موقع عبري: نتنياهو يُسلم السلطات لنائبه «مؤقتًا» لهذا السبب    فتح باب القبول بالدراسات العليا في جميع الجامعات الحكومية لضباط القوات المسلحة    أمين الأعلى للشئون الإسلامية: مواجهة التطرف تبدأ من الوعي والتعليم    انطلاق قافلة دعوية مشتركة إلى مساجد الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء    تذليل العقبات أمام المستثمرين الأمريكيين ووقف حرب غزة يتصدران رسائل السيسي    ضبط تشكيل عصابة تخصص فى النصب على المواطنين بالقليوبية    3 ملايين جنيه في أول يوم عرض.. «ريستارت» لتامر حسني يحقق انطلاقة قوية    أفضل دعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة للمغفرة مكتوب (ردده الآن كثيرًا)    «الرعاية الصحية» تعتمد قرارات إستراتيجية لدعم الكفاءة المؤسسية والتحول الأخضر    ماسك يكشف عن خلاف مع إدارة ترامب    إمام عاشور يحسم الجدل: باقٍ مع الأهلي ولا أفكر في الرحيل    بعد قليل.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد الشهيد بالقليوبية    التضامن: وصول آخر أفواج حجاج الجمعيات الأهلية إلى الأراضي المقدسة اليوم    رئيس التنظيم والإدارة يستعرض التجربة المصرية في تطبيق معايير الحوكمة    ريا أبي راشد: أجريت مقابلة تلفزيونية مع مات ديمون بعد ولادة ابنتي بيومين فقط    ذكرى رحيل "سمراء النيل" مديحة يسري.. وجه السينما المبتسم الذي لا يُنسى    في ذكرى رحيله.. "جوكر الكوميديا" حسن حسني بوصلة نجاح الشباب    محافظ أسيوط يعلن عن انطلاق تدريبات مهنية لتأهيل الشباب لسوق العمل    تكبير ودعاء وصدقة.. كيف ترفع أجرك في أيام ذي الحجة؟    وزير الطيران: مصر تسعى لترسيخ مكانتها كمحور إقليمي في صناعة الطيران الإفريقية    حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن البحر الأحمر    مسؤولون إسرائيليون: توجيه ضربة لمواقع نووية إيرانية أمر ضروري    ملاكي دخلت في موتوسيكل.. كواليس مصرع شخص وإصابة 3 آخرين بحادث تصادم بالحوامدية    بري يرفض الاحتكاكات بين بعض اللبنانيين في جنوب البلاد واليونيفيل ويدعو لمعالجة الوضع بحكمة    وزير الإسكان: بدء إرسال رسائل نصية SMS للمتقدمين ضمن "سكن لكل المصريين 5 " بنتيجة ترتيب الأولويات    رئيسة القومي للمرأة تلتقي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف    القومي للبحوث يرسل قافلة طبية إلى قرية دمهوج -مركز قويسنا- محافظة المنوفية    ضبط كيان مخالف لتصنيع الشيكولاتة مجهولة المصدر بالمنوفية    استمرار الأجواء الربيعية بالأقصر اليوم الجمعة    ماكرون يتحدث مجددا عن الاعتراف بدولة فلسطينية.. ماذا قال؟    «ذا أتلانتيك»: واشنطن تغيب عن جولة مفاوضات تسوية الحرب الروسية الأوكرانية المقبلة    طلب أموالا ومعلومات عن ترامب.. مجهول ينتحل شخصية كبيرة موظفي البيت الأبيض    أسعار البيض بالأسواق اليوم الجمعة 30 مايو    شهيدان ومصابون إثر قصف الاحتلال مركبة فى بلدة عبسان شرقى خان يونس    تواجد بنزيما.. تشكيل اتحاد جدة المتوقع أمام القادسية في كأس الملك    أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 30 مايو في سوق العبور للجملة    المضارون من الإيجار القديم: مد العقود لأكثر من 5 سنوات ظلم للملاك واستمرار لمعاناتهم بعد 70 عامًا    حماس ترفض مقترح ويتكوف بشروطه الجديدة    طريقك أخضر‌‍.. تفاصيل الحالة المرورية الجمعة 30 مايو بشوارع وميادين القاهرة الكبرى    نصائح مهمة من القومي للبحوث للطلاب خلال فترة الامتحانات (فيديو)    مصرع وإصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بطريق