ينتظر عشاق السينما من جميع أنحاء العالم مساء اليوم إعلان جوائز الدورة ال 71 لمهرجان كان السينمائي الدولي والتي تشهد منافسة ساخنة بين الافلام التي تشارك في المسابقة الرسمية والاقسام المختلفة وحتي الساعات الاخيرة قبل بدء حفل الختام، لم تظهر سوي مؤشرات مبدئية حول فرص كل فيلم في الفوز وتقييمات نقاد السينما العالمية للأفلام.وعلي الرغم من أهمية هذه التقييمات إلا أن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية برئاسة النجمة الاسترالية كيت بلانشت تكون لها الكلمة الأولي والأخيرة، والتي ستعلن عنها مساء اليوم في حفل اسطوري كبير. لا يزال الفيلم المصري »يوم الدين» للمخرج أبوبكر شوقي في مرتبة متقدمة من المنافسة مع أفلام من أكثر من 15 دولة، ولكن المنافسة ليست الشئ الوحيد الذي يميز تواجد مصر هذه المرة في أعرق المهرجانات السينمائية في العالم. استطاع أبوبكر شوقي أن يخلق حالة استثنائية لمصر في المهرجان من خلال فيلمه حيث تم الاحتفاء به بشكل مميز من النقاد وصناع السينما في فرنسا والعالم، ولكن الاكثر من ذلك هو استقبال الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون لأبوبكر شوقي بقصر الإليزيه بباريس لتهنئته بنجاح فيلمه »يوم الدين» وهي سابقة تعد الاولي من نوعها خلال العقد الماضي.. وقال المخرج ابوبكر شوقي إنه علي الرغم من دراسته في الخارج، إلا أنه أصر علي أن يكون انطلاقه في عالم السينما بفيلم عن بلده ووطنه مصر، وأضاف: مصر لديها تاريخ كبير وعريق في مجال صناعة السينما يمتد لأكثر من 100 عام أوأكثر حتي إنني لا استطيع أن أحدد من أين يجب أن أبدأ في الحديث عن السينما المصرية من قرن مضي، لذلك كان لدي إصرار علي أن يكون الفيلم الأول لي عن بلدي وأن يكون ذا طابع انساني يخاطب مشاعر وقلوب الانسانية في جميع دول العالم، بالإضافة إلي أن مصر مجتمع ثري بالموضوعات الانسانية. عرض تجاري مصري وعن عرض الفيلم في مصر ومخاوف العرض التجاري قال شوقي: الفيلم سيعرض في مصر قريبا وعلي الرغم من أنني أعلم جيدا أن الناس في مصر معتادة علي صورة معينة للافلام وسوف يشكل الفيلم مفاجأة لهم فأنا في الفيلم لم أقدم القاهرة مطلقًا، حتي مشاهد الهرم لم تكن معتادة، بالصورة المألوفة لدي المشاهد، وهنا تكمن الصعوبة لأنك تخالف توقعات المشاهد إلا أن الحفاوة التي تم استقبال الفيلم بها في كان تشجعني علي الرهان علي الجمهور المصري كما راهنت علي جمهور كان. أمريكا ترجع إلي الخلف المخرج الامريكي سبايك لي قرر أن يعود بالولاياتالمتحدة لفترة السبعينات من خلال فيلم »بلاك كلانسمان»، لينذر بتراجع المجتمع الأمريكي لزمن العنصرية الاسود. فقد استعان سبايك لي في نهاية الفيلم بمجموعة من التسجيلات والمشاهد الحقيقية لحوادث قتل ودهس مواطنين أمريكيين سود العام الماضي في ولاية فيرجينيا، بالإضافة للاضطرابات التي وقعت في الولايات الأخري منذ عامين بسبب قتل الشرطة لشاب أسود في الشارع. لذلك اختار لي دق ناقوس الخطر بفيلم يروي قصة حقيقية وفيلم سبايك لي علي الرغم من مناقشته قضية خطيرة يمكن أن تنسف قواعد أمان المجتمع الأمريكي، إلا أنه قدمه بروحه الافريقية خفيفة الظل من خلال مناقشة قضايا العنصرية بطريقة كوميدية مع عناصر اثارة وتشويق بوليسية، تجعل الفيلم ينافس بقوة في الدورة