تنسيقية الأحزاب: إقبال ملحوظ للناخبين على لجان المنيب في انتخابات النواب    حضور كثيف من المواطنين بالبحيرة للإدلاء بأصواتهم في اليوم الثاني بانتخابات النواب    بعد طرح 25 ألف وحدة سكنية.. رابط وطريقة التسجيل ب منصة مصر العقارية    وزير الخارجية التركي: نتابع عن كثب جهود البحث والإنقاذ فيما يتعلق بالطائرة المنكوبة    السفير الفلسطيني بالقاهرة يشيد بالدور المصري في دعم فلسطين ورفض مشاريع التهجير    ليفاندوفسكي يؤكد رغبته في الاستمرار مع برشلونة    الزمالك يشكو زيزو رسميًا للجنة الانضباط بسبب تصرفه في نهائي السوبر    تجديد حبس 11 متهمًا استغلوا أطفالًا في التسول بالجيزة    السيطرة على حريق في مخزن كارتون بالغربية دون إصابات بشرية    القاهرة السينمائي يعلن القائمة النهائية لبرنامج أفلام العروض الخاصة في دورته ال46    أمين بدار الإفتاء يعلق على رسالة انفصال كريم محمود عبد العزيز: الكلام المكتوب ليس طلاقا صريحا    مأساة على الطريق الزراعي.. سيارة تدهس عابر طريق وتودي بحياته في لحظات    مراسل «القاهرة الإخبارية» من البحيرة يرصد عملية مراقبة لجان الانتخابات البرلمانية    لحاملي بطاقات الصحافة.. المهرجان يتيح الحجز الإلكتروني المبكر لتذاكر عروض القاهرة السينمائي    هل الحج أم تزويج الأبناء أولًا؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف نتغلب على الضيق والهم؟.. أمين الفتوى يجيب    التعامل ب البيتكوين.. المزايا والمخاطر!    محافظ الإسكندرية: انتخابات النواب 2025 تسير بانضباط في يومها الثاني    تمكين الشباب وتحقيق التنمية المستدامة.. عادل زيدان يُشيد بدعم الدولة للقطاع الزراعي ودور الرئيس السيسي في نهضة الصعيد    مسار يكتسح 15 أغسطس بخماسية في مجموعة الموت بدوري أبطال أفريقيا للسيدات    محافظ المنيا مشيدا بالناخبين: حريصون على المشاركة فى العرس الديمقراطى    المنظمة الدولية للهجرة تحذر من قرب انهيار عمليات الإغاثة في السودان    ممداني وهاشمى وحمود وبيضون..فوز مرشحين مسلمين في انتخابات البلديات هل يغير السياسة الأمريكية المنحازة للصهاينة ؟    الأهلي يواصل استعداداته لمواجهة سموحة في سوبر اليد    أوغندا تهزم فرنسا في كأس العالم للناشئين وتتأهل "كأفضل ثوالث"    الفريق ربيع عن استحداث بدائل لقناة السويس: «غير واقعية ومشروعات محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ»    فريق طبي بمستشفى العلمين ينجح في إنقاذ حياة شاب بعد اختراق سيخ حديدي لفكه    الجيش الملكي يعلن موعد مباراته أمام الأهلي بدوري أبطال إفريقيا    «تعثر الشرع أثناء دخوله للبيت الأبيض».. حقيقة الصورة المتداولة    الاتحاد الأوروبي يخطط لإنشاء وحدة استخباراتية جديدة لمواجهة التهديدات العالمية المتصاعدة    بعد أزمة صحية حادة.. محمد محمود عبد العزيز يدعم زوجته برسالة مؤثرة    «الهولوجرام يعيد الكنوز المنهوبة».. مبادرة مصرية لربط التكنولوجيا بالتراث    توافد الناخبين على لجنة الشهيد إيهاب مرسى بحدائق أكتوبر للإدلاء بأصواتهم    حادث مأساوي في البحر الأحمر يودي بحياة نجل المرشح علي نور وابن شقيقته    ليفربول يبدأ مفاوضات تجديد عقد إبراهيما كوناتي    الحكومة المصرية تطلق خطة وطنية للقضاء على الالتهاب الكبدي الفيروسي 2025-2030    غضب بعد إزالة 100 ألف شجرة من غابات الأمازون لتسهيل حركة ضيوف قمة المناخ    عمرو دياب يطعن على حكم تغريمه 200 جنيه فى واقعة صفع الشاب سعد أسامة    تقنيات جديدة.. المخرج محمد حمدي يكشف تفاصيل ومفاجآت حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي ال46| خاص    «هيستدرجوك لحد ما يعرفوا سرك».. 