الرئيس السيسي يعلن التوقيع على إصدار قانون العمل الجديد    السيسي يوجه الحكومة بالانتهاء من إعداد مشروع قانون العمالة المنزلية    الدكتور عبد الحليم قنديل يكتب عن : ردا على غارات تزوير عبدالناصر    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المعركة لازالت مستمرة?!    الصحفيون المصريون يتوافدون فى يوم عرسهم لإجراء انتخابات التجديد النصفى    خالد البلشي يفوز بمنصب نقيب الصحفيين للمرة الثانية    الحكومة تزف بشرى ل المصريين المقيمين في السعودية والكويت.. التنفيذ اليوم    مسابقة معلمي الحصة 2025.. مواعيد التقديم والشروط    رئيس مياه مطروح يتفقد محطة التحلية بالسلوم.. ويشارك في ملتقى جماهيري مع الأهالي    قيادي بمستقبل وطن: رسائل الرئيس في عيد العمال تعكس الحرص على حقوقهم باعتبارهم شركاء التنمية    روسيا تحث أوبك+ على المساهمة بشكل متكافئ في توازن العرض والطلب    وزير الإسكان ومحافظ السويس يتفقدان رافع مياه السخنة    الذهب يسجل خسارة للأسبوع الثاني مع انحسار التوترات التجارية    وول ستريت تسجل مكاسب للأسبوع الثاني بدعم من بيانات اقتصادية قوية    أسعار الذهب اليوم الثلاثاء في مصر.. استقرار بعد انخفاض حاد    أزمة "محلات بلبن" لم تنتهي بعد| إجراء عاجل من الفريق كامل الوزير    الأعنف خلال عام 2025.. طيران الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات خلال الليل على سوريا    بابا من إفريقيا.. هل يحقق الفاتيكان المفاجأة؟    زيلينسكي: أوكرانيا لا تستطيع ضمان سلامة ممثلي الدول خلال إحياء ذكرى الحرب العالمية في موسكو    ترامب لا يستبعد حدوث ركود اقتصادي لفترة قصيرة في أمريكا    رئيس الوزراء يُشارك في حفل تنصيب الرئيس الجابوني بريس نجيما    تهديد لن يتبعه تنفيذ ..بقلم : مصطفى منيغ    استقرار التضخم في منطقة اليورو عند 2.2% خلال أبريل    مسئول أمريكي: الولايات المتحدة لا ينبغي أن تدفع لعبور قناة تدافع عنها    أيمن يونس: طريقة لعب بيسيرو لا تُناسب الزمالك في الوقت الحالي    الونش يشارك في مران الزمالك الجماعي قبل مواجهة البنك الأهلي    بعد إقالة جيسوس.. تشافي أبرز المرشحين لتدريب الهلال السعودي    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لآسيا للمرة الأولى في تاريخه    مصر تحصد 11 ميدالية في البطولة الأفريقية للسباحة بالقاهرة    محكمة برازيلية ترفض طلب نيمار تعليق بث «بودكاست» عن حياته    نجيب ساويروس: لا أؤيد قرار رحيل كولر رغم أن خسارة صن داونز كانت مؤلمة    مواعيد مباريات اليوم في الدوري المصري والقنوات الناقلة    خلال 24 ساعة.. الداخلية تضبط 5 أطنان دقيق خلال حملات ضد التلاعب في أسعار الخبز    حقيقة سرقة شخصين يستقلان دراجة نارية لشخص بالإكراه بمطلع كوبرى الدائرى بالجيزة    ضبط عصابة تخصصت فى جلب المخدرات بحوزتهم مواد بأكثر من 20 مليون جنيه في القاهرة    ضبط 39.9 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    الأرصاد: طقس غداً الأحد مائل للحرارة نهاراً معتدل ليلاً على أغلب الأنحاء    توجيه وزاري باتخاذ الإجراءات العاجلة لاحتواء تلوث بترولي قرب مدينة أبورديس    الصور الأولى للحريق الذي اندلع صباح الجمعة في محطة الخصوص الخاصة بالأتوبيس الترددي.    التعليم تمنع أية جهة من زيارة المدارس دون تنسيق وموافقة مسبقة    تكريم رواد النشر العربى    من يوسف وهبي إلى ليلى سليماني.. تعرف على الحضور العربي في لجان مهرجان كان السينمائي    اكتشافات أثرية جديدة بسيناء تكشف عن أسرار حصون الشرق    الرئيس السيسي يتابع مستجدات مشروع تطوير محطة «الزهراء» للخيول العربية    ابجد ..بقلم : صالح علي الجبري    قصة قصيرة بعنوان / صابر..بقلم : محمد علي ابراهيم الجبير    وزير الإسكان يتابع الموقف التنفيذي لمشروع حدائق تلال الفسطاط    حديث مع الذات ..بقلم : د. رساله الحسن    " قلب سليم " ..