مصر السويس الصحراوي    انخفاض أسعار الذهب الفورية اليوم الجمعة    «عانت بشدة لمدة سنة».. سبب وفاة الفنانة سارة الغامدي    الإفتاء: الأضحية المعيبة لا تُجزئُ عن المضحي    رئيس وزراء اليابان يحذر من التوتر بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية    مصرع شاب و إصابة أخر في تصادم موتوسيكل بأخر في المنوفية    «تعامل بتشدد».. تعليق ناري من طاهر أبو زيد على انسحاب الأهلي من القمة    موعد مباراة الاتحاد والقادسية في نهائي كأس خادم الحرمين والقنوات الناقلة    "فوز إنتر ميامي وتعادل الإسماعيلي".. نتائج مباريات أمس الخميس 29 مايو    مدحت العدل يصدر بيانا شديد اللهجة بشأن شكوى جمعية المؤلفين.. ما علاقة حسين الجسمي؟    «مالوش طلبات مالية».. إبراهيم عبد الجواد يكشف اقتراب الزمالك من ضم صفقة سوبر    البرلمان يوافق نهائيًا على تعديلات قوانين الانتخابات    مجموعة الموت.. المغرب تصطدم ب«إسبانيا والبرازيل» في كأس العالم الشباب 2025    العرض الموسيقي «صوت وصورة» يعيد روح أم كلثوم على مسرح قصر النيل    بعد أنباء رحيله.. كونتي مستمر مع نابولي    هل يجوز الجمع بين نية صيام العشر من ذي الحجة وأيام قضاء رمضان؟    "الإفتاء توضح" بعد الجدل الدائر.. حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم عيد؟    «الإسعاف»| 123 سنة إنقاذ.. 3200 سيارة حديثة و186 مقعدا لاستقبال البلاغات يوميًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة في المحاضر السرية «2» من ينقذ مصر من الانهيار؟!

حسين الشافعي يقول: البوليس انتهك حرمات البيوت، وعبدالناصر يسأل: لماذا لم تبلغني!
زكريا محيي الدين: الغلط علينا والصح لنا وعبدالحكيم عامر كان عنده علم بكل التجاوزات
عبدالناصر: فين الصحافة.. فقط مركزين حول أنشطتي.. يا جماعة لازم تنزعوا الخوف من قلوبكم
عبدالناصر يناشد الوزراء: نفسي واحد يمتلك الشجاعة ويتكلم ولوحتنقطع رقبته!
عبدالناصر: هيكل كلمني وهوخايف ورغم أنه عارف محدش حيمسه!
عبدالناصر: أنا ضد نظام الحزب الواحد - لأنه تعبير عن ديكتاتورية طبقة أوديكتاتورية حاكم!
صدقي سليمان: أخاف من الصراع الداخلي في وجود حزبين
عبدالناصر: أرشح كمال الدين حسين لرئاسة الحزب المعارض وهو راجل ومناضل
السادات يرد: أنا بحذر منه.. ده راجل مجنون!
عبدالناصر يتساءل: أنا مش عارف حنودي البلد فين بالنظام المتفسخ.. المتعفن من جميعه!!
عبدالناصر: اشتغل إزاي في جوفيه صراعات، زكريا يتكلم علي علي صبري، وعلي صبري يتكلم علي زكريا
صدقي سليمان: لوكنا انتصرنا في 67، كانوا حيقولوا: ده أحسن نظام
عبدالمحسن أبوالنور: البلد مش مستحملة والأمريكان يريدون إسقاط عبدالناصر
في الحلقة الثانية من كتاب »ناصر 67 - هزيمة الهزيمة»‬ يواصل الكاتب الصحفي مصطفي بكري قراءته للمحاضر السرية لمجلس الوزراء واللجنة
التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي بعد 67، تبدوالمفاجآت والصدمات من الحوار وحدتها، والانتقادات التي وجهت إلي الكثير من الممارسات، وكان أكثر الحاضرين حدة هوجمال عبدالناصر.. إن قراءة هذه المحاضر السرية التي حصل عليها الكاتب من كريمة الزعيم الراحل - د. هدي عبدالناصر- بعد أن تم تفريغ شرائطها الصوتية، تكشف حقيقة ما كان يجري، وتوضح شفافية عبدالناصر وصراحته وسعيه الدؤوب لإنقاذ البلاد من خطر الانهيار بعد 1967.. إنني أتوقف هنا أمام الحوار الذي دار بين الرئيس جمال عبدالناصر وآخرين في أحد اجتماعات مجلس الوزراء في هذه الفترة والذي يوضح كيف كانت مافيا الفساد والإذلال تمارس مهامها من خلف ظهره.
