من المؤلم حقا ان تجد نفسك وحيدا فريدا غريبا بكل ما تحمل الغربة من معني، مع أن الناس من حولك كثيرون ولكنها كثرة كغثاء السيل. تحيا غريبا ان أردت الصدق بلا زيف أو تجميل لأنهم حولك يعشقون الكذب متيمون بالنفاق. تحيا غريبا ان حاولت أن تمنع ظلما أو توقف عدوانا علي أحد من الغلابة المطحونين لأنهم من حولك قد دأبوا علي هضم الحقوق ودهس أصحابها وقد ظنوا ان قوتهم تدوم مع أنها بكل يقين ستزول عنهم أو هم عنها زائلون! تحيا غريبا ان ناديت بالحب وسط أقوام قد شغفوا بالبغض ونهجوا نهج الحاقدين الكارهين لكل ما هو جميل! غريبا تحيا ان كشفت فساد الفاسدين لأنهم من حولك قد تعودت دماؤهم عليه وفصيلة دماؤهم موحدة وهي »بي فاسد«! تحيا غريبا ان ناديت بالأخلاق في زمن الردة في الأخلاق والنكسة في الانسان إلا من رحم ربي! تحيا غريبا ان ناديت بالأصول والواجب والشهامة والرجولة وسط أقوام مقياس الرجولة عندهم هو المال! تحيا غريبا لو أردت الستر لأهلك وسط أقوام تفننوا في كشف العورة والأبدان! غريب أنت ياولدي ان أردت أن تكون رجلا. وأن تحيا بضمير وسط قوم قد باعوا ضمائرهم وتحللوا من مباديء كل الأديان. هشام الجوهري