجد يتم بناؤهم حاليا، إضافة إلي المسرح المكشوف ومنطقة المعارض وحدائق للأطفال، وتبلغ مساحتها 230 فدانا. وعن مشروعات الإسكان التي تتضمنها المرحلة الأولي من المدينة الجديدة، أوضح عبد المغني أنها تتضمن مشروع سكن مصر والذي يحتوي علي 4100 وحدة سكنية، وتبلغ مساحة الوحدة 125م، ومشروع »الإسكان المميز» والذي يحتوي علي 1920 وحدة سكنية جاهزة للاستلام، وطرحت وزارة الإسكان منه 532 وحدة للحجز أمام المواطنين ونتيجة للإقبال الكبير علي الحجز ستطرح الوزارة خلال الفترة القادمة عدداً جديد من وحدات المشروع، ومشروع »الداون تاون» الذي يحتوي علي 1320 وحدة سكنية، للإسكان فوق المتوسط، ويتاح أمام المواطنين 25 نموذجاً مختلفا للتصميمات والمساحات التي تتراوح بين 100 متر إلي 300م للحجز بالمشروع بمجرد الانتهاء منه، موضحا انه يتم حاليا بناء مجمع سكني عمراني متكامل بمنطقة ال600 فدان، يحتوي علي عدد من الفيلات والعمارات السكنية، وتبلغ عدد الوحدات السكنية بالمشروع 12 ألف وحدة سكنية، وتقوم 4 شركات مقاولات بتنفيذها، إضافة إلي 12 ألف وحدة سكنية أخري يتم اقامتها بالحي اللاتيني المقام علي غرار مدينة الإسكندرية القديمة، بمنطقة ال400 فدان.. وأوضح عبد المغني أن محطة تحلية مياه البحر والمقرر دخولها الخدمة خلال أيام والتي قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتنفيذها، تنتج 150 ألف فدان متر مكعب يوميا، وتخدم المرحلة الأولي منها 700 ألف شخص بمنطقة العلمين. العمال والمهندسون في مشروع العلمين الجديدة لا يبالون بالظروف أو المشاكل المحيطة، ويضعون هدفهم الرئيسي أمام أعينهم وهو الانتهاء من المهام التي كلفوا بها في أسرع وقت وأعلي جودة ممكنة، بطولات جديدة صنعها ويصنعها العمال علي أرض العلمين الجديدة، متحدين بذلك صعوبات الحر والصيام. روي محمد صدقه 58 سنه، ويعمل كملاحظ للسائقين، أنه يمارس تلك المهنة منذ ما يزيد علي 23 عاما وقد اعتاد علي العمل لساعات طويلة في الأجواء المناخية المختلفة من حرارة شديدة إلي صقيع وأمطار، وقد انضم لمشروع العلمين الجديدة منذ بدايته، وأكد أن المشروع، أعطي الرغبة الحقيقية والحماس الشديد للعمال بصفته احد المشروعات القومية التي تنفذها الدولة حالياً، وأضاف أن العمل في الأيام العادية ينقسم إلي ورديتين مدة الواحدة تصل إلي 10 ساعات ليكون إجمالي ساعات العمل 20 ساعة يوميا، بينما يتم تقسيم العمل إلي ورديتين تبدأ الأولي من التاسعة مساء وحتي الثالثة فجرا، والثانية عقب الفجر وحتي الثانية ظهرا. ويضيف شكري عبد العاطي سائق أنه بدأ العمل بالمنطقة منذ عام 1988 عندما بدأ العمل في إعمار منطقة العلمين ثم شارك في العمل بالعلمين الجديدة منذ عام تقريبا، وأشار إلي سرعة الإنجاز في العمل وأن تلك الروح تغلب علي العاملين بالمشروعات التي يعملون بها، حتي إن الكثير من الأعمال التي تتم في شهور تم الانتهاء منها خلال أسابيع قليلة. أما محمد سلامة، والذي يعمل بصيانة المعدات أكد أنهم يعملون لساعات طويلة علي مدار 24 ساعة يوميا، ويشعرون بالانتماء للمشروعات التي شاركوا فيها منذ اليوم الأول للعمل منذ كانت أرض العلمين الجديدة مجرد أرض صحراء حتي تحولت إلي مشروعات حقيقية تنبض بالعمل والعاملين وتتوسع أعمالها بشكل يومي، خاصة أن العمل ضمن مشروعات العلمين الجديدة يمثل له فرصة عمل جيدة مستمر بها منذ سنوات ولسنوات أخري قادمة. ويقول عماد عبد السلام مدير استراحات العاملين والمطابخ المسئولة عن إعداد الوجبات للعاملين، إنهم يقومون يومياً بإعداد حوالي 1200 وجبة طعام في موعد الأكل الواحد سواء كانت إفطاراً او سحوراً او عشاء، مضيفا أنه يتم تقديم الثلاث وجبات اليومية في الأيام العادية وكذلك توفير وجبتي الإفطار والسحور خلال شهر رمضان. وأضاف عبد السلام أنه يعمل بالمطابخ سبعة شيفات لإعداد تلك الوجبات يوميا وكذلك ثلاثة شيفات يعملون بمقر الاستراحة المتواجدة بمنطقة الحمام بالقرب من موقع العلمين الجديدة والمسئولة يوميا أيضاً عن تقديم 300 وجبة إضافية للعاملين بالمنطقة، كما تقوم كل إدارة علي تحديد مشرف لمجموعة من العمال لتنظيم عمليات توزيع الوجبات علي تلك الأعداد الكبيرة من العاملين.