مساء الثلاثاء الماضي كانت عقارب الساعة تشير إلي التاسعة تقريبا وكان كل شيئ يسير بشكله الطبيعي في ميدان التحرير حيث تمارس مجموعة المعتصمين نشاطها في التعبير عن موقفها المارة في الشوارع التي تقع بين الميدان وبين مبني وزارة الداخلية كانوا يشعرون بالهدوء التام.. وفجأة تظهر مجموعة كبيرة من الأشخاص يقدر عددهم بنحو 005 شخص يتقدمون في مظاهرة تتخذ مكانها أمام وزارة الداخلية مباشرة معظم أو غالبية المشاركين في المظاهرات كانوا من أصحاب تلك الوجوه التي يتبرأ منها ميدان التحرير أيام الثورة. ولعلي أكون صادقا عندما أقول إنها أقرب لهؤلاء الذين كانوا يعتدون علي شباب الميدان في موقعة الجمل من فوق كوبري أكتوبر أو الشوارع الجانبية.. فماذا فعل هؤلاء؟ عقب وصولهم ظلوا يرددون الهتافات العدائية للشرطة ووزارة الداخلية وآخرون تولوا قذف قطع الطوب علي الأبواب.. فماذا كان رد فعل مسئولي وزارة الداخلية؟ كان من الواضح انه كانت هناك معلومات ما بشأن اعضاء هذه المظاهرة وهدفها فقد فوجئت بالتعليمات تصدر بسحب جميع أفراد الحراسة المسئولين عن التأمين إلي داخل أسوار الوزارة وتم اغلاق أبوابها بإحكام مع تعليمات مشددة بعدم الرد علي أية تصرفات تصدر عن المظاهرة التي استمرت ساعة كاملة.. والذي عرفته فيما بعد أن الهدف كان التحرش برجال الشرطة والاعتداء عليهم بنفس السيناريو الذي حدث يوم ثلاثاء مسرح البالون ليتم استدراج قوات الشرطة المدافعة عن الداخلية قرب الميدان بينما تقوم ذيول أخري بالاعتداء خلسة وغدر علي الشباب بالميدان ولو بطلقة تصيب شخصا وعندما يلتفت الجميع حولهم فلن يكون هناك سوي الشرطة لتصبح المتهمة بالاعتداء وتبدأ الاشتباكات الدامية ولكن واضح أن الداخلية استوعبت الدرس فلم يتم استدراجها. وبالطبع فشلت مؤامرة الثلاثاء الماضي. والسؤال الآن من الذي جمع هؤلاء ودفعهم خلسة للقيام بهذا الدور الشرير في غفلة عن الجميع.