»وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون« ايام معدودات ويتغمدنا الله برحماته ونفحاته، فلم يتبق الا شهر واحد ويهل علينا رمضان بكرمه وجوده وبركاته، فهل اعددنا العدة لاستقباله للفوز من اوكازيون الرحمات والمغفرة التي يهديها الله إلينا في ايامه المباركات. من قراءتي للاحداث الجارية أري اننا مازلنا نعيش أيام جاهليتنا الاولي فمازال هناك غشاشون ومنافقون وكذابون ومحتالون وسارقون ومنحرفون وفاسدون وسلبيون وكأنه لم تقم ثورة وكأنه لم يحدث اي تغيير لاقتلاع كل سلبياتها ووضعنا علي الطريق القويم ولكننا للأسف لم نفعل أكثر من الصراخ والكلام الذي لا ينقطع ليلا ولا نهارا دون جدوي ولا طائل وكأن الناس قد ردت إليهم ألسنتهم بعد قطعها ففرحوا بها فأطلقوها للكلام دون توقف في كل اتجاه وادعاء بطولات ووقفات ومواقف نعلم جميعا انها باطلة وكاذبة وافتراء والا لكنا سمعنا بها قبل ذلك فالجميع يعرف انهم كانوا المسبحين الحامدين الشاكرين الموافقين دون تردد!! آن الأوان لنبذ افعالنا المشينة والمسيئة لانفسنا قبل أوطاننا ولنفتح صفحة جديدة مع أنفسنا ومع الله ليغفر لنا خطايانا التي بسببها سلط الله علينا أراذل الناس وسفاءهم للتحكم في اقدارنا وسرقة قوتنا واذلال انسانيتنا. ولتكن الايام القادمة فرصة لاستعادة ثقتنا بأنفسنا وديننا وتطبيق مبادئه السمحة الحنيفة التي تحض علي التراحم والتسامح والتعاون واشاعة السلام والامان بين الناس، والعمل باخلاص فالعمل شرط مهم لاسلامنا لان العمل عبادة وتركه مفسدة وبالعمل يمكننا بناء مصرنا المستقبل، مصرنا الحرية، مصرنا المنتجة المصدرة، مصرنا النظيفة، مصرنا الحضارة والتاريخ، مصرنا قبلة العلم والايمان، مصرنا الاخلاق والنظام والامن والامان. كفانا كلاما وتنظيرا فالوقت ليس في صالحنا والموارد تكاد تنضب والمطلوب كثير، فلنستغل الايام المباركة ونرفع ايادينا الي الله ان يرفع عنا الغمة ويهدينا سواء السبيل وينشر أمنه وسكينته علينا ويتقبل دعاءنا. يا أهل الخير أيام رمضان القليلة ليست للياميش والمكسرات والموائد الممدودة والمسلسلات والاحتفالات ولكنها ايام مليئة بالرحمة والمغفرة والعتق من النار وعلينا الا نضيعها فربما لا نبلغها مرة اخري، والله الهادي.