لقد اشتكي حسين الشافعي قائلًا: »‬الموضوع طويل وصعب، ويمكن أساسه موضوع الثقة، كلمة سهل تتقال حاجات تتقال ومتتنفذش، عمليات تعيين يمكن التشكيك فيها مهما كانت دقيقة، بدأت ناس تتطاول.. اللي عايز يطلع من لجنة تصفية الإقطاع يدفع 10 آلاف جنيه لمصطفي عامر ويطلع منها!! العملية بالمقارنة كان فيها ظلم، ويمكن التقول عليها عمرنا ما مشينا من أول الثورة في هذا الطريق.
تجاوز الحراسات
وأضاف: »‬ابن أخويا متجوز من عائلة اتحطت عليها الحراسة -عائلة سوسة في المنوفية- دخلوا عليهم في نصف الليل، أي حاجة في سكتهم ياخدوها - مستحلينها!! حددوا إقامتهم، وبعدين ضابط البوليس ييجي يفتش علي الست موجودة أوموش موجودة! ده عمرنا ما حطينا في اعتبارنا من أول الثورة أي شيء بالنسبة لحرمات البيوت، دي بتسّمع في محيط واسع جدًا!». وقال د.الجيار: »‬أعرف ظروفه جيدًا -مراته بنت خالي وخالة مراتي- له ماضي وطني، خد كل جهده من الطب وحطه في فلاحة.. في عملية استصلاح أراضي، وقعد يصلح 20/25 سنة فلاحة، أوجد منها أرض ابتدأت تزرع يا دوبك، وضع عليه حراسة، بقي صعبان عليه الأرض يوم ما يبطل الطب، الأرض أهملت وملَّحت.. دي نفعلها؟!
وقال: »‬الواحد كان يتمني الإجراءات لا تثير الشفقة علي الإقطاع لكن»..
وقال عبدالناصر: انت ما اعطيتوش تعويض.
رد حسين الشافعي: الألف جنيه موجودة، هوقاعد عند بنته.
قال عبدالناصر: وبأي حق أخذت له تعويض؟
قال حسين الشافعي: الأرض بتاعت مراته.
قال عبدالناصر: واشمعني د.الجيار ياخد تعويض؟!
وأضاف: باتكلم علي المبدأ.
قال حسين الشافعي: ممكن يحصل مقاصة، دول ألف جنيه وموجودين يعني.
قال عبدالناصر: يعني يا حسين!
قال حسين الشافعي: القصد فيه مجال تاني، ناس بتزرع بالمشاركة، يقولوا المشاركة ممنوعة والقوانين مبتسمح بها! بتوع الاتحاد الاشتراكي يركزوا علي عمل عقود إيجار القريبين موجودين من المدينة يهددوا الناس لازم يعملوا إيجار، لما تمتنع عن الإيجار، لجان الفلاحين علي حس كده لا تدفع إيجار ولا مشاركة الناس مش عارفة تروح لمين ولا تشتكي لمين! في بعض الحالات حصل تشجيع الفلاحين لعدم دفع الإيجار، هز ثقة الناس في حقوقها وفي قدرتها علي المعيشة، بقت الناس تقول: لوالحكومة تاخدها خير! إنما الناس منها في بعضها تستبيح هذه الحقوق.
وعلق عبدالناصر علي حديث حسين الشافعي قائلًا: لي نقطة علي كلامك وكلام زكريا، محدش منكم كلمني في هذه المواضيع أبدًا! لكن أيام وجود عبدالحكيم ماحدش اتكلم معايا في هذه المواضيع أبدًا!
وقال موجهًا حديثه إلي حسين الشافعي: انت اتكلمت علي قرايبك واتكلمت مع عبدالحكيم، أنا لم أقبل المبدأ، كلام النهاردة بأسمعه لأول مرة!!
وقال حسين الشافعي: بهذا الشمول.. صحيح.
صدقي الوحيد!!