شعر / منصور عياد    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : هيّا معا نفر إلى الله ?!    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الوطن لازال يحتاج تجديد الفهوم!?    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 28-4-2025 في محافظة قنا    الصحة: العقبة الأكبر لمنظومة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة ضعف الوعي ونقص عدد المتبرعين    فحص 415 مواطنا فى قافلة طبية بالإسماعيلية    فحص 700 حالة ضمن قافلتين طبيتين بمركزي الدلنجات وأبو المطامير في البحيرة    هيئة الرعاية الصحية تعلن رفع درجة الاستعداد بمحافظات التأمين الصحي الشامل    مصر تتعاون مع شركة صينية لتصنيع أجهزة الرنين المغناطيسي محليًا    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



»يوكيا أمانو« مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاخبار اليوم : مصر تطبق أعلي معايير الأمان في محطة الضبعة
مبهورون بما شاهدناه علي أرض الضبعة.. والمفاعل المصري سيكون عملاقاً
نشر في أخبار اليوم يوم 08 - 02 - 2019

أكد »يوكيا أمانو»‬ مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أن مصر تطبق أعلي معايير الأمان في محطة الضبعة النووية، مشيداً بالإجراءات التي تم تنفيذها في مشروع المحطة النووية الأولي بالضبعة فضلاً عن الطريقة التي تدير بها مصر ملف التفاعل الجماهيري مع المشروعات العملاقة.
وقال »‬أمانو» في حوار خاص ل »‬أخبار اليوم» علي هامش زيارته الأخيرة لمصر: لقد زرت موقع مفاعل الضبعة وانبهرت به وهذا المفاعل سيكون عملاقاً وحديثاً مصر لديها خبراء وكوادر مدربة تدريباً جيداً وعلي أعلي مستوي.
وأكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه وجد تعاوناً كبيراً من الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أعرب عن حرصه علي التعاون الكامل مع الوكالة للاستفادة من خبراتها في مجال تدريب وتأهيل الكوادر العلمية بما يدعم عملية تشغيل وصيانة المحطة النووية.
وأشار إلي أن التعاون بين مصر والوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف يزداد قوة في الفترة المقبلة مؤكداً دخول الوكالة حقبة جديدة من التعاون والعمل المشترك مع مصر.
■ زرتم مصر ثلاث مرات، الأولي في 2009 والثانية في 2015 والزيارة الحالية في 2019، وقد التقيت بالرئيس عبد الفتاح السيسي، ما هي الانطباعات التي خرجت بها من الزيارات الثلاث، وما مدي التغيير الذي لمسته ورأيته في مصر؟
■ بالفعل هذه هي الزيارة الثالثة لي لمصر كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكنني زرت مصر أكثر من مرة كسائح أو زائر عادي، ومصر تعد شريكا مهما جدا بالنسبة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فهي تحافظ علي معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عقود حيث فكرت في استخدام الطاقة النووية السلمية منذ فترة طويلة، ومصر لديها خبراء وكوادر مدربة تدريبا جيدا وعلي أعلي مستوي، بالاضافة الي وجود مسئولين قادرين علي التعامل بشكل جيد مع الملف النووي.
وعندما زرت مصر في المرة السابقة، تفقدت عددا من المستشفيات والمؤسسات بجانب مباحثاتي مع المسئولين، ولكني هذه المرة أجد اختلافا كبيرا.. فلقد وجدت تعاونا كبيرا جدا من القيادة السياسية والمسئولين في مصر وهذا التعاون سوف يزداد قوة في الفترة المقبلة حيث اننا ندخل حقبة جديدة من التعاون والعمل المشترك، ولقد كلل هذا التعاون الجيد بلقاء مثمر للغاية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أكد لي حرص مصر علي تطبيق أعلي المعايير الدولية في مجال الأمان والأمن النووي في مشروع إنشاء المحطة النووية بالضبعة، ولقد أعرب الرئيس لي عن تطلع مصر للتعاون الكامل مع الوكالة للاستفادة من خبراتها في مجال تدريب وتأهيل الكوادر، بما يدعم عملية تشغيل وصيانة المحطة النووية.
