لا أحد يعرف علي وجه التحديد معايير اختيار المسئول في مصر، مثل كيف يتم اختياره وكيف يتم التفضيل بين أكثر من مرشح ومن يضع قوائم المرشحين ومن يبدي رأيه قبل الاختيار النهائي، وما الجهات المتدخلة في عملية الترشيح ثم الاختيار، وما المهام التي يكلف بها المسئول، ثم ما الأساس الذي يمكن أن نحاسبه عليه بعد ذلك، وما معايير تقييم الأداء التي تحدد استمراره في منصبه أو إعفائه! بالطبع هناك معايير أخلاقية وسياسية ومعايير تتعلق بالفكر والرؤية والقدرة، ولكن تظل بعض الاختيارات غير مفهومة أو غير مبررة كما تنحصر الاختيارات في دوائر معينة دون أن تبدو الأسباب واضحة وهو ما يجعلنا نطلب من رئيس الوزراء د. عصام شرف الإعلان عن مبررات اختيار أعضاء حكومته المقبلة، ومبررات الإبقاء علي من يبقي من حكومته الحالية، ويجعلنا أيضا نطالبه بتوسيع دوائر مشاوراته واختياراته، والتركيز في البحث عمن يملكون سمات القيادة والقدرة علي اتخاذ القرارات الصعبة في وقتها، لأن وزراء »الأيدي المرتعشة« لا يصلحون لتولي مهام هذه المرحلة شديدة الحساسية، والوزراء الخائفون من الإعلام لا يصلحون أيضا لأنهم يعجزون عن إقناع الناس وتوضيح الحقائق، ومثلهم أي مسئول في أي موقع يعتقد أن منصبه يحميه من المراجعة والمساءلة والحساب. مهمة البحث عمن يصلحون لتولي المسئولية، صعبة وشديدة التعقيد بالتأكيد، ولكن مصر مليئة بالشرفاء والكفاءات في الجامعات ومراكز الأبحاث ومواقع العمل والإنتاج والمجتمع المدني، قد لا يعرفهم رئيس الوزراء ومستشاروه، ولا يظهرون في الصحف والقنوات الفضائية لتصبح أسماؤهم متداولة ومعروفة، ولو كنا نريد بالفعل أن نتخطي الأساليب القديمة في اختيار المسئول، اقترح ان يبدأ كل منا في ترشيح أسماء من يراهم جديرين بالثقة وقادرين علي تولي المسئولية، في المكان الذي يعمل به أو الجامعة التي يدرس بها، ولو تطوع ألف مواطن فقط بترشيح اسمين وشرح مبررات اختيارهما سوف يجد رئيس الوزراء أمامه ألفي مرشح يختار من بينهم وزراء ومحافظون ورؤساء هيئات ورؤساء جامعات! أيها الشعب إبحث مع »شرف« لتكتشف كنوزا مصرية لا يعرفها!