»المونوريل».. تجربة صينية لمواجهة الزحام وتحقيق التكامل بين وسائل النقل تحالف مصري - صيني لتنفيذ المشروع في 6 أكتوبر والعاصمة الجديدة »المونوريل» أو القطار المعلق هو مشروع لجأت اليه عواصم العالم المزدحمة في محاولة لتقليل الزحام وتحقيق التكامل بين وسائل النقل المحتلفة كمترو الأنفاق والسكك الحديدية والنقل العام.. والمونوريل هو وسيلة نقل جماعي كثيفة أحادية السكة، ويسير علي كمرة خرسانية معلقة ويعمل بالكهرباء ويقتصر دور السائق فيه علي المراقبة فقط.. وتعد الصين إحدي اهم الدول التي لجأت إلي هذا المشروع لمواجهة الزحام الشديد في وسائل النقل العامة وخاصة في العاصمة بكين، وبالفعل نجحت خلال أعوام قليلة في انشاء وتشغيل شبكة مونوريل كبري في مدنها المختلفة وكعادة »التنين» الصيني في اقتحام مجالات التصنيع المختلفة بدأت المصانع والشركات الصينية في تصنيع وتصدير تكنولوجيا النقل الذكي الممثلة في مشروع المونوريل إلي العالم. ولأننا في مصر نبحث عن حلول جذرية لحل أزمة المرور والزحام المستمر علي المحاور والطرق الرئيسية خاصة تلك التي تربط بين القاهرة الكبري والمدن الجديدة فكان الاتجاه الي تنفيذ هذا المشروع في مصر علي أن تكون البداية بمدينة السادس من أكتوبر والعاصمة الإدارية الجديدة وبالفعل شكلت الحكومة لجنة مشتركة بين وزارتي النقل والإسكان لدراسة المشروع وطرحه علي التحالفات والشركات العالمية التي لديها سابق خبرة في تصنيع وتشغيل المونوريل وتقدمت العديد من التحالفات الدولية الكبري بالتعاون مع المصانع والشركات المصرية العام الماضي بالعروض الفنية والمالية لتنفيذ المشروع ومن ضمنها التحالف الصيني المصري الذي يضم شركة »سي آر آر سي» الحكومية الصينية ومصنع سيماف التابع للهيئة العربية للتصنيع وشركة المقاولات المصرية سامكريت. وفي مدينة »تشونج شين» الصينية كانت »أخبار اليوم» هناك لترصد بالكلمة والصورة كيف أصبحت الصين الاولي في تصنيع معدات وعربات القطار المعلق »المونوريل». كانت البداية بزيارة المونوريل أضخم خط معلق في العالم حيث يبلغ طوله 100 كيلو متر بعدها انتقلنا إلي ورش التصنيع الخاصة بالعربات والمعدات وهناك التقينا »زيا جين» نائب مدير المصنع وكبير المهندسين حيث أكد لنا ان مونوريل مدينة »تشونج شين» ينقل مليون راكب يوميا، ويتكون من 10 خطوط تغطي المدينة بالكامل. ويستخدم في التشغيل أحدث أنظمة التشغيل في العالم ويعد المونوريل الوسيلة الافضل للمدن المزدحمة، حيث يقام علي كوبري معلق وهذا لايعوق حركة المرور، كما انه ارخص من مترو الانفاق، وطاقته الاستيعابية أعلي من الترام ويصل العمر الافتراضي للقطار إلي حوالي 30 عاما، كما تبلغ تكلفة العربة الواحدة من قطار المونوريل حوالي مليون و200 ألف دولار. وقال »زيا جين» ان مشروع المونوريل يتميز أيضا بالعديد من التقنيات الحديثة منها القيادة الذاتية حيث يقتصر دور سائق القطار علي المراقبة فقط، بالاضافة إلي وجود شبكة إدارة رقمية تتحكم في حركة سير القطارات يوميا علي جميع الخطوط. وأضاف ان شركة »سي آر آر سي» تعد أكبر الشركات علي مستوي العالم المتخصصة في تصنيع عربات مترو الأنفاق والترام والمونوريل، حيث قامت الشركة في عام 2000 بشراء تقنية وأنظمة الإشارات من شركة هيتاشي اليابانية ومنذ عام 2007 قامت الورش بتصنيع 2300 عربة منها 300 عربة مونوريل، مشيرا إلي أن حجم انتاج الورش الخاصة بالشركة يصل إلي 500 عربة سنويا ويتم تصدير منتجات الورش إلي العديد من دول العالم مثل استراليا والارجنتين وباكستان وإثيوبيا، مشيرا إلي ان مصر ستكون الدولة الأولي في قارة إفريقيا التي يدخل اليها »المونوريل» كوسيلة للنقل تتحقق التكامل مع الوسائل الأخري. وأوضح ان العرض الذي تقدم به التحالف