حقبة جديدة
■ هناك تعاونا مهما ووثيقا بين مصر والوكالة الدولية للطاقة الذرية، الي أي مدي سيكون هذا التعاون، وماذا ستقدم الوكالة لمصر في الفترة القادمة؟
■ هذه الزيارة في منتهي الاهمية بالنسبة لي، ففي الماضي كان هناك تعاون بيننا في مجالات عدة، ولكن الآن اصبح هناك تركيز علي الطاقة النووية واستخداماتها السلمية، وهو ما تم التركيز عليه خلال هذه الزيارة، فمصر الآن تدخل حقبة جديدة ونقوم بتزويدها الترخيص من أجل بناء مفاعلاتها النووية، وهي زيارة مهمة لتقييم المنشآت والمواقع التي ستقوم مصر ببناء مفاعلاتها فيها والبنية التحتية النووية، فهذا بعد مختلف تماما عن السابق.
وأعتقد ان هناك تعاونا جيدا مع مصر في هذا المجال، ونحن نقدر هذا التعاون من أجل اكتمال الهدف الذي تسعون إليه، وأود أن أشيد برغبة مصر في استضافة المؤتمر الوزاري الدولي للطاقة النووية في نوفمبر 2021، حيث تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعقد المؤتمر الوزاري الدولي للطاقة النووية كل أربع سنوات في إحدي دول العالم، وتشارك مصر بصفة دائمة بوفود رفيعة المستوي في هذه المؤتمرات، وهذا يدل علي حرص مصر علي الدخول بقوة في هذا المجال ونحن ندعمها بقوة. فمصر تدرك أنه من خلال هذا المؤتمر يمكن للمشاركين إجراء حوار رفيع المستوي عن دور القوي النووية في تلبية الطلب علي الطاقة في المستقبل، بما يسهم في التنمية المستدامة ويخفف من حدة تغير المناخ، فضلا عن مناقشة وتبادل الآراء حول القضايا الأساسية ذات الدور الرئيسي في تطوير القوي النووية.
■ منع انتشار الاسلحة النووية في الشرق الأوسط مسألة مهمة وأنت تعلم أن مصر تسعي جاهدة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط منها، كيف تساعد الوكالة مصر في هذه الجهود؟
■ الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدعم فكرة أن تكون منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية وأنا علي المستوي الشخصي أدعم هذه الفكرة، ونقدر الجهود المصرية في هذا المجال، ولكن كما تعلمون أننا منظمة تقنية ولسنا منظمة سياسية، وعلي الرغم من ذلك نحن سنكون سعداء جدا أن يحدث هذا، ولذلك نحن نقدم المشورة والاطلاع الواسع والتوضيحات لكل الدول التي تهتم بهذه القضية.
جهود مصرية مقدرة
■ كيف تقيمون دور مصر في الحد من الانتشار النووي؟
■ أود أن أشيد بالدور المصري الفاعل علي الساحتين الإقليمية والدولية في مجال منع الانتشار النووي، الي جانب نشر الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية علي حد سواء، وكذلك دورها في إطار عملية صنع القرار بالوكالة الدولية للطاقة الذرية كإحدي الدول المؤسسة لها، وقد تحدث معي الرئيس السيسي عن تطلع مصر لبذل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مزيداً من الجهد لدعم مساعي إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط بما يسهم في تعزيز استقرار وأمن المنطقة.
والحقيقة انني مهتم للغاية بتعظيم التشاور والتنسيق مع مصر للترويج لجهود وأنشطة الوكالة في إفريقيا لا سيما في ظل الرئاسة المصرية للاتحاد الافريقي خلال العام الجاري.
