تمضي العملية الشاملة سيناء 2018 في تنفيذ ما هو مخطط لها، تسحق بؤر الإرهاب من سيناء إلي الحدود الغربية وعلي طول الوادي.. تعرف خفافيش الظلام أنه لم يعد هناك مجال لوجودها علي ارض مصر.. وتقول كل التقديرات ان علينا ان ننتهي من هذه المهمة في أقرب وقت حتي نتفرغ لمواجهة أوضاع بالغة الخطورة من حولنا، وجهود يبذلها الأعداء لإبقاء المنطقة رهن الضغوط، وإشعال التوتر علي كل الجبهات تمهيدا لصفقات اقتسام الغنائم والنفوذ في وطن عربي يعرف الجميع ان مصيره مرتبط بمصر، وأن تقدمه أو انكساره لا ينفصل عما يجري في ربوع »المحروسة». فور بدء العملية سيناء 2018 كان لافتا ان يبدأ الهجوم الإعلامي عليها من المنابر الاعلامية في قطروتركيا، ومن يساندهما، بالتساؤل عن الحشود الكبيرة لقواتنا المسلحة المشتركة في العملية لمواجهة بضعه آلاف من عصابات الإرهاب!! وكان رد أي مواطن يتابع الموقف: طيب.. مصر تحشد قواتها لتأمين الوطن.. فلماذا يغضب المرتزقة في الاعلام المأجور في الدومة واستامبول؟ ولماذا تصدر لهم التعليمات بالهجوم علي »العملية الشاملة» قبل ان تبدأ إلا اذا كانت تجهض مخططات مدبرة وتستبق أعمال شر جربناها وهم يغتالون جنودنا ويقتلون المصلين في المساجد والكنائس؟! ثم.. لماذا »الزعل» من كثافة الهجوم علي عصاباتهم، وكأنهم - يا ولداه- مشفقون علي تكاليف الحملة التي تشنها لاستئصال ورم الإرهاب الخبيث؟!.. وكأنهم ايضا لم يروا كيف حشدت أمريكا العالم كله وراءها لضرب »داعش» في سوريا والعراق.. وهي التي تعرف جيدا كيف انطلق؟ ومن ساعده؟ ومن الذي فتح له الابواب والحدود، واستقطب له المخدوعين من كل أنحاء الارض، وساعده علي البقاء حتي الآن ليكون ورقة في الصراع حول مستقبل المنطقة؟. ثم.. لماذا »الغضب» من حملة لم تستهدف إلا تأمين مصر، ولم تعمل إلا داخل حدودها، ولم تكن تريد إلا تأكيد أن مصر لن تكون يوما مركزا لعصابات الإرهاب، وأن ممن يمس حدود مصر سوف يجد الموت في انتظاره، وأن من يهدد أمنها سيجد أن أمنه هو الذي سيتهدد؟! الرد الأساسي علي هذه التساؤلات جاء- حتي الآن- من جانب تركيا الإردوغانية. والأمر هنا لا يتعلق بالحركات الصبيانية للمهووس بالخلافة العثمانية الطيب أردوغان ، بعد أن فقد صوابه بسقوط حكم الإخوان، ولا بمنصات إطلاق الأكاذيب التي أقامها أردوغان لجماعته الإخوانية، والتي تحولت »مع الجزيرة القطرية» الي معرض لاصحاب العاهات السياسية!!. لكن إردوغان لا يكتفي بحكاية المظلومية التي انكشفت للعالم كله، ولا بمنصات اطلاق الأكاديب الإخوانية ضد مصر من قلب استامبول.. إنه يتحرك الآن من منطلق أن خصمه الرئيس في المنطقة هي مصر، ومن إدراك بأن كل اطماعه في العالم العربي أمامها حائط صد صلب هو مصر، بجيشها الوطني وشعبها المتحد وبتجسيدها الطبيعي لإارادة العربية الرافضة لكل اشكال التدخل الأجنبي، ولكل مخططات تقسيم المنطقة في غياب العرب، وعلي حسابهم!! يلعب إردوغان بالنار. ينتقل - بالنسبة لمصر- من مجرد إخواني مخبول، أو عثمانلي مهووس بالخلافة، إلي متآمر يسعي لضرب أمن مصر، ويواصل دعم الإرهابيين وتسهيل تصديرهم، عبر بلاده- الي سيناء.. كما اعترف بنفسه؟! يسعي أردوغان للاشتباك المباشر مع مصر، لا يكتفي بدعم الإرهاب الاخواني- الداعشي- من وراء ستار- بتوهم أنه قادر علي تكوين بؤر تهديد تركية لأمن مصر علي حدودها وضد مصالحها- يرسل الأسلحة لعصابات الإرهاب في ليبيا »تم ضبط سفينة مؤخرا» ويحاول إيصالها إلي العصابات في سيناء، يفتح طريقا مشبوها- بالتعاون مع العملاء القطريين- لاقامة موقع عسكري في جنوب مصر، بالتواجد في »سواكن» السودانية علي أبواب البحر الأحمر، ثم يفتح المعركة الاخطر حين يمارس »البلطجة» في محاولة لاشعال الصراعات في البحر المتوسط لقطع الطريق علي استغلال ثرواته البترولية من جانب مصر وباقي الدول المعنية. لم تقترب البلطجة الإردوغانية من مصر حتي الآن إلا بالحديث الأهوج عن اعتراض تركي علي اتفاقية رسم الحدود بين مصر وقبرص، وهو أعتراض استغرق خمس سنوات لكي تعلن تركيا عنه!! متجاهلة اتفاقيات أخري بين قبرص واليونان وبين اسرائيل تمت قبل الاتفاق مع مصر بسنوات.. لأن مصر هي المستهدفة، ولأن اسرائيل هي الحليف الأوثق لانقره منذ كانت وحتي اليوم؟! يفتعل أردوغان المشاكل مع قبرص واليونان، ويتحدث عن حقوق، وهمية في ثروات البحر المتوسط البترولية، يبدو أن بدء الانتاج في حقل »ظهر» حرك فيه غدد البلطجة، نبدأ التحرش مع مصر، ولعل الاشقاء في السودان يدركون ذلك وهم يتعاملون في قضية »سواكن» ولعل »المتواطئين» في ليبيا يفهمون أن مصر لن تتساهل مع من يهددون حدودها أو يساعدون أعداءها ، ولعل مغامرات المهووس بالسلطنة العثمانية تتوقف عند هذا الحد فهو يدرك تماما ان مصر قادرة علي حماية حدودها المائية كما البرية، وهي قادرة علي ردع أي محاولة للمساس بمصالحها.