د. خالد عبد الغفار: التعليم أصبح قاطرة التنمية الشاملة في أي دولة د.عمرو عزت سلامة: نتبني برنامجا لضمان جودة التعليم العالي لتحسين مخرجاته د.ماجد نجم: الجامعات أصبحت منبرا للمعرفة ومصدراً لعلاج التسمم الفكري لدي بعض الشباب اختتم أمس اتحاد الجامعات العربية مؤتمره ال 52 والذي تنظمه جامعة حلوان بمدينة شرم الشيخ والذي ضم اكبر عدد من الجامعات العربية والمصرية الحكومية والخاصة بالاضافة إلي عدد من المعاهد التي حصلت علي عضوية الاتحاد. وناقش المؤتمر في جلساته المتعددة التي امتدت علي مدار اليومين الماضيين العديد من القضايا التي تهم الجامعات العربية وفي مقدمتها كيفية النهوض بها لكي تأخذ مكانتها العالمية بين الجامعات الاجنبية المتقدمة. وكيفية تطوير برامجها ومناهجها حتي تحقق هذا الهدف. وكذلك قضية تصنيف الجامعات العربية في مراكز متقدمة بين ترتيب الجامعات العالمية والادوات التي تحقق ذلك. وايضا كيفية اعداد الخريج الجيد في مختلف الجامعات العربية حتي ينافس في سوق العمل العربي والعالمي بشكل متميز ويكون لهؤلاء الخريجين فرص للعمل أفضل في مختلف المجالات وفي أي دولة. كما تم عرض الجودة والاعتماد التعليمية في العديد من الدول العربية. وكان د.خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي قد وجه رسالة للمؤتمر قرأها نيابة عنه د.عمرو عدلي نائب وزير التعليم العالي لشئون البحث العلمي اكد فيها انه لابد من الاقرار ان معيار التعليم والتعلم.. والهندسة المعرفية اصبحت تتمتع الآن بقدر عال من الديناميكية والتغير في الهياكل والمضامين، ومن هذا المنطلق ادركت الدول العربية منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي اهمية مراجعة اوضاع التعليم وكيفية النهوض به وتطويره نوعا وكما في جميع المجالات. ولتحقيق ذلك قامت بوضع السياسات والاستراتيجيات وعقدت المؤتمرات والندوات وطرحت العديد من المشاريع الاصلاحية.. إلا أن هذه الجهود رغم اهميتها لم تكن علي المستوي المطلوب أو علي مستوي الطموحات التي كانت معقودة عليها. واضاف د.عبدالغفار انه ادراكا من الزعماء العرب بأن قضايا ومشاكل التعليم العربي لم تعالج بالحلول المثلي.. فقد اعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية عام 2019 عاما للتعليم في مصر ادراكا وإيمانا منه بأهمية التعليم كقاطرة تنمية للعديد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية. رؤية مصر وطرح د.خالد عبدالغفار رؤية للمعيار التعليمي الجديد والتي تقوم علي اربعة اعمدة أولها: التعليم من اجل القدرة الشاملة وتكوين الشخصية العارفة. وثانيها التعليم من اجل العمل والممارسة الحياتية والمساهمة في تحقيق الانتاجية العالية والعمل ضمن المجتمع البشري. وثالثها التعليم من اجل التعايش المشترك وفهم المجتمع الانساني ككل وبناء المواطنة المهيأة للدخول إلي عصر العولمة والانفجار المعرفي واتساع قنوات التواصل في داخل القرية الكونية. واخيرا التعلم من اجل بناء الشخصية الإنسانية والذي يشتق اصوله من أن هدف التنمية الإنسانية هو مساعدة الفرد علي تحقيق ذاته وتوسيع خياراته وممارسة حقوقه وواجباته. برنامج لضمان الجودة اما د.عمرو عزت سلامة الامين العام لاتحاد الجامعات العربية فقد اكد امام الحضور ان الاتحاد يتبني حاليا برنامج ضمان الجودة في التعليم العالي لتحسين مخرجاته ومخرجات البحث العلمي لبناء القدرات التنافسية ومد جسور التعاون الاكاديمي والبحثي بين الجامعات العربية وتسويقها عربيا ومحليا ودوليا. ويتبني ايضا أفضل الممارسات العالمية لتطوير جودة الاداء العلمي والاكاديمي والبحثي للمؤسسات بما ينسجم مع المعايير الدولية وبما يعزز سمعة مؤسسات التعليم العالي العربية. وفي ضوء ذلك فإن اتحاد الجامعات العربية قد بدأ بمنح شهادة الجودة للبرامج الاكاديمية لاعتمادها في الجامعات العربية. وقد تقدمت بالفعل عدد من الجامعات العربية بطلبات إلي المجلس لاعتماد بعض البرامج الأكاديمية. وكشف د.