الموارد المائية متوافرة وتكفي 100 عام.. والمنتجات للسوق المحلي والتصدير عاطر حنورة رئيس مجلس إدارة شركة الريف المصري المشرفة علي المشروع : زيادة نسبة تخصيص الأراضي للشباب من 25٪ إلي 40٪ 400 ألف فدان جاهزة للطرح في المرحلة الثانية للمشروع في السنوات العشرين الماضية عانت مصر من أزمات زراعية عديدة جاءت نتيجة لتقلص الرقعة الزراعية في مصر، والتي لم تعد تناسب الزيادة الضخمة في عدد السكان فضلاً عن ندرة المياه التي تحتاجها المساحات الزراعية، الأمر الذي شكل عائقاً كبيراً أمام مشروعات استصلاح الأراضي.. عزم الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ وصوله للحكم علي حل هذه الأزمات المستعصية وعلي الفور أطلق إشارة البدء في المشروع القومي لاستصلاح السمليون ونصف المليون فدان موزعة علي 24 منطقة في مختلف محافظات الجمهورية وذلك بالتزامن مع وضع خطط لحفر آبار تلبي احتياجات هذا المشروع القومي من المياه.. وفي غضون أقل من عامين تم طرح المرحلة الأولي من المشروع القومي بمساحة إجمالية تصل إلي 500 ألف فدان وتم توزيع هذه الأراضي علي الشباب وصغار المزارعين والمستثمرين، ومن المقرر أن يتم طرح المرحلة الثانية من المشروع خلال أيام قليلة بمساحة تصل إلي 500 ألف فدان وفي سطور الملف التالي ترصد «أخبار اليوم» ملامح وأبعاد المشروع القومي، وما تحقق منه علي أرض الواقع. يهدف مشروع المليون ونصف المليون فدان الي زيادة الرقعة الزراعية، وتوسيع الحيز العمراني، واستيعاب النمو الطبيعي للسكان بإنشاء مجتمعات عمرانية عصرية متكاملة، مما يساهم في زيادة المساحة المأهولة بالسكان، وتوفير فرص عمل للشباب، وصغار المزارعين، وزيادة الاستثمار في مجالات التصنيع الزراعي والإنتاج الحيواني والداجني والاستزراع السمكي وانشاء المناطق اللوجيستية والصناعية، بالاضافة الي زيادة الانتاج المحلي من المحاصيل الاستراتيجية خاصة الحبوب. أوضح المهندس عاطر حنورة رئيس مجلس إدارة شركة الريف المصري المشرفة علي المشروع ان المشروع القومي لاستصلاح وزراعة المليون ونصف المليون فدان بدأ يأتي بثماره، حيث تم تسليم الاراضي لجزء من صغار المزارعين والشباب الفائزين بقرعة المرحلة الأولي التي تصل مساحتها إلي حوالي 400 ألف فدان للبدء في زراعتها لتنطلق مصر إلي عصر الإنتاج والرخاء، وتسليم الاراضي كان في منطقتي الفرافرة بالوادي الجديد والمغرة بمحافظة مطروح وتم التسليم في جو احتفالي وفرحة كبيرة من الشباب وصغار المزارعين، الذين وعدوا في البدء فورا في عمليات الاستصلاح والزراعة، وخلال ايام سيتم تسليم الاراضي في منطقة توشكي والمراشدة بأسيوط ، وخلال شهرين فقط سيتم تسليم جميع مساحات المرحلة الاولي للشباب وصغار المزارعين، كما انه خلال الأيام القليلة القادمة ستبدأ شركة الريف المصري في طرح اراضي المرحلة الثانية من المشروع والتي تصل إلي حوالي 400 ألف فدان أخري، وكراسات شروط المرحلة الثانية ستطرح بكل فروع بنك التعمير الإسكان بمحافظات الجمهورية، بسعر 10 آلاف جنيه، مع العلم أن الذين لم يحظوا بالفوز بالقرعة في المرحلة الثانية من حقهم استرداد اموالهم بالكامل . وقد تمت زيادة تخصيص الاراضي للشباب وصغار