في عهد كان بيع شركات قطاع الأعمال وتسريح العمالة مباحا وعيني عينك.. دهس قطار الخصخصة وركابه من حكومات الفساد مشروعات مصر العملاقة وباعوا أصولها بأبخس الأسعار! شركة النصر للسيارات احدي أهم القلاع الصناعية تأسست عام 0691.. كأول شركة مصرية لصناعة السيارات في الشرق الأوسط ونجحت مصانعها في تجميع سيارات الفيات بكل أنواعها وأصبحت الأكثر مبيعا في الأسواق المحلية إلي أن طالتها معاول الهدم ووضعتها في مصيدة الخصخصة! فماذا حدث؟! وهل يمكن إنقاذ ما تبقي من قلعة صناعة السيارات سابقا؟! هذا الصرح الصناعي العملاق.. آن الأوان لإنقاذه ووضع الخطط والبرامج والحلول لانتشاله من الغرق ومحو كل آثار الخصخصة التي طالته وإعادة الروح فيه وريادتها في المنطقة العربية، كما يقول د. عادل جزارين رئيس مجلس إدارة شركة النصر للسيارات السابق وأحد مؤسسيها أن هذه الشركة هي أحدي أهم قلاع الصناعة المصرية، فقد بلغ قيمة إنتاجها عام 2891، 003 مليون جنيه بإنتاج 22 ألف سيارة ركوب بنسبة 54٪ تصنيع محلي.. وكذلك 57٪ من قيمة الأتوبيس الكامل واللوري محليا إضافة إلي محرك الديزل. ولكن مع بداية التسعينيات والاتجاه لخصخصة شركات القطاع العام والتي كانت منها شركة النصر، توقف ضخ الاستثمارات فيها وتم فتح الباب أمام 61 شركة أجنبية لإقامة خطوط تجميع لها وإقامة 6 مصانع بمعدات حديثة. تفتيت الشركة ويستكمل د. جزارين قائلا إن ما حدث أدي إلي تفتيت الشركة وتقسيمها إلي 4 شركات الأولي هي الشركة الهندسية لصناعة معدات النقل وتختص بإنتاج اللواري والأتوبيسات وتم بيعها، والثانية شركة لخدمات ما بعدالبيع وهي تحت التصفية، والشركة الثالثة هي لأسطول النقل الخاص بالعمال والبضائع وهي مازالت قائمة، أما الرابعة هي ما تبقي من شركة النصر للسيارات متمثلة في عنبر لتجميع السيارات يبلغ مساحته 04 ألف متر بما يعادل 01 أفدنة بها 3 عنابر إنتاجية للمكابس وللتروس وللأجزاء الميكانيكية. سيارة مصرية 001٪ وبسؤال مؤسس هذه الشركة عن مدي استمرارية هذه الصناعة ومستقبلها محليا أشار إلي أنه لا توجد صناعة سيارات خالصة أي أنه لن تتوافر سيارة مصرية الصنع 001٪، فلا توجد هناك دولة في العالم تقوم بتصنيع السيارة كاملة، لأنها تتكون من 01 إلي 21 ألف جزء، ويري أن الحل المناسب للوضع المصري لهذه الشركة في المرحلة القادمة بعد أن اغتالتها الخصخصة هو التركيز علي تصنيع بعض الأجزاء وشراء الباقي من مصانع التغذية من أي دولة. كما يمكن الاعتماد في الفترة الحالية علي الصناعات المغذية بعد تزايد الطلب عليها واكتفاء الشركات المصنعة حول العالم بتصنيع بعض الأجزاء الخاصة كجسم السيارة. الأتوبيسات والمقطورات ويوضح د. جزارين ان المستقبل لهذه الصناعة والشركة في مصر يكمن في تصنيع سيارات اللوري والأتوبيسات والمقطورات، حيث تتواجد 61 شركة لتجميع سيارات الركوب محليا و6 آخري لتصنيع السيارات التجارية من سيارات نقل وغيرها، وجميعها تعمل بطاقة إنتاجية منخفضة تمثل عائقا أمام التصنيع وتعتمد فقط علي التسويق المحلي. صناعة واعدة وتعد صناعة الأتوبيسات واللوري من الصناعات الواعدة حيث يتزايد الطلب عليها محليا وإقليميا، لأنها من الصناعات كثيفة العمالة كما أن تكاليف تطويرها أقل من تطوير سيارات الركوب، ومن ناحية أخري نجد الاهتمام بتصنيع الجرارات الزراعية ذا عائد اقتصادي كبير علي الدولة فمع التطور الكبير في مجال الزراعة أصبحنا في حاجة لإقامة مصنع للجرارات والمعدات الزراعية. شركات عالمية ومع تزايد أيضا استخدام سيارات الركوب في مصر الذي وصل إلي 051 ألف سيارة خلال العام الماضي والتوقع باستمرار هذه الزيادة، يمكن استغلال المصنع وعنابر التجميع التابعة للشركة وتشغيلها بطاقة إنتاجية اقتصادية والتعاون مع الشركات العالمية الكبري التي تعمل في هذا القطاع وتصنيع السيارات، لتغطية احتياجات السوق المحلي وتنشيط حركة التصدير للدول المجاورة. شروط والتزامات ويؤكد د. عادل جزارين علي ضرورة وضع شروط للشركات الشريكة في العمل باستخدام نقاط التجميع الموجودة، أيضا العمل علي زيادة نسبة التصنيع المحلي وتحويل عملية التجميع إلي تصنيع جاد وإنتاج احتياجات السوق المحلي كمرحلة أولي.. وذلك بالمشاركة والاستثمار بنسب مع الاحتفاظ بملكية الدولة.