عمرو عزت سلامة عن عدد من المشاريع العلمية والبحثية التي يعمل عليها حاليا اتحاد الجامعات العربية ومن بينها. برنامج تصنيف الجامعات العربية والذي يهدف الي تصنيف الجامعات في الدول العربية وفق المعايير العالمية للتصنيف. وكذلك برنامج الاطار العربي للمؤهلات والذي يهدف إلي تعزيز الثقة والمصداقية في المؤهلات العربية وتحقيق المقارنة والمواءمة بين المؤهلات العربية وبين المؤهلات العالمية وتوحيد معايير التعليم والتدريب وتسهيل الاجراءات الخاصة للاعتراف بالشهادات الجامعية ومعادلتها واضاف انه من بين الخطوات العملية التي اتخذها الاتحاد حديثاً هو عقد اتفاقية بين الاتحاد وشركة السيفير (elsevier) العالمية والرائدة في نشر الابحاث العلمية. وذلك لتأسيس منصة إلكترونية لاستضافة وادارة ونشر المجلات العلمية في الوطن العربي من خلال برنامج (digital commons) والتي سيتم من خلالها تلبية عدد كبير من المعايير العالمية المطلوبة ليتسني للقائمين علي المجلات العلمية مواكبتها وتلبيتها من خلال المنصة واستيفاء معايير الجودة لغرض ادراجها في قاعدة بيانات سكوبس (scopus) العالمية. كما تم ابرام اتفاقية مع مشروع معامل التأثير العربي والذي يهدف الي تحديد معادلة واحدة ومعتمدة لتقييم المجلات التي يتم نشرها في الوطن العربي، وبالتالي ستكون المجلات المندرجة في منصة النشر الالكترونية من ضمن مشروع معامل التأثير العربي ويحرص كل الحرص علي تطوير جودة الاداء العلمي والاكاديمي والبحثي للمؤسسات بما يحقق المواءمة بين العربية منها والعالمية. وفي ضوء هذه المسيرة فان اتحاد الجامعات العربية شرع بتفعيل مشروع الصندوق العربي لتمويل البحث العلمي، وذلك لرعاية مشروعات بحثية وبرامج أكاديمية حسب أولويات البحث العلمي في الوطن العربي، وقد حققت الامانة العامة خلال الفترة المنصرمة عددا من الاتصالات واللقاءات مع عدد من المؤسسات البحثية والداعمة للبحث العلمي للحصول علي الدعم المناسب للمشروعات البحثية، وكما تعلمون فان المشروع يتطلب تضافر جهود جميع الاطراف الفاعلة والمعنية بالبحث والعلمي والتنمية في الوطن العربي. فضلا عن ان الاتحاد يعمل علي استثمار الشبكة العربية الاوروبية (arelen) والتي اطلقها الاتحاد في بدايات عام 2014 بالتعاون مع جهات أوروبية كنتاج لمشروع tempus بعنوان القيادة في ادارة التعليم العالي. بهدف تدريب القيادات الجامعية وتعزيز التعاون بين قادة التعليم العالي في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وأوروبا وفي السياق ذاته تم الاتفاق مع المنظمة العربية للتنمية الادارية علي تنفيذ مشروع تدريب للقيادات الجامعية خلال العام الجاري. تنظيم غير مسبوق أما جامعة حلوان المنظمة لهذا المؤتمر والتي تترأس دورته الحالية رقم 52 والتي تفوقت علي نفسها في تنظيمه والاعداد له بشكل غير مسبوق في حضور أكبر عدد من الجامعة العربية والمصرية.. وأكبر عدد من رؤساء هذه الجامعات سواء الحكومية او الخاصة فقد اكد د. ماجد نجم رئيس جامعة حلوان رئيس هذه الدورة علي الدور الهام والحيوي الذي يقوم به اتحاد الجامعات العربية العريق منذ تأسيسه عام 1964 بقرار من مجلس جامعة الدول العربية ويشهد هذا الدور تناميا وتأثيراً في محيطه العربي في مواجهة التحديات المعاصرة التي نواجهها جميعا في الدول العربية وذلك من خلال الانشطة المتعددة والمتنوعة لمختلف القضايا ذات الصلة بجودة التعليم والقضايا المجتمعية المختلفة. وأكد د. ماجدنجم حرص كل جامعة عربية ان تكون بما تضمه من تخصصات علمية وأدبية مشيرا للمعرفة وبيتا للخبرة ومحفزا للعقول المبتكرة المبدعة.. وراعيا لها.. وتعمل بشكل مستمر ان تكون مصدراً لانتاج الترياق الذي يمنع التسمم الفكري الذي يتعرض له الشباب من طلاب العلم.