وقال عبدالناصر: بدي أسجل للتاريخ، الوحيد اللي اتكلم معايا في هذه
الموضوعات صدقي سليمان.. جاء لي البيت واتكلم معايا، وقلت له: روح
اللجنة، قال لي: لأ.. أفضل أروح لجنة الرقابة.
وأضاف عبدالناصر: كلام زكريا بأسمعه لأول مرة.. كتب لي ورقة من أسبوعين! الوضع يختلف بالنسبة لي.. إذا كنت سمعته ولم أقوم باتخاذ إجراء، كلام حسين الشافعي لازم يقال.. ننقد نفسنا نقد ذاتي، وقت وجود عبدالحكيم عامر أنا مكنتش بأعمل حاجة في الجيش!
وقال زكريا محيي الدين: انت بتحول الموضوع يا ريس! إحنا لما بنتكلم في هذه المسألة، لا يتطرق في ذهننا إنك عارف وساكت، لما بتتكون صورة دلوقت يمكن ماكانتش موجودة من قبل، إحنا شايفين صورة تكونت مع الزمن.
وتساءل عبدالناصر: يعني هذه الصورة شفتوها من 5 يونية؟ أصل ده تاريخ فاصل.. مابقولش 9 يونية.
وقال زكريا محيي الدين: إحنا كنا شايفين حاجات وإحنا جزء من النظام، الغلط علينا والصح لنا، شفت حاجات في وقتها، يمكن ماتكلمتش معاك وحكّمت عبدالحكيم.. أنا حروح أقول لك ده بيحصل؟! كنت بأفضَّل أقول لعبدالحكيم.
قال عبدالناصر: أنا الحقيقة قلت كمبدأ.. لوظلم قرايب حسين الشافعي ما أتدخل في الموضوع! النهاردة كلامك خطير جدًا!
أين الصحافة الحرة؟
وقال: الصورة اللي قدامي.. الجرايد تكتب كل يوم، بحثت كذا وعملت كذا وقررت كذا. أنا وقفت اتكلمت واتعملت اللجنة وبعثوا لي قواعد اللجنة، وبعثوا لي المحاضر.
وأضاف عبدالناصر: لما جالي صدقي كلمني، كلمت عبدالحكيم واعتقد إنه شاف صدقي واتكلم معاه، واتكلمت معاه في القوانين الثلاثة، اللجنة فيها من كل حتة وفيها عدد كبير، بنلوم مجلس الأمة أنهم لا يتكلموا!
اتكلموا
وقال عبدالناصر: لقد قلت سابقًا إن الكبار أصبحوا لا يتكلمون وعايز واحد يتكلم ولوتنقطع رقبته، إحنا أكبر هيئة في البلد، شايفين هذا الموضوع ومابنتكلمش!! تطلبوا مني أصلح إزاي؟! أنا عاجز إني أصلح!
وقال: أنا بقول علنًا، أنا في الجيش من سنة 62 كنت بأحاول ألم وما أعملش صدام قد يودي البلد في داهية! وانتوا تعرفوا هذا، وقلت لكم ده، في سنة 62 قبلت استقالة عبدالحكيم عامر، وانتم عندي في البيت، وفي الآخر قلت لكم:
سيبوني أفكر. ماكنتش عارف الموضوع، كان فيه ناس عايزة تعمل حاجات، وقعدت لميت عبدالحكيم عامر وبعدت نفسي عن الجيش.
وقال: النظام بقه روتيني مش عشان نمنع الكلام، أنا بثبت نظريتي وأثبت للتاريخ في هذه الجلسة أني بأسمع الكلام لأول مرة والوحيد اللي كلمني صدقي سليمان، صدقي لم يكلمني علي حوادث.
وهكذا استمر الحوار في اجتماع اللجنة التنفيذية العليا، وكان عبدالناصر يبدو مصدومًا من الحقائق التي سمعها في هذا الاجتماع.
التحرر من الخوف
ولذلك قال بعد استماعه للعديد من وجهات النظر: إذا أردنا نعمل خير في البلد دي، لازم نتحرر من الخوف أولًا.. ونحرر البلد من الخوف، ولا يمكن نعمل ده بإجراء ولا بكتابة ولا بقلم.. مش ممكن. ده هيكل يكتب لأني ضامنه، وهوعارف محدش حايمسه طالما أنا موجود، وإلا مكانش كتب علي »‬عزت سلامة»، وهوأخذ إذن مني وقلت له: اكتب، لكن مين يقدر يكتب إلا لما ياخد الأمان؟!
