- هل يسمعني اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي ويضع في اهتمامه هذه القضية.. من جانبي أعرف عنه أنه الوزير الذي يصنع المستحيل، بصماته علي كل موقع إنتاج.. حتي أصبح للإنتاج الحربي دور في حياتنا المدنية.. ولذلك أطالبه بأن يحتضن قضية الورش الفنية التي نفتقد وجودها لخدمة المواطن المصري. - أعرف جيداً أن اللواء العصار يستطيع إقامة ورش فنية متنقلة للصيانة تساهم أيضاً في الحفاظ علي الأرواح التي تعيش مهددة بسبب الإهمال في صيانة المصاعد في العمارات السكنية.. فكم من الحوادث تضيع فيها الأرواح. - لذلك أقول أتحدي أن يكون عندنا مراكز صيانة مؤهلة للصيانة.. والدليل أن البيت المصري يعاني من مشكلة الصيانة سواء كان في الثلاجات أو الغسالات أو الخلاطات أو البوتاجازات.. لو حدث أن واحدا من هذه الأجهزة حدث له عطل أو خلل في التشغيل، لا توجد مراكز صيانة متخصصة لإزالة هذا العطل.. للأسف "الفهلوة" هي شعارنا.. يعني مراكز ليس لها في الصيانة.. وهذه هي مصيبتنا.. إعلانات عن مراكز صيانة تحمل أسماء شركات أجنبية وهي في الأصل مراكز وهمية لا يعمل فيها مهندس متخصص..العاملون أي كلام.. عند استدعاء واحد من هذه المراكز في البيت يشترطون دفع رسوم الكشف عن العدة مقدماً.. وبعد الفحص يطلبون نقل الجهاز أو العدة المطلوب تصليحها إلي الورشة و "انت وبختك".. فهي نادراً أن تعود إلي البيت سليمة لأنها في العادة تعود جثة. - سأروي لكم واقعة لها العجب.. زوجتي اكتشفت توقف التبريد في الفريزر يعني الثلاجة تعمل بنصف طاقتها، فأخذنا نسأل عن التوكيل، وبعد محاولات وانتظار في قائمة الانتظار جاءنا مهندس وطلب قيمة الكشف مقدما.. مش مهم لأن المبلغ هايف.. دفعنا خمسين جنيها وبعدها طالب بضرورة سحب الثلاجة إلي مركز الصيانة لأنها تحتاج إلي معدات ثقيلة يصعب إصلاحها في البيت، ومدة الإصلاح أسبوع.. وفِي اليوم التالي وصلت سيارة متخصصة من التوكيل وأربعة عمال نقلوا الثلاجة إلي مركز الصيانة واستمرت ملاحقتهم في المركز أكثر من شهر علي أمل أن تصل إليهم قطعة غيار من ألمانيا.. وكان علينا أن ندفع قيمة الفاتورة التي وصلت إلي 3800 جنيه، لم يمض أسبوع علي تشغيلها وبدأت الثلاجة في تسريب مياه من القاعدة، طلبنا الصيانة فأكدوا أن العطل خارج الضمان والموقف يستدعي نقل الثلاجة مرة أخري الي الورشة.. صرخت زوجتي في وجه المهندس المسئول وهي تقول ليه "فين" الرحمة، لما التوكيل واخد مبلغ كبير بالشكل ده، تقول ليه خارج "الضمان".. يبدو أنه تأثر للموقف وطلب أن نعطيه مهلة لفترة مسائية وسيحضر لعمل الصيانة بمعرفته في غير أوقات عمله بالشركة، وفعلا جاء في اليوم التالي وحصل علي 200 جنيه وأزال العطل بنسبة 50%. - زوجتي لم تهدأ وقررت أن تتخلص من الثلاجة وعرضتها للبيع وكان أول من اشتراها هو التوكيل الذي قام بإصلاحها ولكم أن تتخيلوا قيمة المدفوع.. فقد اشتراها بألفي جنيه.. طبعا ما أرويه يدعو للعجب.. - وما يحدث مع مراكز الصيانة في أجهزة البيت يحدث مع مراكز صيانة السيارات التي تسرق في مواجهة الزبون تحت اسم قطع الغيار ومصاريف التركيب، إن أقل فاتورة تدفعها ما بين سبعة آلاف جنيه إلي عشرين ألف جنيه.. جميع موديلات السيارات تتعرض للنهب والسلب من مراكز صيانة السيارات ولا رقيب ولا أحد يحاسب علي الابتزاز الذي يحدث تحت اسم الصيانة. - مشكلتنا أيضا في صيانة الثروة العقارية، ليست عندنا مراكز متخصصة لصيانة العقارات، فتجد العمارة أو البرج السكني من الداخل تغطي جدرانه مياه الصرف الصحي بسبب عدم وجود سباكين يفهمون في صيانة مواسير الصرف، حتي المصاعد داخل العمارات أصبحت مهددة بالسقوط، ولا أعرف لماذا تسكت وحدات الحكم المحلي مع أنني لم أسمع أنها تحركت ولو مرة وزارت عقاراً وعاينت المصاعد فيه.. مثل هذا التصرف سيكون له تأثير في بقية العقارات، رؤساء اتحادات الملاك يعانون من سوء مراكز الصيانة.. هذه حكاية تدهور الصيانة.. لذلك أقول إنها في حاجة إلي صيانة.