■ تتولي مصر غداً رئاسة الاتحاد الافريقي.. كيف ترونا الدور المصري في دعم جهود الوكالة بافريقيا ونشر ثقافة الاستخدام السلمي للطاقة الذرية داخل القارة السمراء؟
■ في الحقيقة مصر لا تدخر جهدها لإتاحة مرافق أبحاثها النووية لتدريب الكوادر البشرية العربية والافريقية وتقديم خبراتها في المجال النووي، ولا سيما في إطار اتفاق »‬الأفرا» الذي تترأسه مصر حاليا »‬وهي اتفاقية بين الحكومات الافريقية لتحقيق التعاون والتكامل علي مستوي القارة لتطوير وتطبيق التكنولوجيا النووية من أجل السلام» ولقد رأيت أشخاصاً قادمين من السودان ومن دول افريقية اخري تابعين للاتحاد الافريقي تعطون لهم الخبرات ويتشاركون الاهتمامات والخبرات التي تقدمونها لهم وهو شئ جيد بالفعل، فبدون نقل الخبرات العلمية والسلمية في المجال النووي لن يكون هناك مجال لتقدم الدول ودعم اقتصادها واحتياجاتها ومتطلباتها، ولذلك نحن نثني علي هذه الخطوة الجيدة ونقدرها لما تقومون به من جهود تساعدون بها الدول الأخري.
مشروع الضبعة العملاق
■ تحدثت عن مفاعل الضبعة والتعاون بين مصر والوكالة لبناء هذا المفاعل.. كيف ترون الجهود المصرية لإتمام هذا المشروع العملاق؟
■ منذ أن قررت مصر انشاء مفاعل الضبعة السلمي فإننا أكدنا ان هذا من حقها كدولة لها سيادة، فنحن لا نتدخل في القرارات السياسية للدول، فانتم تقررون تماما ماذا تريدون لأنفسكم، مثل كل الدول التي ترغب في إقامة مشروعات كبري في مجال الطاقة النووية السلمية، ونحن نضمن التطبيق والالتزام بالمعايير التي تضعها الوكالة. فمثل هذه المشروعات ضخمة يستمر بناؤها سنوات والفائدة التي تعود منها علي الشعب تكون كبيرة وتستمر لاجيال عديدة، ولذلك من المهم جدا الاعداد والإنجاز والتطبيق والتشغيل الجيد لمثل هذه المشروعات.
■ ما هي المساعدات التي يمكن ان تقدمها الوكالة لإنجاز مشروع مفاعل الضبعة؟
■ نحن نعمل معكم خطوة بخطوة حتي يكتمل المشروع في الضبعة علي أكمل وجه ممكن، ولقد زرت مفاعل الضبعة وانبهرت به في الحقيقة، فهو مفاعل سيكون عملاقا وحديثا ونحن نثني علي الإجراءات التي تم تنفيذها في برامج تنفيذ مشروع المحطة النووية الأولي بالضبعة، كما نثني أيضاً علي الطريقة التي تتم بها إدارة ملف التقبل الجماهيري لمثل هذه المشروعات العملاقة.
والوكالة الدولية للطاقة الذرية تأخذ علي عاتقها مساعدة الدول التي ترغب في التوسع لعمل المشروعات التي تستخدم فيها الطاقة النووية للأغراض السلمية، فلدينا برنامج له معايير ومقاييس محددة ونزود الدول بالبعثات والخبراء إذا طلبوا منا ذلك، ونتعهد بتقديم أفضل الخبراء لدينا ونعمل معا خطوة بخطوة حتي يتم تحقيق واكتمال المشروعات علي أكمل وجه.
توقيت جيد جداً
■ هل تري أن مصر تأخرت في الدخول إلي عالم المفاعلات النووية؟
■ بالعكس فهذا توقيت جيد جدا بالنسبة لمصر للدخول الي عالم المفاعلات النووية، فهناك دعم قوي من القيادة السياسية، والشعب والمجتمع المدني والرأي العام ومن خبراء التكنولوجيا والطاقة، ولذلك فإنني لا أعتقد علي الاطلاق ان مصر تأخرت في هذا المجال، ولكنني أري ان مصر رأت انها محتاجة أن تكون مستعدة للدخول في هذا المجال، كما أنني أري ان مصر تريد إعداد نفسها جيدا للدخول في هذا المجال القوي، ولذلك كان هناك تواصل وتعاون جيد وطويل بين مصر والوكالة في هذا المجال.
