واقعة مأساوية ارتكبها عامل يقيم بمنطقة السلام بالقاء أبنائه الثلاثة في النيل ثم لحق بهم ليلقي مصرعه منتحرا، تلقت أجهزة الأمن بالجيزة بلاغا بانتشال جثة أحد الاطفال وبعدها بساعات تلقت مديرية أمن القاهرة بلاغا بانتشال جثة طفلين آخرين وتبين أن العامل القي بأولاده ثم انتحر لمروره بضائقة مالية ورفض زوجته العودة إليه وطلبها الطلاق بعد أن أصبح عاجزا عن الانفاق علي أسرته. تفاصيل الواقعة الأليمة دارت أحداثها علي كوبري الساحل بعد أن وصل للأب إخطار يفيد بطلبه للمحكمة النظر في قضية الخلع المقامة ضده من قبل زوجته بعد أن وجدت فيه عجزه الكامل في تحمل نفقات البيت نتيجة لتوقف ورشته عن العمل الأمر الذي دفعه إلي الاستدانة من الأهل والأقارب حتي يستطيع مواجهة ظروف الحياة الصعبة، حتي وصلت به الحال إلي هروب الجميع من حوله نظرًا لطلبه المستمر للأموال ووعده بالسداد في حالة تحسن أوضاعه إلا أن الأمور كانت تزداد سوءًا معه حتي تلونت الحياة امامه بالسواد دون أن يدري ماذا يفعل للخروج من تلك الأزمة . كان قراره بالذهاب إلي زوجته في منطقة إمبابة لإقناعها بالرجوع عن طلبها بالطلاق والعودة معه حتي لا تتشتت الأسرة وإصابتها بالدمار الكامل، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن بعد أن وجد الأب نفسه أمام رفض زوجته القاطع بعدم العودة معه وأنه غير جدير بأن يكون ربا لأسرة خاصة اطفاله الذين يقضون بعض ايامهم بدون طعام وشراب . كان رد زوجته بمثابة الباب الأخير الذي اغلق في وجهه خاصة بعد ان بدأ الدائنون في طلب أموالهم ليعود إلي أبنائه وقد استقر ذهنه علي ضرورة الهروب من تلك الحياة بصحبة أطفاله حتي لا يعانون الأمرين من بعده إضافة إلي والدتهم التي رفضت بقاء الأطفال معها حتي اصبح الحمل كالجبل علي عاتقه إلي أن وصلت به الحال إلي الانتحار في مياه النيل في شدة البرد القارس. عاد الأب عيد أحمد عبدالجواد »حداد» 43 سنة إلي شقته ليجد أطفاله في لهفة لرؤيته علي أمل أن يعود إليهم بالطعام والشراب الذي طالما يفتقدونه لبضعة ايام نظرًا لظروفهم الصعبة .. كان رده عليهم بأنه سيأخذهم لتناول الطعام بالخارج وقام بتجهيزهم إلي لقائهم الأخير دون أن يعلموا المصير الذي ينتظرهم ليكونوا في قمة الفرح بعد أن وعدهم الأب بقضاء يوم لن تمحوها الأيام . بالفعل كان اليوم الأليم الذي راح فيه ثلاثة أطفال في عمر الزهور بعد أن قام الأب بأخذهم من شقته بمنطقة السلام والتوجه بهم إلي كوبري الساحل ليلاً في البرد الشديد ليقوم بأخذ الطفل الأكبر »عمرو» 10 سنوات والتوجه به بعيدًا عن اشقائه حتي لا يشاهدون ماذا سيحل به، وفي لحظة غدر قام الأب بإلقاء الطفل في النيل والصراخ لم يفارقه حتي انقطع صوته بعد أن سقط في قاع النهر، كان نفس المصير ينتظر الطفل الثاني »محمد» 8 سنوات الذي لحق بشقيقه ايضاً علي يد والده لتصبح الطفلة الصغري »ملك» هي آخر من تبقي من الأسرة المكلومة لتلفظ أنفاسها الأخيرة ايضًا في قاع النيل . دقائق والأب ينظر إلي اطفاله وهم يصارعون الموت حتي هدأت الأمواج بعد أن لفظوا أنفاسهم جميعًا ووقوفه علي حافة الكوبري وإلقاء نفسه في النيل ليلحق بهم هربًا من ضغوط الحياة والخلافات التي أصبحت تحاصره من كل جانب .. وما هي إلا لحظات حتي طفت جثث الضحايا علي مياه النيل لتتمكن فرقة الإنقاذ النهري من انتشال جثتين من الأطفال في منطقة إمبابة والوراق بينما تم انتشال جثة الأب والطفل الثالث من منطقة الساحل وروض الفرج.