لابد أن يعترف القاصي والداني أن عادل امام وبدون أي ألقاب ما هو إلا حدوتة مصرية وعربية بل وعالمية لا يمكن تكرارها بل هي نادرة الحدوث، فهو ظاهرة فريدة في تاريخ الفن، فلا يوجد نجم حتي الان ظل لامعا ومتصدرا المشهد طوال نصف قرن من الزمان سواه، فكثير من النجوم يتأرجحون صعودا وهبوطا ولكن »الحريف» ظل رقم واحد طوال هذه السنوات، وأصبح بمثابة أيقونة للفن المصري والعربي ونجم الكوميديا المتربع علي عرشها، ومجرد ذكر اسمه أو مشاهدة مشهد واحد من اعماله كفيل أن يشعرك بالسعادة، ووحده ودون غيره الذي يمتلك القدرة علي أن يعطينا البهجة. عمر الفنان الكبير عادل إمام لا يمكن ان يقاس بالسنوات وحسب شهادة الميلاد ولكن بما قدم لجمهوره علي مدار تاريخه، فعبر رحلته الفنية الممتدة حصد عادل امام لقب»الزعيم» الذي منحه له الجمهور، فهو ليس زعيماً في السينما أو المسرح أو التلفزيون فقط، ولكنه اكتسب هذا اللقب بفضل ثقة جمهوره به وفي تقديمه كل ما يريدونه، فلم يترك عادل إمام أي نموذج مصري دون أن يتقمّصه في أحد أدواره، فمن الفلاح البسيط إلي رجل الأعمال الفاسد، إلي المحامي الفهلوي إلي الانتهازي، والفنان والعالم والطالب، ولطالما ارتبطت اعماله بقضايا وطنه، وهموم أهله، ومشاكلهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والحياتية وخلال رحلته لم يظهر عادل إمام مجرد ممثل يحرص علي الربح المادي، فقد تجاوز هذا منذ زمن بعيد، وهو يدرك أن أياً من أعماله ستنجح بالضرورة مالياً، ولكنه استمر بالبحث عن مكونات لذلك النجاح فقدم اعمالا سينمائية ومسرحية هامة تناولت قضايا جادة. زعيم مملكة الكوميديا والأب لكثير من النجوم وإمام الفنانين المصريين والعرب يحتفل يوم 17 مايو ومع أول أيام شهر رمضان الكريم بعيد ميلاده ؛ ولا يهمنا كم من العمر بلغ، ولكن ما يهمنا كم السعادة والفن والبهجة والحب التي أعطانا إياها، فلا نملك في هذا اليوم إلا أن نقول له: »كل سنة وانت طيب يا صاحب السعادة وحريف السينما وغول التمثيل وأفوكاتو الفن » كل سنة وانت بخير لتمتعنا».