مع وفرة أنواع الصابون الذي نستعمله في نظافة اليدين والملبس والمسكن، نفتقد نوعا من الصابون الذي ينظف القلوب.. فهذا صابون عطري يغذي البشرة، وذاك لإزالة البقع، وذاك يغسل أكثر بياضا، ثم نفتقد نوعا مهما من هذه الأنواع المتعددة لنظافة القلوب من الحقد والبغضاء والغل والحسد. إن أجود أنواع الصابون الذي يغسل القلوب هو صابون الحب والتسامح والمحبة والإخاء والرضا.. وفي حديث شريف للرسول صلي الله عليه وسلم »إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله.. ألا وهي (القلب)«. فإذا تطهر القلب من شوائب الحقد والضغينة سما بصاحبه إلي أسمي مراتب الكمال الروحي. وكل جريمة تقع وكل حرمة تنتهك، مرجعها إلي القلب الذي ملأه الحقد وزين لصاحبه طريق الجريمة. وإذا كان هناك فريق من الناس يعرف من أين يؤكل الكتف، فإن هناك اخرين يعرفون من أين تؤكل الذراع كلها. هشام عيسي متولي الإسكندرية