المزارعين من 25٪ الي حوالي ما بين 40 الي 50 ٪ نظرا للإقبال الشديد من الشباب . وقال حنورة ان المشروع كان أحد المشروعات المدرجة في البرنامج الرئاسي للرئيس عبدالفتاح السيسي والخاص باستصلاح أراضي الدولة وهو مشروع القرن والرئيس يضع هذا المشروع ضمن أولوياته لأنه يدخل مصر لعصر النهضة الزراعية الحديثة ويعتبر الأمل في توفير الغذاء، والعمل في المشروع يتم علي قدم وساق. وارجع حنورة سبب تأخر الإنجاز في المشروع إلي أن الشركة واجهت تحديات صعبة جدا ونجحت في حلها، مؤكدا ان التحديات تمثلت في عدد من النقاط أهمها ان المرحلة الاولي كانت الاولوية فيها للشباب طبقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان من شروط التقدم في الحصول علي ارض هو تكوين مجموعات لا تقل المجموعة عن 10 أفراد ولا تزيد علي 23 فرداً، وفي هذه المرحلة تم سحب 7250 كراسة شروط وتم تكوين 7250 مجموعة، كل مجموعة تحصل علي 238 فدانا ، وهذا الرقم كبير جدا، وأخذ من الشركة وقتا كبيرا جدا حيث ان متوسط كل مجموعة حوالي 19 فرداً يتطلب من الشركة فحص كل فرد بدقة حتي نتأكد انه مطابق للمواصفات، كما ان هناك صعوبة اخري واجهت الشركة بعد اجراء القرعة، حيث ان حوالي 60 ٪ ممن نجحوا في القرعة لم يستكملوا إجراءات الحصول علي الارض . صعوبات واجهت المشروع ويستكمل رئيس شركة الريف المصري الجديد الحديث عن الصعوبات التي أدت الي تأخر المشروع قائلا ان مشكلة وضع اليد من المشكلات الصعبة التي أخذت من الشركة وقتا طويلا حتي تم حلها. وتابع كانت من ضمن المشاكل الاخري التي واجهت المشروع وتم حلها وجود مساحات من الاراضي لا تصلح للزراعة، حيث تم تكليف مركز البحوث الزراعية بعمل أبحاث ودراسة نوعية وتحليل للتربة لتحديد المناطق القابلة للاستصلاح والزراعة والمناطق التي يمكن عمل أنشطة اخري عليها او استبعادها من المشروع، وقام مركز البحوث حتي الان بمسح حوالي 350 ألف فدان للتأكد من جودة التربة للزراعة، وأخيرا كانت هناك مشكلة اخري وتعتبر السبب الرئيسي في تأخر الإنجاز في المشروع، وهي مشكلة الطرق او ما يطلق عليها المدقات وأخذت هذه المشكلة وقتا طويلا في الدراسات الخاصة بإنشاء هذه الطرق، حيث اثبتت الدراسات فشل عمل الطرق في هذه المناطق بالطفلة، ثم اجريت دراسات لانشاء المدقات بالتربة الزلطية، لكن الدراسات اكدت ان تكلفتها عالية جدا بسبب وجود المحاجر علي مسافات بعيدة جدا عن المشروع يحتاج نقلها تكاليف عالية جدا، كما تم استبعاد فكرة عمل طرق اسفلتية بسبب التكلفة العالية جدا، حيث ان منطقة مثل المغرة بمحافظة مطروح تحتاج الي مليار جنيه لرصف حوالي 900 كيلو في هذه المنطقة فقط، والشركة اخيراً نجحت في إيجاد طريقة لانشاء هذه المدقات بتكلفة بسيطة،استخدمتها بعض الدول في الخارج، وتتمثل في استخدام مواد كيماوية معينة يتم تصنيعها في مصر وخلطها بالتربة مع اضافة بعض المواد من الإسمنت وغيره، وبالفعل اثبتت التجارب نجاح هذه الفكرة، وصدقت عليها الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة، وهيئة الطرق والكباري التابعة لوزارة النقل، وتكلفة هذه الطرق اقل 40٪ من تكلفة التربة الزلطية، مشيرا الي انه سيتم طرح مناقصة بين