نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    أستاذ اقتصاد: التعويم قضى على الطبقة المتوسطة واتمنى ان لا أراه مرة أخرى    الشرطة: نحو 50 محتجا يواصلون الاختباء بجامعة ألمانية    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    فلسطين.. تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي على المناطق الشرقية لدير البلح وسط قطاع غزة    خالد جلال: مدرب الترجي يعتمد على التحفظ    هيثم عرابي: فيوتشر يحتاج للنجوم.. والبعض كان يريد تعثرنا    انتهاء الموجة الحارة.. الأرصاد الجوية تكشف حالة الطقس اليوم    عائشة بن أحمد تكشف سر العزوبية: أنا ست جبانة بهرب من الحب.. خايفة اتوجع    هشام ماجد: «اللعبة 5» في مرحلة الكتابة.. وهذه قصة صداقتي مع شيكو    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    بايدن: لن نرسل قوات أمريكية إلى هايتى    وزير خارجية السعودية يبحث هاتفيًا مع رئيس وزراء فلسطين الأوضاع فى الضفة وغزة    السفير رياض منصور: الموقف المصري مشرف وشجاع.. ويقف مع فلسطين ظالمة ومظلومة    بوتين يصل إلى بيلاروس في زيارة رسمية تستغرق يومين    كسر محبس مياه فى منطقة كعابيش بفيصل وانقطاع الخدمة عن بعض المناطق    وفد قطرى والشيخ إبراهيم العرجانى يبحثون التعاون بين شركات اتحاد القبائل ومجموعة الشيخ جاسم    وليد صلاح الدين: لدىّ ثقة كبيرة فى فوز الأهلي بأفريقيا وهدف مبكر يربك الترجى    الزمالك ضد فيوتشر.. أول قرار لجوزيه جوميز بعد المباراة    منتخب مصر يخسر من المغرب فى ربع نهائى بطولة أفريقيا للساق الواحدة    سيد معوض يكشف عن روشتة فوز الأهلي على الترجي    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الجمعة 24 مايو 2024    إصابة 5 أشخاص إثر حادث اصطدام سيارة بسور محطة مترو فيصل    «حبيبة» و«جنات» ناجيتان من حادث معدية أبو غالب: «2 سواقين زقوا الميكروباص في الميه»    تمنحهم رعاية شبه أسرية| حضن كبير للأيتام في «البيوت الصغيرة»    متحدث الوزراء: المجلس الوطني للتعليم والابتكار سيضم رجال أعمال    تشييع جثمان شقيق مدحت صالح من مسجد الحصرى بعد صلاة الجمعة    أصداء «رسالة الغفران» في لوحات عصر النهضة| «النعيم والجحيم».. رؤية المبدع المسلم وصلت أوروبا    الهندية كانى كسروتى تدعم غزة فى مهرجان كان ب شق بطيخة على هيئة حقيبة    كاريكاتير اليوم السابع.. العثور على مومياء أثرية ملقاة بالشارع فى أسوان    وفاة إيراني بعد سماعه نبأ تحطم مروحية رئيسي، والسر حب آل هاشم    سورة الكهف مكتوبة كاملة بالتشكيل |يمكنك الكتابة والقراءة    يوم الجمعة، تعرف على أهمية وفضل الجمعة في حياة المسلمين    شعبة الأدوية: التسعيرة الجبرية في مصر تعوق التصدير.. المستورد يلتزم بسعر بلد المنشأ    الصحة العالمية تحذر من حيل شركات التبغ لاستهداف الشباب.. ما القصة؟    بعد تثبيت الفائدة.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 24 مايو 2024    وفد قطري يزور اتحاد القبائل العربية لبحث التعاون المشترك    المعمل الجنائي يفحص آثار حريق داخل محطة تجارب بكلية الزراعة جامعة القاهرة    مقتل مدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية: "مش عايزها تاخد دروس"    سعر الدولار مقابل الجنيه بعد قرار البنك المركزي تثبيت أسعار الفائدة    إخفاء وإتلاف أدلة، مفاجأة في تحقيقات تسمم العشرات بمطعم برجر شهير بالسعودية    استقالة عمرو أنور من تدريب طنطا    إصابة فتاة إثر تناولها