4 أبراج فضولية بطبعها    بعد قليل.. مؤتمر صحفى لرئيس الوزراء بمقر الحكومة فى العاصمة الإدارية    طقس الخميس سيء جدًا.. أمطار وانخفاض الحرارة وصفر درجات ببعض المناطق    شاب ينهي حياة والدته بطلق ناري في الوجة بشبرالخيمة    دار الافتاء توضح كيفية حساب الزكاة على المال المستثمر في الأسهم في البورصة    الكاف يعلن مواعيد أول مباراتين لبيراميدز في دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. ندوة علمية حول "خطورة الرشوة" بجامعة أسيوط التكنولوجية    الرئيس السيسي يوجه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي    بعد غياب سنوات طويلة.. توروب يُعيد القوة الفنية للجبهة اليُمنى في الأهلي    إقبال على اختبارات مسابقة الأزهر لحفظ القرآن فى كفر الشيخ    إدارة التعليم بمكة المكرمة تطلق مسابقة القرآن الكريم لعام 1447ه    وزير الصحة يؤكد على أهمية نقل تكنولوجيا تصنيع هذه الأدوية إلى مصر    محافظ قنا وفريق البنك الدولي يتفقدون الحرف اليدوية وتكتل الفركة بمدينة نقادة    انتخابات مجلس النواب 2025.. توافد السيدات والفتيات على لجان الاقتراع بالمنيا    بنسبة استجابة 100%.. الصحة تعلن استقبال 5064 مكالمة خلال أكتوبر عبر الخط الساخن    معلومات الوزراء يسلط الضوء على جهود الدولة فى ضمان جودة مياه الشرب    بينهم أجانب.. مصرع وإصابة 38 شخصا في حادث تصادم بطريق رأس غارب    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ناصر 67.. هزيمة الهزيمة
نشر في أخبار اليوم يوم 17 - 11 - 2017


قراءة في المحاضر السرية »1»‬
عبدالناصر يقول: البلد اتحولت ل»‬تكية» والسبب »‬النظام المقفول»
سيد مرعي: الصراع الداخلي وتداخل الاختصاصات..السبب
عبدالناصر: إذا أردتم حماية البلد من الفساد لابد من السماح بحزب معارض للاتحاد الاشتراكي
عبدالناصر: لو استمرينا في السكة اللي إحنا فيها حنودي البلد في مصيبة!!
كمال الدين رفعت: الديمقراطية لن تتحقق بوجود حزبين، وعلينا أن نبحث عن حلول غير تقليدية!!
النبوي المهندس: تساؤلات مشروعة عن شكل المعارضة الجديدة
وعبدالناصر يرد: نظامنا فيه عيوب كتيرة والمستقبل غامض
عبدالناصر: شمس بدران طلع إجازة هو ومراته 3 شهور ومحافظ مطروح
كان بيسليه، وحسن خليل بني له فيلا فوق عمارة وتحدي الجميع!
أنور السادات: لو عبدالناصر قال ليّ افتحها سأفتحها فورًا
وناصر يرد: الله عليك يا أنور يا بتاع الديمقراطية
في الخامس عشر من يناير 2018 تحل الذكري المئوية لميلاد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث تجري احتفالات رسمية وشعبية بهذه الذكري تحت إشراف وزارة الثقافة المصرية.. وابتداء من هذا العدد تنشر »‬أخبار اليوم» مقتطفات من أهم المحاضر السرية لمجلس الوزراء واللجنة التنفيذية العليا من بعد عدوان 1967، والتي تناولت تقييم المرحلة السابقة وتصورات مرحلة ما بعد العدوان..وفي الجزء الأول من تلك المحاضر التي ستصدر في عدة كتب عن المكتبة الأكاديمية في هذه الذكري تنفرد »‬أخبار اليوم» بنشر وقائع مذهلة وصادمة تضمنتها هذه المحاضر الموثقة في تسجيلات صوتية حصل عليها الكاتب من كريمة الزعيم الراحل -د. هدي عبدالناصر-..ولعل أكثر القضايا إثارة التي ننشر حلقتها الأولي هي المتعلقة بنقد الذات والبحث عن الديمقراطية والحياة الحزبية..لم يكن عبدالناصر ديكتاتورًا، كان عبدالناصر يقود ثورة تواجه قوي عتيدة داخلية وخارجية، لا هدف لها سوي القضاء علي الثورة وأهدافها.
