يتحدث في السياسة ولا يلعبها ولم يتعاطها! يعرف أصول اللعبة لكنه لم ينضم لأي حزب سياسي.. علي الأقل حتي الآن!. يتحدث لغة البيزنيس ويمارسه مهنة ووظيفة وأكل عيش. هو طارق توفيق الذي شغل عدة مناصب مهمة في اتحاد الصناعات المصرية كان آخرها رئيس غرفة الصناعات الغذائية بالاتحاد ومن خلال تلك المناصب لعب دوراً بارزاً في صياغة العديد من القرارات التي تهم صناع مصر فهو يعلم كل صغيرة وكبيرة عن أوضاعهم وهمومهم وبالتالي هو ملم بأوضاع الاقتصاد المصري قبل وبعد ثورة 52 يناير وهو حالياً يشغل عضو مجلس إدارة المجلس التصديري للحاصلات الزراعية والعضو المنتدب لمجموعة القاهرة للدواجن. لهذا وذاك تم اختياره ليشارك وفداً مصرياً كبيراً في المؤتمر الاقتصادي الذي عقد بواشنطن منذ ايام بحثاً عن كل ما يكفل خروج الاقتصاد المصري من المرحلة الانتقالية التي يمر بها حالياً ومنذ بضعة شهور. في سطور قليلة تحدث عن مؤتمر واشنطن مشيراً الي ان الهدف كان يتمثل في توصيل رسالة ايجابية عن مصر.. وقد كان. وقال انه كان يخشي وجود انطباعات سلبية لدي رجال الأعمال الأمريكان وهذا حقهم ولكنه لم يشعر بذلك. والمهم هو الخروج بانطباع أكيد أن مصر مازالت بخير.. هذا هو انطباع الأمريكان والمصريين بطبيعة الحال. وقال طارق توفيق ان لغة الحوار مع الأمريكان هذه المرة كانت مختلفة تماماً عن ذي قبل.. اليوم نتحدث معهم عن استثمارات وشراكة وليس دعماً او مساعدات.. ان دلالة لغة الحوار تعطي انطباعاً لدي الذي تتحدث معه انك علي مستوي الشريك وقال انه استشعر ان الادارة الامريكية تعي تماماً ان مصر هي دفة الشرق الأوسط وبالتالي من المهم استقرار اوضاع مصر الاقتصادية مع الحرص علي مبدأ المصالح المتبادلة والمشتركة. وكيف تري الصورة الآن في مصر؟ قال: يكفي الحرص علي انهاء أهم عوائق الاستثمار التي تتمثل في المحسوبية والبيروقراطية وعدم وجود شفافية ولكن ورغم ذلك مازالت هناك أوضاع الأمر يحتم اعادة النظر فيها وفي مقدمتها الصندوق الأسود المغلق أقصد صندوق الدعم هذا الصندوق لابد من فتحه وترشيد نفقاته.. لا أقول ترشيد دفعة واحدة بل علي مراحل ويكفي ان نشير الي ارقام لبرنامج الغذاء العالمي التي تقول ان 82٪ من رغيف الخبز المدعم لا يذهب إلي »البني آدمين« المستحقين للدعم، بل للأسف يذهب الي الحيوانات والمواشي في صورة علف، فالكيلو من هذا الخبز أرخص بكثير من ثمن كيلو العلف! وبالطبع فإن الجميع يعلم تماماً ان ما يتراوح بين 03 و04٪ من مبالغ الدعم لا تذهب الي المستحقين له. مثل هذه المبالغ الضخمة يجب ان تتجه الي التعليم والصحة. وكيف رأيت صورة مصر من خلال زيارة أمريكا؟ قال طارق توفيق: يكفي ما حدث خلال الأيام الماضية وما يحدث حالياً وما سيحدث مستقبلاً.. خلال 3 أسابيع فقط زار مصر عدد كبير من كبار المسئولين الامريكان.. ووزراء سابقون وأعضاء كونجرس ومسئولون بالخارجية وآخرون يمثلون مختلف المؤسسات المالية والاقتصادية ورؤساء الشركات الكبري وقد تزامن ذلك مع المؤتمر الذي عقد بواشنطن تحت عنوان »مصر إلي الأمام«.. كل ذلك لا يمكن ان يكون مصادفة، بالطبع هي رسالة أمريكية تنفي تهمة التواطؤ مع النظام السابق.. هذا احساسي الشخصي!. وكيف تري صورة العلاقات الاقتصادية مع أمريكا مستقبلاً؟ قال: أري ان تستثمر بشكل اقتصادي.. ولنكن واقعيين، فالاقتصاد المصري منغمس في الاقتصاد العالمي ومصر لا تملك ثروات مثل دول اخري كدول الخليج او ايران.. معظم ثروات مصر من السياحة والتصدير وقناة السويس والمصريين بالخارج وكلها ترتبط بالاقتصاد العالمي ومتغيراته.. إذن لابد من اقتصاد حر مع عدم اغفال البعد الاجتماعي. وقال ان الأيديولوجيات الاقتصادية انتهت، فالصين مثلاً انتهجت الرأسمالية كأداة اقتصادية وليس كأيديولوجية.. مصر تريد معادلة تتفق مع اوضاعها الاجتماعية ولا داعي للمكابرة عند الحديث عن الخصخصة فالأرقام تشير الي ان العالم شهد في الفترة من عام 0002 الي 0102 قرابة 57 ألف عملية في هذا الشأن أكثرها في الصين، فالخصخصة ليست شبهة بل أداة للتنمية. ألا يخشي رجال الأعمال من التيار الإسلامي؟ قال: التيار الإسلامي هو تيار يميني.. ربما التيار الاشتراكي هو الذي يخيف.. وبشكل عام مصر دولة معتدلة ووسطية ورجل الشارع يتحكم في مقاليد الأمور.. وأي حاكم متسلط سوف ينقلب عليه الشعب.. في النهاية لابد من قبول الديمقراطية.. وعموماً الشعب عرف الطريق الي ميدان التحرير والمهم ألا يأتي رئيس لمصر »يلبد« عشرات السنين!. في ضوء المشاكل التي يواجهها الصناع لماذا لم يفكروا في الذهاب الي ميدان التحرير؟ قال طارق توفيق: بصراحة شديدة هناك أكثر من شخصية اقتصادية رفضت قبول منصب وزير الصناعة والذي يواجه ضغوطاً لا حصر لها ويعمل في ظروف صعبة للغاية.. وبالتالي يجب قبول الوضع الحالي »بعبله«! والمهم ألا تصدر أي قرارات اقتصادية مفاجئة تهز السوق خاصة مع بدء تعافي الاقتصاد ولا داعي للحديث عما حدث مؤخراً من القرارات الضريبية التي صدرت وتم التراجع عنها.. كل ذلك يهز السوق. وعموماً فإن صندوق الانتخاب هو الذي سيحدد مصير القرار الاقتصادي. وإلي أي حزب تنتمي؟ قال طارق توفيق: لم أدخل أي حزب سياسي. في ضوء ما حدث مؤخراً.. كيف تري تجربة رجال الأعمال الوزراء؟ قال: لا أري أي مشكلة في وجود رجال أعمال بالحكومة وبصراحة هناك رجال اعمال »شطار« والمهم توفير الضوابط التي تكفل فصل عمل الوزير بالسياسة عن البيزنيس الذي كان يمارسه قبل دخول الوزارة مثلما الحال في أمريكا. وكيف تري الأيام القادمة؟ قال: لابد من تصالح مجتمعي لكي يستعيد الغني علاقته بالفقير والمسلم مع المسيحي.. انني لا اقصد التصالح مع الفساد أو الفاسدين. وأنا هنا أؤكد علي قضية بالغة الأهمية ألا وهي ضرورة احترام الدولة للعقود التي أبرمتها مع الغير.. وأي فساد يقتلع من جذوره!.