مادة سامة بقنا    حظك اليوم برج الحوت الجمعة 24-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. فرصة للتألق    حظك اليوم برج الجدي الجمعة 24-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    خبطة في مقتل.. تفاصيل ضبط ترسانة من الأسلحة والمخدرات بمطروح    مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: الحصول على العضوية الكاملة تتوقف على الفيتو الأمريكي    افتكروا كلامي.. خالد أبو بكر: لا حل لأي معضلة بالشرق الأوسط بدون مصر    أسعار الدواجن البيضاء في المزرعة والأسواق اليوم الجمعة 24-5-2024    «صحة البرلمان» تكشف الهدف من قانون المنشآت الصحية    "فوز الهلال وتعادل النصر".. نتائج مباريات أمس بالدوري السعودي للمحترفين    لمستخدمي الآيفون.. 6 نصائح للحفاظ على الهواتف والبطاريات في ظل الموجة الحارة    «فيها جهاز تكييف رباني».. أستاذ أمراض صدرية يكشف مفاجأة عن أنف الإنسان (فيديو)    انتهاء فعاليات الدورة التدريبية على أعمال طب الاسرة    انعقاد الجلسة الخامسة لمجلس جامعة الدلتا التكنولوجية    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال    رئيس الوزراء يناقش سبل دعم وتطوير خدمات الصحفيين    ما حكم سقوط الشعر خلال تمشيطه أثناء الحج؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ناصر 67.. هزيمة الهزيمة
نشر في أخبار اليوم يوم 17 - 11 - 2017


قراءة في المحاضر السرية »1»‬
عبدالناصر يقول: البلد اتحولت ل»‬تكية» والسبب »‬النظام المقفول»
سيد مرعي: الصراع الداخلي وتداخل الاختصاصات..السبب
عبدالناصر: إذا أردتم حماية البلد من الفساد لابد من السماح بحزب معارض للاتحاد الاشتراكي
عبدالناصر: لو استمرينا في السكة اللي إحنا فيها حنودي البلد في مصيبة!!
كمال الدين رفعت: الديمقراطية لن تتحقق بوجود حزبين، وعلينا أن نبحث عن حلول غير تقليدية!!
النبوي المهندس: تساؤلات مشروعة عن شكل المعارضة الجديدة
وعبدالناصر يرد: نظامنا فيه عيوب كتيرة والمستقبل غامض
عبدالناصر: شمس بدران طلع إجازة هو ومراته 3 شهور ومحافظ مطروح
كان بيسليه، وحسن خليل بني له فيلا فوق عمارة وتحدي الجميع!
أنور السادات: لو عبدالناصر قال ليّ افتحها سأفتحها فورًا
وناصر يرد: الله عليك يا أنور يا بتاع الديمقراطية
في الخامس عشر من يناير 2018 تحل الذكري المئوية لميلاد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث تجري احتفالات رسمية وشعبية بهذه الذكري تحت إشراف وزارة الثقافة المصرية.. وابتداء من هذا العدد تنشر »‬أخبار اليوم» مقتطفات من أهم المحاضر السرية لمجلس الوزراء واللجنة التنفيذية العليا من بعد عدوان 1967، والتي تناولت تقييم المرحلة السابقة وتصورات مرحلة ما بعد العدوان..وفي الجزء الأول من تلك المحاضر التي ستصدر في عدة كتب عن المكتبة الأكاديمية في هذه الذكري تنفرد »‬أخبار اليوم» بنشر وقائع مذهلة وصادمة تضمنتها هذه المحاضر الموثقة في تسجيلات صوتية حصل عليها الكاتب من كريمة الزعيم الراحل -د. هدي عبدالناصر-..ولعل أكثر القضايا إثارة التي ننشر حلقتها الأولي هي المتعلقة بنقد الذات والبحث عن الديمقراطية والحياة الحزبية..لم يكن عبدالناصر ديكتاتورًا، كان عبدالناصر يقود ثورة تواجه قوي عتيدة داخلية وخارجية، لا هدف لها سوي القضاء علي الثورة وأهدافها.
بعد نكسة يونيو 1967، عاد الحديث يتصاعد عن ضرورات المعارضة وتشكيل الأحزاب، وتطوير أداء التنظيم السياسي الحاكم في هذا الوقت (الاتحاد الاشتراكي العربي).