■ قمت بزيارة مفاعل إنشاص للأبحاث.. ماذا كان انطباعك عن هذا المفاعل وماذا لاحظت هناك؟
■ انبهرت به للغاية، فهو مفاعل جيد وفي منتهي القوة، وقد لاحظت انه سوف يستخدم في الأبحاث وإنتاج الأدوية وتدريب العلماء والخبراء من الشباب في العديد من المجالات السلمية التي يمكن ان تفيد البلاد. وما أعجبني بالفعل وأثار انبهاري بشكل كبير هو أنني وجدت أنكم شعب بارع ومتفان في العمل ومؤهلون لاستقبال مثل هذه المشروعات الكبري في مجال الطاقة النووية السلمية.
■ منذ سنوات قليلة كانت مصر تعاني من أزمات خانقة في مجال الطاقة الكهربائية نجحت في التغلب عليها بصورة أثارت إعجاب العالم.. فما تقييمكم للتقدم الذي أحرزته مصر في مجال الطاقة؟
■ نحن نعلم أن مصر تواصل جهودها لتحقيق فائض في مجال الطاقة والكهرباء وتحقيق الاكتفاء الذاتي بل وتصديرها إلي الخارج بالاضافة إلي تنفيذ برنامجها النووي السلمي لتلبية الاحتياجات التنموية الاقتصادية والصناعية المتزايدة، وأصبحت مصر الآن متقدمة في مجال الكهرباء، فالقيادة السياسية في مصر تدعم هذا المجال بقوة، وقد التقيت بوزير الكهرباء عدة مرات في مصر وفي العاصمة النمساوية فيينا، فهو شخص اعرفه جيدا وأقدره واحترمه، ولقد أجرينا محادثات مهمة للغاية حول الطاقة والكهرباء ودور وزارة الكهرباء المصرية في توفير الطاقة للشعب المصري، ونحن نعلم أن مصر تواصل جهودها الدءوبة لتنفيذ برنامجها النووي السلمي لتلبية الاحتياجات التنموية الاقتصادية والصناعية المتزايدة. ولقد استعرضنا التعاون القائم بين مصر والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ففي مشروع المحطة النووية بالضبعة تم التنسيق مع الوكالة في كافة مراحل إنشاء المحطة النووية لتوليد الكهرباء بقدرة 4٬8 جيجاوات، ويتم الآن الإعداد لزيارة بعثة من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراجعة البنية التحتية النووية المتكاملة (INIک) لدعم مصر في تقييم وضع بنيتها التحتية للطاقة النووية، كما أعدت مصر تقرير تقييم ذاتي أولي وقدمته إلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ولقد بحثنا معاً التعاون حول توفير الكهرباء بتفاصيل أكبر من خلال الطاقة النووية وما يمكن ان يعود علي مصر من تقدم في هذا المجال، وناقشنا الخطوات التنفيذية المقبلة وكيف يمكن أن نسير علي المسار الصحيح في هذا المجال، والوكالة الدولية للطاقة الذرية تقف الي جانب مصر في هذا الاتجاه وتتطلع الي تقوية التعاون مع وزارة الكهرباء المصرية لامدادها بكل ما تحتاجه من أجل اكمال مشروعها في مجال الطاقة. كما تناولنا التعاون الوثيق بين وزارة الكهرباء ووزارة البيئة لتطبيق أعلي معايير الأمان للحفاظ علي البيئة بتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المختلفة. ولقد تحدثنا ايضا حول رغبة مصر في زيادة حجم التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والاستفادة مما لديها من خبرات في مجال تدريب وتأهيل الكوادر البشرية، وتنظيم ندوات وورش عمل إقليمية في مصر للمتدربين من كافة الدول النامية.
أمر لا يخصنا
■ انسحبت الولايات المتحدة مؤخرا من معاهدة الصواريخ النووية مع روسيا، كيف تري مستقبل السلام النووي في العالم بشكل عام وبين الدولتين العظمتين بشكل خاص في ظل هذا الانسحاب؟
■ هذا شأن يخص الدولتين، ودورنا هو تقديم الايضاحات والمشورات ونقدم كل الدعم في مجال الاستخدمات السلمية للطاقة النووية وتقديم المشورة للدول التي ترغب بذلك.
أما بخصوص الأمن النووي في العالم فإنني أري أنه مسئولية كل الدول، ونحن لا ندير ذلك، بل إننا نساعد الدول في دعم وتعزيز أمنها إذا طلب منا ذلك. وهذا ما نفعله بالضبط مع مصر، فنحن نعلم أنها دولة جادة جدا حول مسألة الأمن النووي ونحن نعمل معا في هذه المجال.