وأضاف: مهما قلت للناس.. تحررهم من الخوف؟! إذا كنا عايزين نضمن الأمن والسلام والطمأنينة في البلد، بنعمل معارضة في حدود معينة ومضبوطة.
وقال: بأقول إن إحنا نضبط نفسنا، بعدين نجيب المعارضة نقول لهم، اتفضلوا اعملوا حزب وإحنا حنعمل حزب. باعمل حزب -الاتحاد الاشتراكي موجود طبعًا- وباجيب كمال الدين حسين معارضة -هوأوبغدادي- وهما حييجوا الاثنين مع بعض- وكمال حسين منا، وأقول لهم: إحنا اختلفنا.. اتفضلوا.
وقال: رأيي مجلس الأمة زي ما قلته.. كلام فارغ، وفي نوفمبر ندعوالمجلس ونحله، ونطلع قانون إن فيه حزبين مش ثلاثة، ندخل الانتخابات في ديسمبر.
إذا كسبوا الانتخابات يستلموا البلد.. نسلمها لهم هما من الثورة، كسبنا إحنا الانتخابات بييجوا هما في المعارضة وعندهم جريدة معارضة. ما أجيبش فؤاد سراج الدين، دول معزولين ليس لهم حق هنا أوهنا. وبنعمل قانون ونشتغل كحزب ونخلص.
وقال عبدالناصر: أنا ضد نظام الحزب الواحد، الحزب الواحد تعبير عن ديكتاتورية طبقة أوديكتاتورية حاكم.
وقال: من أول الثورة، يوم 27 يوليو، المجلس قال رأيه في الديمقراطية،
طلعت أنا الوحيد اللي صوَّت مع الديمقراطية والباقي صوَّت مع
الديكتاتورية، وقلت لهم: سلام عليكم وروَّحت.. هذا الكلام حصل.. وقعدوا..
وجاء لي ناس من الجيش، وقالوا لي: إزاي تروح؟! بنشطب كل القيادة.
وقال: إذا كنا يوم 27 يوليوبنعمل كده.. وانت ماشي، جاء لي جمال سالم بعدها بيومين، وقال لي: إحنا قبلنا رأيك، وبهذا انت نفذت ديكتاتوريتك علينا، ونفذت الديكتاتورية اللي بنادي بها لأن الأغلبية خضعت للأقلية.
خايف علي المستقبل
وقال عبدالناصر: النهاردة إحنا إذا ماعملناش كده مانعرفش مين حيستلم البلد في المستقبل؟ وإيه الضمانات؟! واللي وصلنا لدرجة إن إحنا نخاف نتكلم أونستحي نتكلم أونقبل أوضاع مش عجبانا، ممكن يحصل في المستقبل أسوأ منه بكثير.
وأضاف عبدالناصر في محضر لقاء اللجنة التنفيذية العليا في 3 أغسطس 67: بنظم الحزبين، نعمل قانون.. البلد فيها حزبين.. ده كذا وده كذا، والمؤسسون للحزب الفلاني إحنا، واللي عاوز ينضم، ودي عملية ممكن تنظيمها بقانون، وأي تنظيم خلافهما يعتبر خارجا عن القانون.
وقد علق صدقي سليمان علي طرح عبدالناصر بقوله: إذا افترضنا قيام حزبين، ده برضه افتراض بعيد في نظري، لابد أن يقوم صراع عنيف بين الحزبين! فيه حزب عنده إنتاج وحكومة وأسباب الرزق والثاني معندوش، وتساءل صدقي سليمان قائلًا: هل هناك مصلحة أن نكتل المعادين؟!
واستمر الحوار مطروحًا أيضًا في جلسة اجتماع أعضاء اللجنة التنفيذية العليا في 4 أغسطس 1967، وبدأ عبدالناصر جلسة الاجتماع بالقول: يجب أن نحرر البلد من النظام المقفول بأي شكل وننقل البلد إلي نظام مفتوح.
أيام صعبة
وقال أنور السادات: الحقيقة اليومين اللي فاتوا، الواحد عاشهم صعب قوي من التفكير في المستقبل.. حارجع يومي 9، 10 يونيه، طلعوا الناس ومحدش طلعهم أبدًا، والحقيقة هما حاطين جمال في وضع معين مايخرجش من ذهنهم، إن ده لا ينفصل عن النضال، الكفاح والكرامة والصلابة وطلعوا زي المجانين.