وجنبًا إلي جنب مع حركة البناء العسكري والاقتصادي كان عبدالناصر يطرح هذه القضية بشكل دائم ومستمر في اجتماعات مجلس الوزراء واجتماعات اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي؛ التي يُكشف النقاب عن محاضرها السرية كاملة للمرة الأولي، بعدما حصلت عليها من الدكتورة هدي عبدالناصر كريمة الزعيم الراحل التي قامت والفريق الذي معها بتفريغ شرائط الكاسيت التي سجلت هذه الاجتماعات في واحدة من أخطر فترات التاريخ المعاصر.
وتوضح المحاضر السرية المذهلة، التي ستصدم الكثيرين وسترد علي الكثير من المعلومات المغلوطة والادعاءات الزائفة، أن عبدالناصر كان صادقًا في رؤيته، صريحًا في انتقاداته، واعيًا بحقائق التغيير وضروراته، حيث كثَّف بعد نكسة 1967 من اجتماعات مجلس الوزراء الجديد، وكذلك اجتماعات اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي وغيرها من مؤسسات الدولة المصرية.
وفي هذه الاجتماعات التي تناولت كافة القضايا العسكرية منها والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، كان عبدالناصر قاسيًا في نقد الذات وانتقاد من حوله، وراح يفتح الحوار حول متطلبات المرحلة الآنية والمستقبلية.
وفي هذا الكتاب، يتركز الحوار -من خلال الاستعانة بالمحاضر السرية لاجتماعات مجلس الوزراء واللجنة التنفيذية العليا- علي قضية الحرية والشفافية والحياة الحزبية، والحوارات الحادة والصريحة التي جرت بين عبدالناصر وكبار المسئولين في الدولة في أعقاب النكسة بأسابيع قليلة.
نقد الأوضاع
وفي الاجتماع الذي عقده مجلس الوزراء في 30 يوليو 1967، تحدث عبدالناصر عن انتقاده للأوضاع السائدة ومنها قضية الاشتراكية التي رأي عبدالناصر أن البعض يتعامل معها في التطبيق، علي أنها »‬تكية»، وهو ما رد عليه عبدالوهاب البشري بالقول: »‬إن العيب ليس في الهيكل التنظيمي، فهو سليم ومستند إلي أسس سليمة، لكن المشاكل متعلقة بأسلوب العمل وسلوك الأفراد»، وتحدث هنا أيضًا عن قصور واضح في أداء التنظيم السياسي (الاتحاد الاشتراكي العربي).
لقد رد عبدالناصر علي الملاحظات التي طرحها البشري وكمال الدين رفعت في هذا الاجتماع والخاصة بالإدارة وعلاقتها بالتنظيم السياسي بالقول: »‬أنا رأيي إن الإدارة الرأسمالية هي الإدارة الناجحة، وأنه يجب أن نتبع أسلوب إن إحنا بناخد الشخص الصحيح والشخص غير السليم يمشي، وإلا إذا ماكنتش العملية بهذا الشكل وبقينا بناخد ناس ونكدسها ونديهم ماهيات أول الشهر مهما حصل لن يحدث شيء».
وقال: »‬النظام الرأسمالي نظام معروف، كل واحد ماشي كويس قاعد في الشغل، أما إذا كان مش ماشي كويس بيمشي، وبدون هذا الموضوع لن تستقيم العملية كلها».
وانتقد عبدالناصر في هذا الاجتماع الفصل بين الوضع الإداري والوضع السياسي، وتساءل عن وضع الاتحاد الاشتراكي الحالي، وقال: »‬هل يحتاج الأمر إلي أن إحنا نعمل حزب، وندخل مرحلة جديدة، نخلي الاتحاد الاشتراكي يجمع الجماهير، ثم نعمل حزب».
وقال: »‬أنا بقول نعمل حزب فكر، وبيجمع هذا الحزب الناس اللي علي رأي واحد وفكر واحد، ويبقي له مبادئ واضحة».
وقال: »‬النهاردة الحقيقة الحكاية هايصة، ومن الكلام اللي أنا سمعته في الجلسات اللي فاتت واللي كنت أحب أسمع منه، بيبان إن لكل واحد حزب فعلًا، كل واحد حزب منفصل بذاته!!».
عيب المجتمع
وقال عبدالناصر: »‬العيب في الاتحاد الاشتراكي هو عيب المجتمع بتاعنا، وهوَّ التناقض الموجود بين الطبقات في هذا المجتمع».
وتساءل عبدالناصر: »‬الاتحاد الاشتراكي اللي في وزارة الثقافة، هل هوَّ بتاع ثروت عكاشة واللا بتاع عبدالمحسن أبو النور؟!».