الصيني لتنفيذ مشروع المونوريل في كل من مدينة السادس من أكتوبر والعاصمة الإدارية الجديدة تضمن تنفيذ القطار ذات الأربع عربات في البداية علي ان تتم زيادة العربات إلي 8 عربات في مراحل لاحقة ويستوعب القطار الواحد في المرحلة الاولي حوالي 170 راكبا في الرحلة الواحدة. اما باقي التفاصيل الفنية لمشروع المونوريل الذي سيتم تنفيذه في كل من مدينة السادس من اكتوبر والعاصمة الإدارية الجديدة فقد أوصت نتائج دراسات النقل لإقليم القاهرة الكبري بضرورة ربط كل من شرق القاهرة بالمدن الجديدة شرقا، وأيضا غرب القاهرةوالجيزة بالمدن الجديدة غربا، بوسيلة نقل جماعي سككي ثقيل لخدمة ومواكبة التنمية المتسارعة بالمدن الجديدة. ودعت وزارتا الإسكان والنقل، الشركات المصرية والدولية للتأهيل المسبق لإعداد التصميمات الهندسية والتمويل والمشتريات والتشييد والتشغيل والصيانة لمشروعي مونوريل مدينة 6 أكتوبر، والذي يبدأ من مدينة الجيزة إلي مدينة 6 أكتوبر بطول حوالي 35 كم، ومونوريل العاصمة الإدارية الجديدة، والذي يبدأ من مدينة نصر إلي العاصمة الإدارية الجديدة بطول 52 كم. وسيتم تنفيذ المشروع علي أساس إعداد التصميمات الهندسية والتنفيذ والتشغيل والصيانة بالاضافة إلي التمويل، حيث ستتولي الشركات المنفذة توفير التمويل اللازم من خلال المؤسسات المالية الدولية مع إعطاء أفضلية للقروض الحكومية وأفضل شروط إعادة سداد القرض، ويكون تمويل دراسات المشروع من خلال منحة تم إدراجها في العرض. ومشروع قطار مونوريل مدينة 6 أكتوبر هو خط نقل سككي سريع يسير علي كمرة خرسانية معلقة، ويربط مدينة 6 أكتوبر والشيخ زايد بالقاهرةوالجيزة بطول 35 كم (المرحلة الأولي)، وتبلغ السعة القصوي للمونوريل الحديث حوالي مليون راكب يوميا، ويحقق زمن رحلة يعادل زمن رحلة السيارة بدون توقف، ويستغرق 35 دقيقة لمسافة 35 كم، وبه 10 محطات، هي: »المنطقة الصناعية لمدينة 6 أكتوبر - محطة جامع الحصري - محطة أكتوبر - محطة ميدان جهينة - محطة زايد - محطة هايبر - محطة طريق إسكندرية الصحراوي - محطة المنصورية - محطة الطريق الدائري - محطة جامعة الدول العربية»، ويخدم المشروع التوسعات الكبيرة بمدينة 6 أكتوبر، خاصة مشروعات الإسكان الاجتماعي والذي يتعدي100 ألف وحدة سكنية، وتحقق المرحلة الثانية من المشروع ربطا مباشرا مع مشروعات التنمية جنوب أكتوبر والتوسعات الجنوبية، ويربط مع نهاية المرحلة الأولي من الخط الرابع لمترو الأنفاق. أما مشروع قطار مونوريل العاصمة الإدارية الجديدة، فيضم 22 محطة، هي »الاستاد - هشام بركات - نوري خطاب - الحي السابع - ذاكر حسين - المنطقة الحرة - المشير طنطاوي - كايرو فيستيفال - الشويفات - المستشفي الجوي - حي النرجس - محمد نجيب - الجامعة الأمريكية - إعمار - ميدان النافورة - البروة - الدائري الأوسطي - محمد بن زايد - الدائري الإقليمي - فندق الماسة - حي الوزارات - العاصمة الإدارية»، وسيسهم المشروع في الإسراع بتنمية العاصمة الإدارية ومدينة القاهرة الجديدة، ونقل حركة الموظفين والمترددين من القاهرةوالجيزة في أقل زمن رحلة لاتصاله بالخط الثالث لمترو الأنفاق، ويسهم أيضا في توفير مادي نتيجة فاقد الوقت والوقود المستهلك للوصول إلي العاصمة الإدارية ومدينة القاهرة الجديدة. وفيما يتعلق بالسعة التصميمية للمونوريل فتصل إلي حوالي 48 ألف راكب / الساعة / الاتجاه، ويبلغ زمن الرحلة 35 دقيقة، وزمن التقاطر 90 ثانية، وعدد القطارات 27 قطارا، وعدد عربات المرحلة الأولي 108 عربات، بسرعة 80 كم/الساعة. ويصل الجدول الزمني للمشروع 3 سنوات، وحجم الركاب عند بدء التشغيل سيكون حوالي ربع مليون راكب يوميا، وسيخلق المشروع فرص عمالة فنية، وستشارك مصر في إنشاء خط تصنيع وتجميع قطارات المونوريل.