يلتقي لأول مرة قادة دول الاتحاد الأوروبي مع نظرائهم العرب غداً في مدينة السلام بشرم الشيخ، في القمة العربية الاوروبية، والتي تقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. القمة تم الدعوة اليها في فبراير 2018، وتعكس رغبة من الجانبين العربي والأوروبي لإحداث نقلة نوعية في العلاقات بينهما في مختلف المجالات، لاسيما في ظل الفرص والتحديات المشتركة التي أضحت تربط الإقليمين أكثر من أي وقت مضي. وقد أكدت أغلب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مشاركتها في القمة، في ظل الأهمية الكبيرة التي يوليها الاتحاد الأوروبي لهذه القمة. وبحسب المسئولين المصريين والأوروبيين فإن 20 دولة أوروبية علي الأقل ستشارك في القمة علي مستوي رئيس الدولة أو رئيس الحكومة في النظم البرلمانية، وهو ما يعكس الأهمية الكبيرة الي توليها الدول الأوروبية للقمة الأولي من نوعها التي تجمع قادة دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية. وقد تأكد حضور كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل القمة، بحسب ما أعلنته رئاسة الحكومة في ألمانيا قبل أيام. كما ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا ستشارك في قمة شرم الشيخ رغم المشكلات الداخلية التي تواجهها علي خلفية أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والمقرر له يوم 29 مارس المقبل. وإلي جانب الدول الأعضاء في الاتحاد سيشارك في الجانب الأوروبي جان كلود يونيكر رئيس المفوضية الأوروبية ودونالد تاسك رئيس الاتحاد الأوروبي الذي سيترأس الاجتماعات إلي جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي. وفي إعلان مشاركة الرئيس القبرصي »نيكوس أناستاسيادس» في القمة قالت الرئاسة القبرصية إن القمة مناسبة جيدة لتعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والعالم العربي وتحسين التعاون في مجالات مكافحة الهجرة غير المشروعة والطاقة واللاجئين والتغير المناخي والتجارة والاستثمار. وقال متحدث باسم الحكومة القبرصية إن الرئيس »إناستاسيادس» يعطي أهمية كبيرة للمشاركة في هذه القمة كخطوة مهمة نحو تعميق العلاقات مع الدول العربية. في المقابل يؤكد الدبلوماسيون العرب المشاركون في الإعداد للقمة أن التمثيل العربي سيكون علي أعلي مستوي ايضا »تقديرا لصاحب الدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي ولدور مصر الفاعل في محيطها العربي والمتوسطي والأفريقي والدولي». وتعّد القمة العربية الأوروبية التي يترأٍسها الرئيس السيسي ودونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، أول قمة تاريخية تعقد علي مستوي قادة الدول بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، حيث يأتي انعقادها وفقًا لقرارا مجلس جامعة الدول العربية رقمي 147 و148، وقرار القمة العربية رقم 691 الصادر عن القمة العربية التي عقدت بالبحر الميت في الأردن في مارس 2017م وموافقة القادة العرب علي انعقادها مع دول الاتحاد الأوروبي. وسوف تناقش القمة عدداً من الملفات المهمة التي تربط الجانبين، علي رأسها العلاقات العربية الأوروبية من النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية..وأيضا سياسة الهجرة واللجوء، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، وبحث سبل التعاون الأوروبي الأفريقي المشترك، بخلاف ملفات النزاعات المسلحة في المنطقة العربية مثل الأزمة السورية واليمنية والليبية وأيضا بحث آخر تطورات القضية الفلسطينية، وموضوعات مكافحة الإرهاب والهجرة واللاجئين وتغير المناخ، بالاضافة الي مناقشة التجارة المشتركة بين العرب وأوروبا، والاستثمار العربي الأوروبي، فضلا عن سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين الجانبين العربي والأوروبي في مختلف المجالات.. ويجمع الخبراء علي ان من اكثر القضايا الملحة والتي تشكل أولوية للجانبين العربي والاوروبي هي مكافحة الإرهاب خاصة بعد مشاركة العديد من الدول الاوروبية والتي كان آخرها إستونيا ضمن التحالف الدولي لمحاربة »داعش»، ومشاركتها بقوات في كل من أفغانستان والعراق. وجنبا الي جنب مع القضايا السياسية سيكون أيضاً الشق الاقتصادي حاضرا في القمة، حيث سيكون هناك هدف لاهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية والأوروبية؛ لأن الاهتمام بالأعمال والتجارة يمكن أن يسهم في تحقيق التنمية وتحسين مستوي المعيشة. كما ان قضية اللاجئين من المشكلات الملحة للقمة، لأن بعض اللاجئين ليسوا إلا مهاجرين يتطلعون إلي حياة أفضل، وهذا يتطلب تطوير الفرص الاقتصادية داخل دولهم. وستتم مناقشة دعم دور الأممالمتحدة ومصر في حل الأزمة الليبية في ضوء استضافتها للعديد من الاجتماعات بين الأطراف الليبية، وأنها بذلت جهدا كبيرا للمساعدة من أجل تكوين جيش ليبي موحد، مشيرا إلي أهمية دعم العملية السياسية لإجراء الانتخابات في البلاد. ويقدم الاتحاد الأوروبي مساعدات للحكومة الليبية للتصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية، وهذا يتضمن التدريب والمساعدات الفنية وكيفية التعامل مع معسكرات اللاجئين، كما أن الوضع تحسن الآن فيما يتعلق بتدفق اللاجئين غير الشرعيين عبر ليبيا بالمقارنة بما حدث في السنوات الماضية. ومن القضايا البارزة ايضا في القمة القضية السورية، والتي سيعمل كل الاطراف المعنية بالصراع السوري علي أهمية التوصل إلي استقرار سياسي دائم من خلال عقد مباحثات مباشرة بين جميع الأطراف السورية. وستناقش ايضا القمة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ودعم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلي جنب مع إسرائيل في سلام، وأن تكون القدس عاصمة مستقبلية للدولتين.