بعد نكسة يونيو 1967، عاد الحديث يتصاعد عن ضرورات المعارضة وتشكيل الأحزاب، وتطوير أداء التنظيم السياسي الحاكم في هذا الوقت (الاتحاد الاشتراكي العربي).
وجنبًا إلي جنب مع حركة البناء العسكري والاقتصادي كان عبدالناصر يطرح هذه القضية بشكل دائم ومستمر في اجتماعات مجلس الوزراء واجتماعات اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي؛ التي يُكشف النقاب عن محاضرها السرية كاملة للمرة الأولي، بعدما حصلت عليها من الدكتورة هدي عبدالناصر كريمة الزعيم الراحل التي قامت والفريق الذي معها بتفريغ شرائط الكاسيت التي سجلت هذه الاجتماعات في واحدة من أخطر فترات التاريخ المعاصر.
وتوضح المحاضر السرية المذهلة، التي ستصدم الكثيرين وسترد علي الكثير من المعلومات المغلوطة والادعاءات الزائفة، أن عبدالناصر كان صادقًا في رؤيته، صريحًا في انتقاداته، واعيًا بحقائق التغيير وضروراته، حيث كثَّف بعد نكسة 1967 من اجتماعات مجلس الوزراء الجديد، وكذلك اجتماعات اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي وغيرها من مؤسسات الدولة المصرية.
وفي هذه الاجتماعات التي تناولت كافة القضايا العسكرية منها والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، كان عبدالناصر قاسيًا في نقد الذات وانتقاد من حوله، وراح يفتح الحوار حول متطلبات المرحلة الآنية والمستقبلية.
وفي هذا الكتاب، يتركز الحوار -من خلال الاستعانة بالمحاضر السرية لاجتماعات مجلس الوزراء واللجنة التنفيذية العليا- علي قضية الحرية والشفافية والحياة الحزبية، والحوارات الحادة والصريحة التي جرت بين عبدالناصر وكبار المسئولين في الدولة في أعقاب النكسة بأسابيع قليلة.
نقد الأوضاع
وفي الاجتماع الذي عقده مجلس الوزراء في 30 يوليو 1967، تحدث عبدالناصر عن انتقاده للأوضاع السائدة ومنها قضية الاشتراكية التي رأي عبدالناصر أن البعض يتعامل معها في التطبيق، علي أنها »‬تكية»، وهو ما رد عليه عبدالوهاب البشري بالقول: »‬إن العيب ليس في الهيكل التنظيمي، فهو سليم ومستند إلي أسس سليمة، لكن المشاكل متعلقة بأسلوب العمل وسلوك الأفراد»، وتحدث هنا أيضًا عن قصور واضح في أداء التنظيم السياسي (الاتحاد الاشتراكي العربي).
لقد رد عبدالناصر علي الملاحظات التي طرحها البشري وكمال الدين رفعت في هذا الاجتماع والخاصة بالإدارة وعلاقتها بالتنظيم السياسي بالقول: »‬أنا رأيي إن الإدارة الرأسمالية هي الإدارة الناجحة، وأنه يجب أن نتبع أسلوب إن إحنا بناخد الشخص الصحيح والشخص غير السليم يمشي، وإلا إذا ماكنتش العملية بهذا الشكل وبقينا بناخد ناس ونكدسها ونديهم ماهيات أول الشهر مهما حصل لن يحدث شيء».
وقال: »‬النظام الرأسمالي نظام معروف، كل واحد ماشي كويس قاعد في الشغل، أما إذا كان مش ماشي كويس بيمشي، وبدون هذا الموضوع لن تستقيم العملية كلها».
وانتقد عبدالناصر في هذا الاجتماع الفصل بين الوضع الإداري والوضع السياسي، وتساءل عن وضع الاتحاد الاشتراكي الحالي، وقال: »‬هل يحتاج الأمر إلي أن إحنا نعمل حزب، وندخل مرحلة جديدة، نخلي الاتحاد الاشتراكي يجمع الجماهير، ثم نعمل حزب».
