تحل هذه الأيام الذكري الثانية والأربعين لرحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ »رحل في 30 مارس 1977»ولايزال هناك من يسأل حتي الآن عن أسباب حضوره واستمراره علي القمة، والأمر لايحتاج تفسيرا فقد نجح بموهبته وذكائه الذي قاده للتعامل مع أعظم مؤلفي وموسيقي عصره الذين قدموا له أروع أعمالهم وكان صدقه في الأداء واخلاصه لفنه مفتاح القبول لدي الجمهور. وقبل أيام وفي حفل بديع بمسرح معهد الموسيقي العربية كان الحضور كبيرا في الاحتفال بذكري ميلاد الموسيقار محمد الموجي أحد المجددين في موسيقانا الشرقية الذي اقترنت ألحانه بصوت العندليب وكان أول من صافحت موسيقاه صوته من خلال أغنية »صافيني مرة»،مثلما حملت آخرأغنيات عبد الحليم حافظ قبل رحيله»قصيدة قارئة الفنجان» توقيع محمد الموجي أيضا،ومابين البداية والنهاية كان هناك مايقرب من 54 أغنية جمعتهما بأشعار كبار المؤلفين مابين أغان عاطفية ووطنية ودينية. كانت هناك أكثر من مفاجأة بالحفل أولها حضور أسرة الموسيقار الراحل،وفي مقدمتهم الموجي الصغير الذي تعافي من أزمته الصحية ووقف علي المسرح ليغني بعض ألحان والده،وقد استقبله الجمهور بحفاوة كبيرة وقدم أحد الألحان المجهولة لوالده، وكانت المفاجأة الثانية حضور الفنان مجدي الحسيني عازف الأورج الشهير الذي تألق في حفلات عبد الحليم حافظ واشتهر كأحد أسرع عشرة عازفين للأورج علي مستوي العالم،كان الحسيني يمثل حالة في حفلات العندليب وكثيرا ماقدمه متباهيا به الي الجمهور. أما ثالث المفاجآت فكانت في هذا الصوت الشاب مطرب الأوبرا سعيد عثمان الذي قدم باقة من أجمل أغنيات العندليب والموجي وقد أداها باحساس صادق وصوت عذب فلم يكن مقلدا قدر ماكان مبدعا. غني سعيد عثمان اسبقني ياقلبي، الليالي،جبار، أنا من تراب، واختتم الحفل بآخر أغنيات العندليب والموجي »قارئة الفنجان» للشاعر الكبير نزار قباني، وهي أغنية صعبة لحنا وأداء لكنه استطاع أن يؤديها باحساس كبيروحضور لافت علي المسرح، ان سعيد عثمان وكثيراً من مطربي الأوبرا لابد وأن تسلط عليهم الأضواء بشكل يتجاوز مسارح الأوبرا،وفي وقت تطاردنا فيه أغاني المهرجانات الهابطة لابد أن تخرج مثل هذه الاصوات الموهوبة الدارسة الي الناس في كل مكان،وأن يتم طرح هذه الحفلات علي اسطوانات مدمجة بسعر زهيد وأن تعرض القنوات حفلاتهم باستمرار فيتاح لهم انتشارا، وانطلاقة أكبر للفن الحقيقي.