شركات مصرية لتنفيذ هذه الطرق، وكلما ننتهي من تنفيذ 10 كيلو مترات طرق سيتم تسليم الاراضي لاصحابها علي الجانبين حتي ننتهي من المرحلة الاولي باكملها. خدمات للشباب وعن الخدمات التي يتم تقديمها للشباب وصغار المزارعين داخل المشروع قال حنورة: هناك اتفاق مع جهاز تنظيم الاتصالات لدفع شركات المحمول لعمل تغطية في مناطق المشروع، وفي فبراير القادم ستتم تغطية منطقة الفرافرة وفي مايو منطقة المغرة ومنطقة غرب المنيا في شهر يونيو المقبل، وهناك محطات متنقلة داخل المشروع حتي يتم الانتهاء من المحطات الثابتة، كما يتم حاليا ايضا عمل محطات بنزين، وقامت الشركة بالاتصال بشركات البترول، والشركة الوطنية التابعة للقوات المسلحة اكثر من تجاوب معنا ولم تنظر للامر من الناحية الاقتصادية، بل نظروا الي الامر من الناحية الوطنية، وقمنا بتسليمهم قطعا من الاراضي لإقامة محطات البنزين في مناطق المراشدة بأسيوط والمغرة في مطروح، وتوجد محطات في الفرافرة، وستتم تغطية بقية المشروع بهذه المحطات، وايضا يتم حاليا عمل محطة تحلية للمياه في منطقة المغرة، خاصة ان المياه في هذه المنطقة عالية الملوحة ولا تصلح للشرب، كما يتم الان دراسة داخل وزارة الكهرباء بمد خطوط الكهرباء للمشروع وخلال فترة بسيطة سيتم عمل جدول زمني بالمناطق التي سيتم توصيل الكهرباء اليها. شروط المرحلة الثانية وقال رئيس شركة الريف المصري الجديد انه سيتم طرح اراضي المرحلة الثانية بنفس شروط المرحلة الاولي، ولكن الأسعار ستزيد من 5 الي 10 ٪ بسبب ان قرار التعويم الذي تم أواخر عام 2016 أدي الي زيادة الأسعار الي الضعف، لكن الشركة قررت الزيادة بحوالي 5 الي 10 ٪ فقط من اسعار المرحلة الاولي علي ان تتحمل الشركة بقية فرق الأسعار دون تحميلها علي الشباب او صغار المزارعين، وكانت الاراضي في المرحلة الاولي مطروحة ب 18 ألف جنيه في مناطق وأخري مطروحة ب 25 ألف جنيه، وثالثة مطروحة ب 45 ألف جنيه، وكل أرض لها تجهيزات مختلفة عن الاخري وكل أرض لها ظروف مختلفة عن الأخري فبعض الأراضي بها بئر وحسب نسبة ملوحة المياه يتم تحديد سعر الأراضي علي أساس المميزات الموجود بها والعوامل الطبيعية التي تميزها عن باقي الأراضي ومتعلقة أيضا بنوعية الخدمات المقدمة من الشركة. وأضاف حنورة أن الشباب الذي لم يحالفه الحظ في القرعة الأولي سيتقدم مرة أخري في المرحلة الثانية علما بأن شركة الريف المصري ستراعي كل مطالب واحتياجات الشباب وصغار المستثمرين لتفادي سلبيات المرحلة الاولي، مع العلم أن الإقبال علي المشروع كبير جدا ويفوق حجم الأراضي المطروحة من قبل الشباب وصغار المزارعين. وأوضح رئيس شركة الريف المصري أن قرعة شراء أراضي مشروع المليون ونصف المليون فدان تتم بمنتهي الشفافية من خلال كاميرات مراقبة يتم وضعها علي كل صندوق لمنع التشكيك في إعلان الأسماء الفائزة، مؤكدا أن مشروع المليون ونصف المليون فدان هو مشروع القرن وجميع المقننات المائية موجودة وتكفي لمائة عام وأكثر كما يقول الخبراء والمختصون طبقا للدراسات التي قاموا بها، مؤكدا أن هناك تنوعا في الزراعات الموجودة في أراضي الريف المصري حيث سيتم الاتجاه إلي تصدير المنتجات بعد تغطية السوق المحلي .