وقال: »‬أنا بقول نعمل حزب فكر، وبيجمع هذا الحزب الناس اللي علي رأي واحد وفكر واحد، ويبقي له مبادئ واضحة».
وقال: »‬النهاردة الحقيقة الحكاية هايصة، ومن الكلام اللي أنا سمعته في الجلسات اللي فاتت واللي كنت أحب أسمع منه، بيبان إن لكل واحد حزب فعلًا، كل واحد حزب منفصل بذاته!!».
عيب المجتمع
وقال عبدالناصر: »‬العيب في الاتحاد الاشتراكي هو عيب المجتمع بتاعنا، وهوَّ التناقض الموجود بين الطبقات في هذا المجتمع».
وتساءل عبدالناصر: »‬الاتحاد الاشتراكي اللي في وزارة الثقافة، هل هوَّ بتاع ثروت عكاشة واللا بتاع عبدالمحسن أبو النور؟!».
وفي هذا الاجتماع دار حوار مطول حول المسئول الإداري وعلاقته بالتنظيم السياسي، وهو ما دعا علي صبري إلي القول: »‬إن الوزير ماهواش محترف سياسي، إنما باعتبر الوزير هنا في إطار الجهاز السياسي، يكون ملتزم بكل التعليمات السياسية والإدارية الموكولة إليه».
وقد تطرق الحوار في هذه الجلسة إلي ممارسات مجلس الأمة، وقال عبدالناصر: »‬البرلمان عندنا 360 حزب، في إنجلترا تجد رأيين.. حزب العمال له رأي، وحزب المحافظين له رأي، وفيه تقاليد بالنسبة لهذه العمليات، أما إحنا عندنا طبعًا فيه ناس مهابيل، وفيه ناس متصورة إن هذا الكلام بيبين إنه جدع!!».
وفي الثاني من أغسطس عقد مجلس الوزراء اجتماعًا هامًا برئاسة الرئيس جمال عبدالناصر، بهدف البحث عن مخرج من أزمة التنظيم الواحد وآليات التواصل الجاد مع الجماهير، حيث تركز الاجتماع حول ثلاث قضايا هامة:
- إنشاء حزب سياسي معارض، يستطيع أن يقود المعارضة في الفترة القادمة إلي جانب التنظيم السياسي الحكومي (الاتحاد الاشتراكي العربي).
- العلاقة بين الاتحاد الاشتراكي ومجلس الأمة وفك الاشتباك الدائر بينهما حول الاختصاصات.
- سبل مكافحة الفساد الإداري واستغلال النفوذ.
وكان المهندس سيد مرعي أول من فتح باب النقاش في هذا الاجتماع حول العلاقة بين اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي ومجلس الأمة، عندما قال إن صورة هذه العلاقة أصبحت موضع تساؤلات كبيرة بسبب التداخل في الاختصاصات والصراع الداخلي.
أمراض النظام
هنا كان رد عبدالناصر واضحًا وصريحًا عندما قال: »‬بيتهيألي إن السؤال سابق لأوانه، لازم عشان نجاوب عليه، لازم نجاوب أولًا علي عدة أسئلة»، وقال: »‬المشاكل التي تواجه النظام اللي إحنا بتشتغل به، والأمراض التي تواجه النظام اللي إحنا بنشتغل به، إحنا مشينا من تجربة هيئة التحرير، ثم إلي الاتحاد القومي، ثم الاتحاد الاشتراكي، وكنا بنتكلم عن عيوب الاتحاد الاشتراكي».
وقال: »‬انتم اتكلمتم علي عموميات بالنسبة للفترة اللي فاتت، وأنا كنت شايف عيوب كثيرة بالنسبة للفترة اللي فاتت، أول هذه العيوب إن المجتمع بتاعنا مجتمع مقفول، ويمكن أنا يوم ما كنت في مجلس الأمة واتكلمت علي هذه المواضيع وقلت: مجلس الأمة وضعه إيه؟، مجلس الأمة بيمثل مين؟، وهل مجلس الأمة بيمثل الاتحاد الاشتراكي؟!».
وقال عبدالناصر: »‬في الحقيقة هذا الموضوع بافكر فيه دلوقت، وكنت بافكر فيه قبل كده وفكرت فيه من مدة.. وده قد يستدعي حاجات كتيرة يجب أن نفعلها، بحيث يصبح المجتمع بتاعنا مجتمعًا مفتوحًا، والعمل السياسي بتاعنا يبقي عمل سياسي مفتوح مش عمل سياسي مقفول».