■ ما مدي تقييمك لخطورة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وهل تري أن طهران ملتزمة بمعايير مراقبة أنشطتها النووية؟
■ المسألة الإيرانية لها تاريخ طويل، فلقد وقعت الدول الكبري (5+1)، وهي الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالاضافة الي المانيا، مع إيران في 14 يوليو 2015 في فيينا، علي اتفاق أطلق عليه خطة العمل المشتركة الشاملة »‬Joint »‬omprehensive Plan of Action» أو ما يعرف ب »‬J»‬POA»، وهو الاتفاق الذي يحدد مسار البرنامج النووي الإيراني الذي سيكون تحت رقابة صارمة يضمن ابتعاده عن الطابع العسكري، والدخول للمواقع النووية الايرانية، بينما يتم رفع العقوبات الدولية علي طهران.. وهدفنا هو مراقبة وتوضيح تطبيق هذه الاتفاقية والتزام إيران النووي. وأقول أن إيران كانت ملتزمة بتطبيق المعايير حسب الاتفاق الإطاري. والولايات المتحدة دولة كبيرة ومحورية في خطة العمل المشتركة الشاملة مع إيران، وكانت أحد أطراف الاتفاق الذي تم في 2015، ولقد انسحبت من هذه الاتفاقية وهي تري ما هو الأفضل لها، ونحن لا نقول لدولة كبيرة مثل الولايات المتحدة كيف تتصرف أو تفعل، ومهمتنا هي مراقبة تنفيذ الاتفاق من قبل إيران ومدي تنفيذها وإلتزامها لبنود الإتفاق.
■ متي في اعتقادك يمكن أن تنضم إسرائيل الي معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية؟
■ نحن منظمة تقنية ولسنا منظمة سياسية، وهذا السؤال تجيب عنه إسرائيل ولسنا نحن المخولين للإجابة عنه، ولست مفوضا للحديث بالنيابة عن إسرائيل.
امتلاك مصر للطاقة الذرية حلم عمره أكثر من60 عاماً
في عام 1955 تم تشكيل لجنة الطاقة الذرية برئاسة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لوضع الملامح الأساسية للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية في مصر، وفي سبتمبر من عام 1956 وقعت مصر عقد المفاعل النووي البحثي الأول بقدرة 2 ميجاوات مع الاتحاد السوفيتي السابق، وبعد حرب 1973 طرحت مصر عام 1974 مناقصة لإنشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء قدرتها 600 ميجاوات، وتم توقيع عقد لتخصيب اليورانيوم مع الولايات المتحدة.
وقد وقعت مصر عدة اتفاقيات للتعاون النووي مع عدة دول منها: فرنسا، والولايات المتحدة، وألمانيا الاتحادية، انجلترا، النرويج،السويد، كندا، استراليا . ومنذ ديسمبر2006 دخلت مصر مرحلة جديدة من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ببدء استراتيجية جديدة لاستثمار مصادر الطاقة النووية في توليد الكهرباء.
وفي أكتوبر 2007 تم الإعلان عن استئناف البرنامج النووي المصري رسميا بحيث يتم إنشاء ثلاث محطات نووية سلمية لتوليد الطاقة الكهربائية، قدرة كل منها 600 ميجاوات، ووقع الاختيار المبدئي علي منطقة الضبعة.
وتعمل مصر الآن جاهدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحويل الحلم الي حقيقة حيث تأخذ خطوات عملية وفعلية لبناء مفاعل الضبعة النووي السلمي بالاضافة الي مفاعل أنشاص البحثي النووي .
وتساعد الوكالة مصر في مجال الأمن النووي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وإمكانية الاستفادة القصوي من الطاقة النووية السلمية في العديد من المجالات كالزراعة والصناعة والطب والكهرباء. كما تساعد الوكالة مصر من خلال تدريب العديد من الكوادر في مجال الأمن النووي للاستخدامات السلمية.
وفي مجال الصحة: تركز مساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي استخدام الإشعاع والنظائر المشعة في تطبيقات التشخيص والرعاية الصحية، إلي جانب ترقية المرفق الوطني لإنتاج الأدوية الرادوية من أجل الوفاء بمعايير الجودة الدولية، والمساعدة في صيانة الأجهزة الطبية والتواصل باستخدام أحدث تقنيات المعلومات والاتصالات.
