سؤال شغلني مثلما شغل الكثيرين مثلي، ونحن نشاهد كل يوم مسرحية جديدة علي مسرح الحياة في الشارع المصري وكأن هؤلاء البشر ليسوا هم من حققوا أروع ثورة في التاريخ، الثورة التي قلبت موازين الثورات في العالم علي امتداد التاريخ فلا احد يذكر أن هناك ثورة حاكمت كل هذا الفساد، ولا احد يذكر في التاريخ أن تنجح ثورة بلا قائد لكن ثورتنا كانت عظيمة بشعب مصر الذي لا يقهر، ما يشغلني إلي حد الألم بل الوجع اليومي ما أراه في الشارع من ثقافة جديدة بدأت تنتشر وتسري مثل النار في الهشيم بلا أي رادع،بل إنها بدأت تأخذ شكل السلوكيات العامة للأسف! مثل الصوت العالي والبلطجة وأخذ الحق بالقوة والأنانية المتفشية من قيادة السيارات دون الالتزام بأي قواعد مرورية وكأن الثورة منحت لكل شخص علي حدة حريته بغض النظر عن الآخر، وهذا الآخر ليس عدوا إسرائيليا، وإنما هو مواطن مصري مثله تماما وقد يكون الاثنان اشتركا معا في مظاهرات الثورة، ما معني أن يقود شاب سيارته بكل رعونة ويكسر الإشارة ويضرب برجل المرور عرض الحائط، ما معني عند إضاءة إشارة المرور باللون الأخضر أن يتسابق السائقون دون مراعاة أي التزام بالحارات المرورية حتي تكاد أن تتصادم السيارات بعضها البعض، ما معني أن يقيم البعض أمام ماسبيرو للمطالبة بمساكن إيواء وينصبون الخيام حتي تجاب مطالبهم، ما معني أن يقطع مجموعة من الأهالي خطوط القطارات ويتسببون في حبس مئات من المصريين داخل القطارات بلا رادع!، وماذا عن هذا العامل بدار الكتب الذي سكب البنزين في وجه مديره لرفضه صرف مكافأة له، أين القوانين التي تنظم حياتنا كبشر صنعنا ثورة مذهلة كيف يكون هؤلاء هم هؤلاء، إنني لا أتجاهل متاعب شعب استنزف علي مدي ثلاثين عاما ولا أقلل من المطالبة بحقوق نهبت وسرقت من شعب طيب أعطي ثقته في حكومة ثم اكتشف أنها فاسدة حتي النخاع. كل هذا لا يبرر هذه السلوكيات غير المسئولة التي أصبحت مظهرا من مظاهر حياتنا اليومية.. للأسف.