غياب النقد وقال: »‬طالما الناس اللي في السلطة حاسة إن مافيش حد هيقول لهم انتم ليه بتعملوا كذا، أنا في رأيي هندخل علي مرحلة فساد، وهندخل علي مرحلة أعلي».
وقال عبدالناصر: »‬أنا قلت في الجلسة اللي قبل اللي فاتت، إن إحنا كنا فكرنا، وأنا كنت بفكر إن لابد من أن تكون هناك معارضة منظمة للحكومة، يعني معارضة حقيقية».
معارضة هُزء!!
وقال: »‬معارضة منظمة يعني إيه؟ النهاردة لما يقف سعد أمين عز الدين وهو بيتكلم أي كلام بيضحكوا عليه!! انت عارف سعد عز الدين، يقدر يقول أي كلام، تعتبره هو معارض واللا مش معارض، متعرفش، قد يكون مرة معاك ومرة مش معاك، لكن أهو بيقدر ياخد خطوة، لكن مين هو سعد أمين عز الدين ده؟ وصفته إيه، وممثل إيه، وعمل إيه، يعني مفيش أي حاجة!! وهكذا يعني حتي المعارضة اللي موجودة النهاردة في مجلس الأمة -الفردية- معارضة هزء جدًا ولا يمكن أن تؤدي الغرض، وأيضًا معارضة جبانة، ويعني لا تستطيع نظرًا لأن النظام مقفول إنه يقول إن أنا شايف سيد مرعي عيِّن ناس من العزيزية، وجاب أهل بلده وبتاع، ومفيش عدالة في الحتة دي! أنا باقول هذا مثلًا علي أساس إن الكلام معاك يعني!!» (ضحك)
أين سيادة القانون؟
وفي مقطع آخر من الحوار في هذه الجلسة تطرق عبدالناصر إلي مبدأ سيادة القانون وقال: »‬فيه حاجات كتير اتعملت -وبعضكم هنا أيضًا عارف إنها اتعملت- لو كان فيه نظام مفتوح ماكانتش كده!، أنا بقول: عايزين ده الموضوع الأساسي اللي إحنا نتكلم فيه، وماتقولش إن الاتحاد الاشتراكي مش فاهم عمل إيه وسوَّي إيه! كل دي عمليات يمكن حلها، سهل، ولكن نقول: عايزين.. سيادة القانون، مهما قلنا، ما أنا قلت في خطبي سيادة القانون قبل ما تقولوها.. يعني قبل ما يقولها عصام حسونة هنا في المجلس.. مش كده؟!».
وقال بحسم: »‬أنا في رأيي إنه لابد أن تكون هناك معارضة.. ومعارضة حقيقية.. وقال: »‬ميزة المعارضة، إنها حتصطادلك الغلط، مطلوب مني أنا أن أقوِّم أخطاء الدنيا كلها! أنا آسف لن أستطيع.. لا يمكن».
وقال: »‬أنا متصور إن إحنا لو مشينا في السكة اللي إحنا ماشيين فيها دي نبقي لبِّسنا البلد مصيبة كبيرة جدًا.
وأدار عبدالناصر حوارًا خلاقًا حول هذه القضية مع الوزراء الذين راحوا يتبارون في توجيه الانتقادات وطرح الاقتراحات بهدف الوصول إلي صيغة توافقية لحل هذه الأزمة.
النظام المقفول
وفي هذا الإطار أكد عبدالعزيز السيد أن أي نظام إذا كان مبنيًا -مهما كانوا صالحين- نظام مقفول، سيؤدي إلي نفس النتيجة، ونظام الحزب الواحد يؤدي إلي ذلك.
وقال سيد مرعي: »‬أنا واحد لا أنكر أن الاتحاد الاشتراكي قام بمجهود كبير، ولكنني اتساءل: لماذا لم ينجح في شد الجماهير إليه؟ ولماذا لم ينجح مجلس الأمة؟».
وقال: »‬إن السبب هو أن آراء الناس لا تُسمع في أي موضوع من المواضيع البسيطة، وهذا أمر يجب النظر إليه بشكل جاد».