ال71 للمهرجان. جان لوك جودار المخرج الفرنسي العالمي جان لوك جودار لا يعتبره العالم أشهر مخرج أفلام فرنسي، ولكنه أحد أبرز أعضاء حركة الموجة الجديدة السينمائية بل والاشد انحيازا لها، فتعتبر اعماله مميزة يستخدم فيها التقنيات الفنية العالية مع طرح لافكاره بشكل مختلف، وهو ما حدث في فيلمه »ايمدج بوك» أو »كتاب الصورة» والذي ينافس علي السعفة الذهبية ولكنه يأتي في المركز الثالث في التقييمات بعد أن وصف النقاد الفيلم بأنه رائع تقنيا لكن فنيا ليس علي القدر المطلوب. حرب بولندا الباردة علي الرغم من اختيار المخرج البولندي بافيل بافيلكوسكي اللون الابيض والاسود لتصوير الفيلم واختياره فترة الحرب الباردة واجواء العواصف والثلوج التي كانت تغطي شوارع اوروبا طوال الوقت، إلا أنه استطاع أن يشعل حماس الجمهور في كان وخلق الشعور بالدفء من خلال قصة حب مأساوية بين عازف بيانو ومطربة بولندية فرق بينهما القدر لتأخدهما الدنيا ويتغير كل منهما بشكل لم يسمح لهما استكمال الحياة معا حتي بعد ان سمحت الظروف بزواجهما، ولكن الحب الذي لم يفارق قلوبهما جعلهما يختاران الانتحار حتي لا يفترقا مرة اخري. حاز الفيلم علي اعلي تقييمات في المهرجان من قبل النقاد، فهويجمع بين تابلوهات فنية غاية في الروعة مكونة من رقص وغناء ومشاهد حب وغيرة جعلت الحضور يعلن اشتياقه لهذه النوعية من الافلام التي تعيدنا لعصور الكلاسيكية الذهبية. السينما اليابانية تعود بقوة يتربع علي عرش القائمة النهائية لأفلام المسابقة الرسمية الفيلم الياباني »شوب لفتر» للمخرج هريكازوكوري إيدا، بعد أن تلقي إشادات كثيرة من النقاد وصناع السينما. هريكازو من المخرجين المعتادين علي تقديم أفلامهم في مهرجان كان، فهذه هي المرة السادسة التي يشارك فيها الياباني في المسابقة الرسمية لمهرجان كان بفيلمه »شوب لفتر». وكان فيلمه »مثل الأب مثل الابن» قد أحرز جائزة لجنة التحكيم في 2013، في حين فاز بطل فيلم »لا أحد يعلم» بجائزة أفضل ممثل عام 2004 ويشارك المخرج الياباني هاماجوشي أيضا في المسابقة الرسمية بفيلمه »في النوم أواليقظة» أو »أزاكوI وII» ويأمل في اقتناص السعفة الذهبية لتكون الفرحة يابانية هذا العام، وفي حال تحقق ذلك ستكون خامس سعفة في تاريخ اليابان وكان آخر من فاز بها هوالسينمائي شوهاي إيمامورا، الذي حاز السعفة الذهبية في مهرجان كان لمرتين، الأولي في 1983 عن فيلم »جولة نارايما» والثانية في 1997 عن »سمك الجريث» بالتساوي مع الإيراني عباس كيارستامي عن فيلم »طعم الكرز». التنين الصيني تهدد قصة حب أخري من القارة الآسيوية، للمخرج الصيني جيا زان كي، أحلام صناع الافلام اليابانية في الحصول علي السعفة الذهبية، حيث يشارك جيا زان كي بفيلم »الخالدون» في المسابقة الرسمية لكان، ولكن الغريب أنه عين نائبا في الجمعية العامة الصينية، علي الرغم من انه اعتاد المشاكل مع الحكومة الصينية التي كثيرا ما عرقلت عمله ومنعت بعض أفلامه والفيلم عن قصة حب تشهد مراحل التحديث الراديكالي للاقتصاد في الصين في بداية الالفية الجديدة؛ أما الفيلم الآسيوي الرابع الذي يترقبه جمهور كان هو »ملتهب» للمخرج الكوري الجنوبي لي شانج دونج الذي يشارك للمرة الثالثة في المسابقة الرسمية للمهرجان بعد أن قدم »شعر» عام 2010 و»بزوغ شمس سري» عام 2007.