منذ سحب الثقة من حكومة ماريانو راخوي اليميني، وتعيين بيدرو سانشيث الاشتراكي لرئاسة الحكومة الإسبانية مؤقتاً حتي إجراء الانتخابات مطلع 2020،والملعب السياسي بين الأحزاب علي الفوز بالمناصب تحول لساحة حرب خفية يستغل كل فريق فيها الاعلام بالشكل الذي يساعده علي انتشار جماهيريته. فقامت الحكومة الاشتراكية العمالية »البيسوي» بتوظيف كل أجهزة الدولة لدعم موقفها -المتدهور شعبياً-، في الوقت الذي يقوم فيه السكرتير العام الجديد ل»الحزب الشعبي » بلقاءات متعددة مع أنصار حزبه في كل اقليم لاستعادة شعبيته التي انهارت بعد فضائح حكومة رئيسه السابق راخوي واعضاء حكومته. اما الحزب الأكثر ذكاء وانتشاراً واسعاً خلال ال 14 شهرا التي مضت وهو حزب »مواطنون-سيتادانس» فيضع نفسه في مهب المنافذ الإعلامية من قنوات وراديو وصحف لمواجهة الحكومة الاشتراكية والفوز بالحرب الخفية.. وينتظر الجمهور النتيجه النهائية خلال الأشهر المقبلة التي ستحمل مفاجآت أهمها علي الإطلاق تحول إسبانيا من الاشتراكية إلي الرأس مالية. من ناحية اخري فلا تزال المفاوضات بين الأحزاب اليمينية الثلاثة الفائزة بمجموع أصواتها في انتخابات إقليم الأندلس الأخيرة قوية وذلك من أجل الوصول لصيغة توافقية حول عدد الحقائب الوزارية التي سيتولاها كل حزب منهم في حال اتفاقهم، لحكم الإقليم الأندلسي، والذي يعتبر عادةً، الإقليم »الترمومتر» لتوجهات الناخب الاسباني. وطفت حرب الأحزاب السياسية في إسبانيا مجددا الاسبوع الماضي بعد أن قام مركز الأبحاث الاجتماعية الاسباني -وهو مركز تابع للحكومة والمنوط به عمل استبيانات الرأي حول كل شئون الدولة ودراستها وتحليلها- بخطأ فادح في معظم نتائجه التي اعلنها امس الجمعة وهي ليست للمرة الأولي التي ينشر فيه نسبا مغلوطة،مما اثار الجدل بين الأحزاب وبعضها وبين الاعلام الذي ينقل النتائج والشعب الذي اتهم الاعلام ومركز الأبحاث بالعمل لصالح الحزب الاشتراكي لمساندته في الانتخابات القادمة والتأثير علي الرأي العام.