وأكد علي ضرورة أنه ومن داخل الاتحاد الاشتراكي يجب أن يكون هناك حزبان كاملان، وقال إن إيجاد معارضة لأجل المعارضة خطير، وقد يؤدي إلي نتائج خطيرة، إنما إيجاد حزب في داخل إطار معين بيجمعه، ورئيس هذا الإطار لابد أن يكون محايدا حيادا كاملا بين الحزبين، ولا يرجح كفة علي كفة».
أما كمال الدين رفعت فقد قال: »‬الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق لمجرد وجود حزبين أو أكثر، ولكنها تتحقق بنوع وتوازن القوي السياسية نفسها في المجتمع مع النظام الاقتصادي أو القوي الاقتصادية الموجودة، وهذا هو الذي يحدد دور المعارضة».
أما النبوي المهندس، فقد قال: »‬مفيش خلاف بيننا جميعًا، والمعارضة لابد أن تقوم، وهي أمر واجب ولكن الخلاف في الثوب الذي ترتديه هذه المعارضة».
وقام النبوي المهندس بتوجيه سؤال إلي الرئيس عبدالناصر بقوله: »‬لقد طرحت موضوع المعارضة، ولكن شايف المناقشة ماشية علي ضوء: هل هناك حزبان أم حزب واحد أم لجنة مركزية، هل سيادتك هتكتفي بعمل الاتحاد الاشتراكي وحده، وتكوين لجنة مركزية منبثقة عن المؤتمر العام أم أن سيادتك هتعمل حزب واحد، أم أن سيادتك قابل بفكرة وجود حزبين؟».
عيوب النظام
وقال عبدالناصر مجيبًا علي هذا السؤال: بكل أسف أنا معنديش فكرة راسخة في رأسي، عايزكوا تنوروني يعني وتتكلموا، أنا باقول إن النظام اللي إحنا مشينا بيه لغاية النهارده، ثبت أنه فيه عيوب كبيرة جدًا، ده الكلام اللي أنا قلته، وقلت بعض هذه العيوب -فيه عيب في النظام وده كلامي- وممكن أنا أمشي سيادة القانون، وممكن ييجي غيري ما يمشيش سيادة القانون».
وقال عبدالناصر: »‬النظام فيه عيوب كبيرة جدًا، وهذا العيب إن النظام مقفول، وإن النقاء اللي كان فيه في الأول بيقل، النقاوة اللي كانت موجودة بتقل، ليه؟ ناس كبرت وناس كتير محسوبين علي النظام، ده كبر هنا، وده كبر هنا، وده عايز يبقي كذا وده عايز يبقي كذا!! وإذا فيه طبقة جديدة طلعت..
وقال عبدالناصر: »‬طيب كيف تؤمن البلد من هذه المحظورات كلها بحيث إنك تعمل تنظيم، نمشي ونضمن للبلد سلامتها في كل الأحوال وفي كل الظروف؟ هو ده الموضوع اللي أنا طارحه أنا تساءلت: هل حزب؟ هل حزبان؟ هل معارضة؟ هل إيه؟ هل إيه، أنا بسأل هذا السؤال مش من دلوقتي، أنا اتكلمت هذا الكلام، يمكن من ثلاث سنوات، أنا كنت شاعر بمخاطر كبيرة جدًا علي المستقبل من ثلاث سنوات، وكنت أشعر برضه إن فيه ناس كان ليهم نقاء ثوري ابتدي يضيع من التحريف في المبادئ والتحوير أيضًا.. ابتدي يضيع، وابتدي يعني يبان، والقلق.. أنا مش قلق علي النهارده، أنا قلق علي بكرة، واللا ايه؟».
المستقبل الغامض
وقال عبدالناصر منتقدًا سلوك بعض القيادات التي استوحشت في فسادها بدون رقابة: »‬شمس بدران، لما يطلع يقعد 3 شهور هو ومراته، وبعدين يبعت ياخد محافظ مطروح يسليه عشان عنده انهيار عصبي، ولما حسن خليل يبني له فيلا فوق عمارة كل ده يجعلنا نراجع المواقف».
وعندما جري حوار بين زكريا محيي الدين وأنور السادات حول الديمقراطية، قال أنور السادات: »‬الوضع في ايدين الرئيس الكبير، لو قال افتح أفتحها بكرة الصبح، المجلس جاهز من بكرة يقف ويعمل مبارزات، وأنا شاعر أنه ملتزم».
هنا رد عليه عبدالناصر ساخرًا: »‬يا سيد أنور.. يا بتاع الديمقراطية!!».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.