نحن الحالمون دوما، ومن يستطيع أن يحلم عليه أن ينتظر، ويسعد بالانتظار، ليبقي الحلم باقيا، إلا أن هناك أحلاما نتمني لو تتحقق مثل حلم افتتاح متحف نجيب محفوظ في منطقة تكية أبوالذهب، والذي أيقظ الحلم القديم زيارة د. إيناس عبد الدايم له في صحبة رئيس صندوق التنمية الثقافية، وجاءت لنا نفس التصريحات التي قالها الكاتب الصحفي حلمي النمنم في زيارة لنفس المكان حينما كان وزيرا للثقافة : بأن لدينا خطة لتطوير المنطقة كلها بالتعاون مع جهاز التنسيق الحضاري وسنفتح أكثر من مدخل للمتحف من خلال التعاون مع وزارة الثقافة وانه سوف يفتتح في الاحتفال بمئوية محفوظ ومرت المئوية ولم يفتتح المتحف ويتكرر الحديث حول المتحف وتعلن وزيرة الثقافة أنه سوف يفتتح في أواخر شهر مارس 2019، في الوقت الذي كان الحالمون يأملون ان يفتتح في 11 ديسمبر القادم تزامنا مع ذكري ميلاده، إن قرار تخصيص المتحف صدر من 12 عاما من قبل فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، بتخصيص تكية محمد أبوالذهب لإنشاء متحف للأديب العالمي نجيب محفوظ بما يليق بصاحب نوبل أسوة بما يحدث في كل دول العالم من الاحتفاء برموزهم الثقافية وخاصة من هم حاصلون علي جوائز رفيعة مثل جائزة نوبل، ولكن يبدو أننا لا نكترث كثيرا بمثل هذه الأمور التي نعتاد عليها فتصبح بمرور الوقت عادية شأن أحلام كثيرة في حياتنا الثقافية، لكن هنا الامر يختلف لأن هناك خلافا بين وزارتي الثقافة والآثار حول المنطقة التي اختيرت لمكان المتحف، فالثقافة تري انه مكان مناسب لأنه بالقرب من حي الجمالية وهوالعالم الذي استوحي منه محفوظ معظم رواياته، لكن وزارة الآثار تري أنه لا يجوز أن تتم بعض التجهيزات للمتحف لأن المنطقة أثرية وسوف تتأثر بتلك الأعمال التجهيزية بالإضافة إلي اكتشاف »خزان مياه» خلال أعمال الحفر لعمل مصعد في المتحف مما يعيق إتمام ذلك، وهكذا ظلت الخلافات قائمة منذ 12 عاما وكل وزير يأتي يقوم بنفس الزيارة وتقريبا يقول نفس التصريحات ويظل الحالمين دوما حالمون، إلي أن يتم الانتهاء من عمليات إنشاء المتحف بسبب تأخر إخلاء التكية من أعمال الترميم المزمنة، إن المتحف يتكون من ثلاثة طوابق لتضم بعض مقتنيات عميد الرواية العربية الشخصية، بالإضافة إلي مكتبة تضم مؤلفاته بالعربية وترجمتها بالإنجليزية، وأخري للإعارة الخارجية، وعدة قاعات للندوات والمؤتمرات، والعرض السينمائي، ومتعددة الأغراض، والسمعية والبصرية، وجاليري، وأخري للتسجيلات الفنية، وفصول لدراسة السيناريو والكتابة الإبداعية، وكافيتريا مكشوفة.. أما تكية أبوالدهب، فتعد ثاني أهم مجموعة أثرية في القاهرة التاريخية، وتقع قرب الجامع الأزهر، في محيط شديد الازدحام بالمحال التجارية التي تشغل غالباً أبنية مسجلة باعتبارها آثاراً إسلامية.. وعلي الحالمين أن ينتظروا موعد افتتاح المتحف كما صرحت د. ايناس عبد الدايم 31 مارس القادم وهو الموعد المؤجل دوما.