جاءت رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي 2019 محصلة لجهود متواصلة من قبل القيادة السياسية التي اعادت التواجد المصري من جديد في كافة الدول الافريقية.. واستطاعت وزارة الري خلال تلك الفترة تنفيذ مشروعات مائية ضخمة في القارة السمراء لحماية الأشقاء من السيول وحصاد مياه الأمطار وحفر آبار المياه الجوفية وتدريب كوادر شابة في افريقيا من خلال التدريب بمراكز الوزارة في القاهرة. ومن خلال تلك المشروعات أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسي مدرسة الري المصرية لمكانتها الطبيعية التي افتقدتها خلال السنوات الماضية.. وتسعي وزارة الري خلال فترة رئاسة مصر للاتحاد الافريقي الي تعزيز العلاقات الثنائية مع دول حوض النيل، واستكمال المشروعات الجاري تنفيذها في افريقيا وتشمل توفير مياه الشرب في المناطق المحرومة ودرء مخاطر الفيضان وسدود لحجز مياه الأمطار. علي رأس المشروعات التي تنفذها مصر في إفريقيا خلال الفترة المقبلة انشاء سد »ستيجلر جورج» في تنزانيا علي نهر روفيجي بتكلفة 2.9 مليار دولار، ويهدف المشروع إلي توليد طاقة كهربائية بقدرة 2115 ميجا-وات، لتوفير احتياجات الطاقة بدولة تنزانيا، بالإضافة الي التحكم في كميات المياه في فترات الفيضان، ومن ثم توفير الاحتياجات المائية اللازمة للدولة التنزانية، وتبلغ مدة تنفيذ المشروع 42 شهرًا.. ولتعزيز التعاون مع كل دول حوض النيل يتم العمل علي الانتهاء من دراسات الجدوي لمشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط ويهدف المشروع إلي ربط دول حوض النيل بمجري ملاحي يدعم حركة التجارة، من خلال مجري نهري يصل إلي البحر المتوسط بكيب تاون بجنوب إفريقيا وبطول القارة الإفريقية، وتوفير فرص العمل، ورفع معدلات التنمية وخفض نسب الفقر بالدول الإفريقية، وفتح أسواق تصديرية إلي القارات الأخري وعواصم العالم، وتعظيم القيمة الاقتصادية والسياسية لنهر النيل. كما تستكمل وزارة الري العديد من المشروعات في دول الاشقاء بالقارة السمراء حيث استجابت الوزارة لطلب الحكومة الاوغندية للمساعدة العاجلة في تخفيف الآثار السلبية للفيضانات بمنطقة كاسيسي، والتي تعرضت لموجات من الفيضانات العارمة التهمت الأخضر واليابس وتسببت في خسائر كبيرة في الأرواح ونجحت وزارة الري في حماية المنطقة من الفيضان من خلال تطهير مجري النهر في عده مواقع حيوية وتفتيت الصخور الكبيرة وإزالتها بعيداً وتنفيذ أعمال الحماية. وحفاظا علي ارواح الأشقاء في جنوب السودان تم تنفيذ مشروعات تنموية بتكلفة 26.6 مليون دولار لخدمة المواطنين في المناطق المعزولة التي لا تصل اليها الخدمات الأساسية حيث يوفر المشروع مياه الشرب من خلال حفر وتجهيز 30 بئراً جوفية، وقد تم الانتهاء من إنشاء 6 محطات شرب معتمدة علي الآبار الجوفية في مدينة جوبا، كما تم تنفيذ محطة رفع كبيرة بمدينة واو لتوفير الاحتياجات المائية للاستخدامات المنزلية والثروة الحيوانية للتجمعات السكانية، وتأهيل محطات قياس المناسيب والتصرفات بجنوب السودان لتوفير البيانات والمعلومات اللازمة لتنفيذ المشروعات المائية، ولحرص مصر الدائم علي تنمية أشقائها من دول حوض النيل قامت وزارة الري بحفر70 بئراً جوفية في تنزانيا بمنحة مصرية لتوفير المياه الصالحة للشرب بالبلاد ولخدمة المواطنين الأكثر فقرًا في الأقاليم الجافة، ويستفيد من هذه الآبار أكثر من 120 ألف نسمة. وأكد د. محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري أن دور مصر في رئاسة الاتحاد يجعلها ركيزة لصياغة استراتيجية وطنية شاملة لتعزيز العلاقات مع القارة الأفريقية تضمن تعزيز التعاون الشامل والمتوازن خاصة مع دول حوض النيل، مؤكدا أهمية العمل الجماعي بين دول القارة الأفريقية من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتوفير مياه الشرب من أجل حياة إنسانية كريمة للشعوب، وذلك إيمانا باستغلال كافة الفرص والموارد المتاحة لتحقيق الاستدامة المائية، مضيفا أن مصر تسعي لتعظيم التعاون مع دول حوض النيل للوصول لحلول توافقية تحافظ علي مصالح الجميع والعمل علي استغلال فواقد المياه. واضاف د. يسري خفاجي المتحدث الرسمي لوزارة الري أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي خلال الدورة الحالية، تعزز علاقات مصر بدول القارة الأفريقية، مضيفا أن القيادة السياسية لديها اهتمام كبير جدًا بتنمية الموارد المائية في دول القارة الأفريقية، مؤكدا ان مصرمهتمة بتعظيم الاستفادة وحسن استغلال الموارد الطبيعية بصفة عامة والموارد المائية بصفة خاصة في دول القارة الافريقية ويتم ذلك من خلال تفعيل العمل الجماعي المشترك الذي يعد من أهم اليات تنفيذ الخطط الاقليمية المستقبلية، ودول حوض النيل تأخذ حيز كبير من الاهتمام المصري نظرا للمشاركة في حوض نهر واحد مساحته 3 مليون متر مربع وبه العديد من الامكانات التي سوف يتم استغلالها من خلال مشروعات مائية مستقبلية لتحقيق تنمية مستدامة في كافة دول القارة السمراء.