وفي مجال معالجة الأشعة: ساعدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مصر في إنشاء مختبر للجرعات المرجعية ذات الجرعات العالية وهو واحد من سبعة مختبرات مرجعية في جميع أنحاء العالم لتنفيذ نظام إدارة الجودة لقطاع المعالجة الإشعاعية الذي تم تعديله وفقاً للمواصفة القياسية ISO 9001 بالإضافة إلي تطوير أنظمة ضمان الجودة ومراقبة الجودة لمختبرات الجرعات العالية ومختبرات الميكروبيولوجيا.
وفي مجال الأغذية والزراعة :ساعدت الوكالة مصر، من خلال تقنيات تربية الطفرات بالاشتراك مع التكنولوجيا الحيوية، في تطوير وتقييم المحاصيل الحقلية المحسّنة من أجل زيادة إنتاجية الأغذية الزراعية، وتحسين التغذية.
وفي مجال المعايرة لجميع أدوات قياس الإشعاع: تم إنشاء مختبر قياسي لقياس الجرعات في الجرعات المنخفضة المستوي وفي عام 1985 بمساعدة الوكالة، والآن هذا المختبر عضو معتمد في شبكة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
عقود طويلة من الأمان النووي
يرأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عام 2009 الياباني يوكيا أمانو . وهي وكالة تأسست في ال 29 من يونيو عام 1957، بغرض تشجيع الاستخدامات السلمية للطاقة النووية والحد من التسلح النووي ومن أجل تنفيذ هذه المهمة، تقوم بأعمال الرقابة والتفتيش والتحقيق في الدول التي لديها منشآت نووية، وهي منظمة غير حكومية مستقلة وتعمل تحت إشراف الأمم المتحدة ومقرها الرئيسي العاصمة النمساوية فيينا.
وقد وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة علي تأسيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 1954، وباقتراح من أمريكا، وتعتبر مصر عضوا مؤسسا في الوكالة منذ عام 1957، وكانت مصر من أوائل الدول التي استجابت للمبادرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي الأسبق »‬إيزنهاور» بعنوان: »‬الذرة من أجل السلام» عام 1953 م لاستثمار الإمكانات الهائلة الكامنة في الذرة من أجل توفير الطاقة والمياه اللازمتين لحل مشكلات التنمية في العالم.
ويتألف الهيكل التنظيمي من المؤتمر العام :وهو أعلي سلطة بالوكالة ويضم 134 عضوا، ويتولي عقد مؤتمر سنويا لمناقشة الملفات المطروحة أمام الوكالة، وأيضا من مجلس المحافظين: وهو يعتبر ثاني سلطة سياسية في الوكالة بعد المؤتمر العام ويتولي رسم سياسات عمل الوكالة والمشاركة في اتخاذ القرارات. ويضم 35 دولة بينها أربع دول عربية هي: مصر والجزائر والسعودية والعراق، وتتمتع الدول الخمس النووية الكبري وهي الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والصين وبريطانيا وفرنسا بعضوية دائمة في هذا المجلس.
أما طريقة الانتخاب فيتم اختيار 13 عضوا من خلال توافق الآراء بين أعضاء مجلس المحافظين وتستمر عضويتهم لمدة سنة، ويتم انتخاب 11 عضوا كل عام من قبل المؤتمر العام السنوي وتكون عضويتهم لمدة سنتين عن طريق التصويت من مختلف قارات العالم.
وفيما يتعلق بأهداف الوكالة: فهي تعمل من أجل الأمن والحث علي الاستخدامات السلمية للعلوم والتكنولوجيا النووية. وهناك ثلاثة محاور رئيسية أو مجالات عمل أساسية تساند وتؤيد مهمة الوكالة وهي:
تعزيز الضمانات والتحقق للوكالة بالتفتيش النووي في العالم.
تعزيز السلامة والأمن، حيث تساعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية البلدان علي تحسين السلامة والأمن النوويين، والاستعداد والاستجابة للطوارئ.
تعزيز العلم والتكنولوجيا، فالوكالة العالمية هي نقطة التمركز العالمية لتنسيق توجيه الاستخدامات السلمية للعلوم والتكنولوجيا النووية لاحتياجات البلدان النامية. وهذه الجهود تساهم في محاربة الفقر والمرض وتلوث البيئة وغيرها من أهداف التنمية المستدامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.