على الرغم من وعود جميع وزراء الثقافة السابقين أثناء تواجدهم بالمنصب، بافتتاح متحف نجيب محفوظ، في القريب العاجل، فإن تلك الوعود كانت تذهب هباءً، وظل ذلك إلى أن أعلنت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، أثناء جولتها أمس بالمتحف عن افتتاحه للجمهور في مارس المقبل، بعد الانتهاء من جميع الأعمال الهندسية به. وتعود فكرة إنشاء المتحف، إلى عام 2006، عندما طالب عدد كبير من الأدباء والمثقفين بعد وفاة الأديب الكبير نجيب محفوظ، فى 29 أغسطس عام 2006، بضرورة عمل متحف يخلد ذكرى الكاتب الكبير، وهو ما استجاب له وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسنى، بإصدار قرار وزارى رقم (804) لسنة 2006، بتخصيص تكية محمد أبو الدهب بجامع محمد أبو الدهب (أثر رقم 68)، نظرا لقربها من المنزل الذى ولد به نجيب محفوظ بحى الجمالية بالقاهرة، وكونها تتوسط عالم القاهرة التاريخية الذى استوحى منه محفوظ الأمكان الروائية لأغلب رواياته. ومن ذلك الحين، ودبت الأزمات بين وزارتي الثقافة والآثار، بسبب اعتراض الأخيرة على بعض الأعمال التى تخص التجهيز المتحفى، باعتبارها لا تجوز فى مبنى أثرى يعود تاريخه إلى عام 1187ه، الأمر الذي أدى لتأخر افتتاح المعرض وتعطل التأسيس بعد اكتشاف صهريج خلال أعمال الحفر لعمل مصعد بالمتحف، من قبل شركة المقاولون العرب المسند إليها المشروع، والصهريج عبارة عن خزان مياه تحت الأرض، حيث كانت المنطقة تستلزم وجود خزان مياه لتخدم على المنشآت طوال العام، كما أن المبنى يحتوى على سبيل وحوض دواب، وظلت الأمور متعلقة حتى تولى استطاعت عبد الدايم وبعض قيادات الوزارة من التفاوض في المعوقات ووضع حلول لها وهو ما نجحت فيه طيلة الفترة الماضية. ويتكون المتحف من دورين يحتوى الدور الأول من المبنى على مكتب إداري، قاعتين للندوات، مكتبة سمعية وبصرية، قاعة لمؤلفات نجيب محفوظ ورواياته المترجمة، صالون للزوار، فضلًا عن مكتب مدير المتحف ونائبه، أما الدور الثاني، فيحتوى على صالة للندوات، مكتبة أفلام نجيب محفوظ، قاعة بها مكتبة تحوى كل ما كُتب عن نجيب محفوظ بالعربية والإنجليزية، مكتبة نجيب محفوظ، قاعة لعرض مقتنيات وجوائز وأوسمة محفوظ، وكافيتريا. ومن المقرر أن يخصص فصول وقاعات لدراسة السيناريو الكتابة الإبداعية، وقاعة متعددة الأغراض لعقد الندوات والمؤتمرات، وقاعة جاليرى، ومكتبة للتسجيلات الفنية وقاعة سمع بصرية، وكافيتريا مكشوفة. وتتمثل أهمية المتحف في أهمية أديب نوبل نجيب محفوظ لما له من مكانة عالمية في الأدب، ولما حققه من إنجازات إبداعية أثرى بها مكتبات العالم. ومن المقرر أن تسوق الوزارة للمتحف من خلال الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية التي ستقام بداخله على مدار الأيام.