إذا أحسست برغبة في الكلام والبوح.. أو شعرت بحاجة إلي صديق مخلص تودعه أدق أسرارك. إذا كنت تبحث عن حل لمشكلة تؤرقك..فاكتب إلينا.. وستجدنا دائما في انتظار رسائلك الخاصة جدًا هل يقف الاب في قفص الاتهام، ويكون الابن هو القاضي؟ هل تخضع قوانين الحياة للتغيير أم انه مهما بلغ الاختلاف بينهما تظل الفروق علي ما هي عليه؟ اليك قصتي سيدتي: انا شاب ابلغ من العمر 61 عاما نشأت علي خلق كريم وطباع طيبة والحمد لله، وهذا هو الدافع الذي جعلني اطرق بابك كي اقص عليك مشكلتي، لعلي اجد بين سطورك حلا لها، متمنيا ان تصل هذه الرسالة الي كل الاباء. مشكلتي بدأت في نهاية هذا العام الدراسي عندما كنت علي مشارف امتحانات الثانوية العامة، والحمد لله انها بدأت في اواخر الامتحانات، لانها الان اصبحت تأخذ كل تفكيري، ذات يوم دخلت علي ابي وهو يجلس امام الحاسب الالي، يتصفح مواقع الشبكة العنكبوتية »الانترنت« وعندماوجدني فوجيء برؤيتي واذا به يغلق صفحة الانترنت سريعا بخوف وارتباك شديد، لا اكذب القول فقد انتابني شعور غريب وتسلل الشك الي صدري، بالرغم اني لمت نفسي وعاتبتها، كيف اشك في افعال ابي؟ لكنني للاسف تيقنت بعد ذلك عندما بحثت خلفه، حيث وجدت انه يتصفح بعض المواقع الاباحية!. لا استطيع ان اصف لك شعوري بعد ذلك الموقف ولم اصدق نفسي.. ابي الذي اراه القدوة امامي يفعل ذلك؟ في البداية برأته ونسبت هذا التصرف والفعل المشين الي اخي الاصغر مني رغم انني اعرف اخي جيدا واعرف انه لم يتصفح الانترنت طوال فترة الامتحانات، لأكتشف بعد ذلك ان من يفعل ذلك هو أبي!. صعقت ياسيدتي ولم استطع ان اخبر والدتي حرصا علي مشاعرها، فمن المفترض انني انا الذي ألقب بالمراهق وابي هو من يحافظ وليس العكس. كرهت الكمبيوتر وكلما وجدت ابي امامه اصرخ بداخلي.. رباه.. ماذا اقول له؟ هل اواجهه؟ هل ينصح الابن اباه؟ ام ان الاب عليه ان يتواري خجلا مما يفعل؟. اتمني ان تصل الرسالة الي كل بيت وكل اب لكي يتقوا الله في اولادهم وأسرهم، وقررت ان اكتب اليك لعلي اجد جوابا يزيح عن كاهلي هذه المأساة، ويعيد ابي الي رشده قبل فوات الاوان. المصدوم ». ع« الكاتبة: ازعجتني رسالتك، وتألمت لصدمتك في ابيك، رغم انها ليست الرسالة الاولي التي تصلني من شباب »تحت العشرين« وتحمل نفس المضمون، وذات المشكلة!. وهذا يجعلني اتوجه من خلال صفحتي هذه الي الاباء والامهات واكرر دعوتي لهم بأن يرعوا تصرفاتهم، ويرقبوا سلوكهم علي الاقل امام ابنائهم! فاذا كان للاب او الام نقطة ضعف او نقيصة، وهذا وارد ويحدث فلابد ان يحاول ان يجنب اولاده خاصة المراهقين اكتشاف تلك النقيصة او ذلك السلوك المنحرف!. اما انت ايها الابن العزيز، فأدعوك الي التمسك بالقيم، وتعاليم الدين.. وان تقترب من الله، وتسأله السكينة خاصة ونحن علي ابواب شهر رمضان الكريم، هذا الشهر الذي يفتح فيه الله ابواب السماء، ويتقبل التوبة، ويمنح المغفرة لعباده الصادقين، الذين يتوجهون اليه بنية حقيقية في التوبة وطلب المغفرة. انا ادرك ان صورة الاب وكذلك الام هي صورة مثالية في نظر الابناء، فالابن او البنت لا يتصور ان يأتي ابوه بشيء مشين او ان تفعل أمه شيئا يخرجها من هالة الملائكية التي تحيط بالصورة النمطية للام كما نراها، ونتصورها، ونتمناها. لكننا نعيش في الواقع، علي الارض، وكل ابن ادم خطاء، وليس هناك انسان معصوم من الخطأ الا الانبياء. اقول لك ذلك ليس تبريرا لهذا السلوك المخجل الذي مارسه والدك بلا ادني مراعاة لحرمة البيت، وحقوق اولاده عليه. ولكن لكي ادعوك الي التفكير بطريقة اكثر واقعية، فتقبل غرائب الحياة، ونقائص وتناقضات البشر امر مهم في ادراك ان الكون نفسه يقوم علي الصراع بين الخير والشر.. الابيض والاسود.. الليل والنهار والحياة ليست مثالية بل انها ميدان واسع للصراع بين الخير والشر داخل كل منا.. ولابد ان نستوعب ذلك حتي لا نصبح في هشاشة الورقة الخفيفة في مواجهة رياح الحياة وعواصفها.. وحتي نتعلم كيف نواجه أزماتنا وصدماتنا مهما كانت قسوتها. عد الي نفسك.. صل وادع لوالدك ان يهديه الله لا تجلد نفسك ولا تحملها مالا طاقة لها به، والدك بشر يا صديقي وقد اخطأ، لكن النصيحة يجب ألا تأتي منك، فأنت ابنه، وهذا سوف يوتر العلاقة بينكما ولا انصح بذلك. لذلك ارجو ان تتقبل اخطاء ابيك، وتفلسفها وتتعلم منها كيف تكون ابا بمعني الكلمة في المستقبل عندما تكبر، وتنجب. فالأبوة ليست فقط ان نكون سببا في خروج انسان في الدنيا، بل هي ان نزرع ونربي، ونهب من انفسنا لهذا الوليد حتي تنمو الشجرة الصغيرة، وتصبح كيانا ناجحا متماسكا. ادع لوالدك.. والله خير الغافرين ولا تقس عليه او علي نفسك!.