انطلقت اول أمس الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي والتي تعد بالفعل دورة التأكيد علي النجاح الذي تحقق للمهرجان في دورته الاولي والتي صنعت له اسما ليس بين المهرجانات العربية فقط بل احتل المهرجان مكانة لائقة بين المهرجانات الدولية وايضا قوبل بردود افعال طيبة من صناع السينما في مختلف دول العالم والدليل علي ذلك حرص صناع الافلام الكبري في العالم والذين حصدوا جوائز المهرجانات الكبري خلال الفترة الماضية مثل »كان» و»برلين» و»صاندانس» و»كارلوفي فاري» و»روتردام» علي مشاركة افلامهم في الدورة الثانية للمهرجان مثل الفيلم الياباني »سارقو المتاجر» الذي فاز بسعفة كان الذهبية والفيلم البولندي »حرب باردة» الفائز بجائزة أفضل إخراج، والإيطاليان »دوجمان» الذي فاز بطله مارشيلو فونتي بجائزة أفضل ممثل، و»سعداء مثل لازارو» الحاصل علي جائزة أفضل سيناريو ورائعة المخرج الإيطالي ستيفانو سافنوا »درب صاموني» الحاصل علي جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي والأسترالي الروائي القصير »كل هذه المخلوقات» الفائز بجائزة أفضل فيلم قصير، بالاضافة للفيلم المصري »يوم الدين»، الحاصل علي جائزة فرانسوا شاليه.. ومن »برلين»، الفيلم الكوميدي البولندي »وجه» الفائز بالدب الفضي جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وايضا فيلم »الوريثتان» والذي فازت بطلته آنا براون بجائزة أفضل ممثلة، كما سيعرض المهرجان فيلم »ذباب الشتاء» أحد أبرز الأفلام التي نالت الإعجاب والإشادات في مهرجان »كارلوفي فاري»، ونال مخرجه أولمو أومريزو جائزة أفضل مخرج، كما سيتم عرض واحد من أفضل الأعمال الحاصل علي جائزة الجمهور في الدورة الماضية لمهرجاني »صاندانس» و»روتردام» وهو الرائعة الدنماركية »المذنب»، وبعد فوزه بجائزة لجنة التحكيم الكبري لأفضل فيلم وثائقي دولي في مهرجان »صاندانس» وفيلم »عن الآباء الأبناء»، وقد يقول قائل ان الميزانية الضخمة للمهرجان هي السبب في وجود هذه الافلام الكبري في مهرجان الجونة ولكن لابد أن نعترف أن المال وحده لا يصنع مهرجانا ناجحا ولدينا العديد من الامثلة لمهرجانات توفرت لها ميزانيات ضخمة ولكنها فشلت وعندما تم ترشيد الانفاق فيها حققت نجاحات، صحيح ان المال يساعد في جذب المشاركات ولكن بدون ان تكون هناك رؤية وفكر لادارة المهرجان وسمعة طيبة للمهرجان فلن تقبل الافلام الكبري المشاركة حتي بأعلي مقابل. وفي النهاية: رغم مرور ساعات علي انطلاق الدورة الثانية للمهرجان الا اننا نلمح النجاح فيها ومن المؤكد نشعر بفخر أن مهرجانا وليدا استطاع أن يجد له مساحة كبيرة بين المهرجانات العالمية وصناع الافلام.