وقال: الكلام عن الحزبين لما قيل في المجلس، صادف قبول لدي بعض الأعضاء، وده مجلسنا اللي بقالنا 4 سنين بنبني فيه -عايز أتصور الوضع يوم ما يعملوا الحزبين- يقعدوا في المجلس ويتناحروا في الظروف اللي إحنا فيها النهاردة.
وقال: كمال الدين حسين بالذات، لما ييجي رئيس حزب هيعمل إيه؟ من واقع معيشتي معاه، كمال حسين اختلف ليه، بغدادي اختلف ليه، لما أعرف أساس خلافه أعرف هوحيمشي علي فين.
وأضاف: أساس خلاف كمال الدين حسين انفعال شخصي هوفي تصوري صراع علي السلطة مع الرئيس! ورفضه رفضًا باتًا أنه يفهم أنه فيه رئيس وفيه ناس تمشي، وفيه معاني أكبر من الأشخاص ومعاني أكبر من أي انفعالات.
وبدأ يسرد وقائع الخلاف محذراً منه مضيفاً أنا مختلف مع الرئيس في أنه راجل ومننا، المركز يخليه لطيف وعال، يا يقلبه إلي شيطان ينسي كل شيء وينكر كل شيء، بل أكثر يقول، هايخرب الدنيا! في رأيي إذا كان ولابد أن نأخذ ولوأني مش موافق أبدًا، يبقي واحد جديد وفيه ناس كتير ملتزمين بالميثاق، ده كل همه الهدم.
وقال عبدالناصر في رده علي المناقشات: عيب نظامنا الناس اللي في النظام بيتكلموا علي بعض! زكريا اتكلم علي علي صبري والعكس، في وقت ما حصل في البلد، أوده اتكلم علي الاتحاد وده اتكلم علي الحكومة.
وقال: باقول لما نقعد هنا كل واحد ينتقد الآخر، كان فيه صراعات علي
القوة.. بهذا الموضوع لا يمكن نمشي، لأن إذا إحنا فسخنا النظام نبقي نقول عايزين نظام إيه يقعد؟! إحنا اللي بنفسخ وإحنا اللي بنهده وبنخلص عليه!!
وقال عبدالناصر: باسأل نفسي هاودي البلد فين بالنظام المتفسخ المتعفن من جميعه؟! هاودي البلد فين؟! وأنا قبل العدوان، ويمكن قعدت مع أنور السادات واتكلمت في جلسة طويلة في أوضاع شايفها ومش عارف أحلها، وبقيت أقول له: إلي أين المفر؟! قبل العدوان بحوالي شهرين ثلاثة.. إلي أين المفر؟!
هيكل خايف
وأضاف عبدالناصر: وبعدين أنا أعطيكم مثل علي اللي حصل وقلته إمبارح.. هيكل كلمني عن التعليم العالي، وقال لي: فيه كلام عن التعليم العالي
وقال: إنه خايف! وأنا الحقيقة قلت له: إذا كنت خايف يبقي الواحد كفر!
وقال: لقد قلت له إيه.. ليك رأي في الموضوع؟
قال: أيوة.. بس خايف!، قلت له: طيب دي مصيبة! أنا بدأت أيأس لأني مش لاقي واحد يقول الحقيقة إن شاء الله تنقطع رقبته! مين هيقطع رقبتك؟ وهوعارف إن ماحدش هيقطع رقبته لأني مؤيده.
ودار حوار مطول حول الشخصية المطروحة لتأسيس الحزب المعارض وهنا تدخل عبدالناصر قائلًا: أنا أصلًا داخلة في مخي جدًا حكاية كمال الدين حسين بالذات، لأني عارف إنه مناضل، هايقعد يشتغل 24 ساعة.
وقال عبدالمحسن أبوالنور: ممكن يحارب علي أساس سليم المسألة هي غياب التنسيق بيننا.
وأضاف: المحافظة فيها ثلاثة بيحاربوا بعض، المحافظ، مدير الأمن، أمين الاتحاد الاشتراكي، لا يمكن أخلي أكبر ثلاثة في المحافظة، لا يكمل أي منهم اختصاصاته، صراع وحروب، لأنهم ينتمون إلي جهاز واحد لم يضع لهم أي حدود ولا اختصاصات!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.