وفي هذا الاجتماع دار حوار مطول حول المسئول الإداري وعلاقته بالتنظيم السياسي، وهو ما دعا علي صبري إلي القول: »‬إن الوزير ماهواش محترف سياسي، إنما باعتبر الوزير هنا في إطار الجهاز السياسي، يكون ملتزم بكل التعليمات السياسية والإدارية الموكولة إليه».
وقد تطرق الحوار في هذه الجلسة إلي ممارسات مجلس الأمة، وقال عبدالناصر: »‬البرلمان عندنا 360 حزب، في إنجلترا تجد رأيين.. حزب العمال له رأي، وحزب المحافظين له رأي، وفيه تقاليد بالنسبة لهذه العمليات، أما إحنا عندنا طبعًا فيه ناس مهابيل، وفيه ناس متصورة إن هذا الكلام بيبين إنه جدع!!».
وفي الثاني من أغسطس عقد مجلس الوزراء اجتماعًا هامًا برئاسة الرئيس جمال عبدالناصر، بهدف البحث عن مخرج من أزمة التنظيم الواحد وآليات التواصل الجاد مع الجماهير، حيث تركز الاجتماع حول ثلاث قضايا هامة:
- إنشاء حزب سياسي معارض، يستطيع أن يقود المعارضة في الفترة القادمة إلي جانب التنظيم السياسي الحكومي (الاتحاد الاشتراكي العربي).
- العلاقة بين الاتحاد الاشتراكي ومجلس الأمة وفك الاشتباك الدائر بينهما حول الاختصاصات.
- سبل مكافحة الفساد الإداري واستغلال النفوذ.
وكان المهندس سيد مرعي أول من فتح باب النقاش في هذا الاجتماع حول العلاقة بين اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي ومجلس الأمة، عندما قال إن صورة هذه العلاقة أصبحت موضع تساؤلات كبيرة بسبب التداخل في الاختصاصات والصراع الداخلي.
أمراض النظام
هنا كان رد عبدالناصر واضحًا وصريحًا عندما قال: »‬بيتهيألي إن السؤال سابق لأوانه، لازم عشان نجاوب عليه، لازم نجاوب أولًا علي عدة أسئلة»، وقال: »‬المشاكل التي تواجه النظام اللي إحنا بتشتغل به، والأمراض التي تواجه النظام اللي إحنا بنشتغل به، إحنا مشينا من تجربة هيئة التحرير، ثم إلي الاتحاد القومي، ثم الاتحاد الاشتراكي، وكنا بنتكلم عن عيوب الاتحاد الاشتراكي».
وقال: »‬انتم اتكلمتم علي عموميات بالنسبة للفترة اللي فاتت، وأنا كنت شايف عيوب كثيرة بالنسبة للفترة اللي فاتت، أول هذه العيوب إن المجتمع بتاعنا مجتمع مقفول، ويمكن أنا يوم ما كنت في مجلس الأمة واتكلمت علي هذه المواضيع وقلت: مجلس الأمة وضعه إيه؟، مجلس الأمة بيمثل مين؟، وهل مجلس الأمة بيمثل الاتحاد الاشتراكي؟!».
وقال عبدالناصر: »‬في الحقيقة هذا الموضوع بافكر فيه دلوقت، وكنت بافكر فيه قبل كده وفكرت فيه من مدة.. وده قد يستدعي حاجات كتيرة يجب أن نفعلها، بحيث يصبح المجتمع بتاعنا مجتمعًا مفتوحًا، والعمل السياسي بتاعنا يبقي عمل سياسي مفتوح مش عمل سياسي مقفول».
غياب النقد وقال: »‬طالما الناس اللي في السلطة حاسة إن مافيش حد هيقول لهم انتم ليه بتعملوا كذا، أنا في رأيي هندخل علي مرحلة فساد، وهندخل علي مرحلة أعلي».
وقال عبدالناصر: »‬أنا قلت في الجلسة اللي قبل اللي فاتت، إن إحنا كنا فكرنا، وأنا كنت بفكر إن لابد من أن تكون هناك معارضة منظمة للحكومة، يعني معارضة حقيقية».
معارضة هُزء!!
وقال: »‬معارضة منظمة يعني إيه؟ النهاردة لما يقف سعد أمين عز الدين وهو بيتكلم أي كلام بيضحكوا عليه!! انت عارف سعد عز الدين، يقدر يقول أي كلام، تعتبره هو معارض واللا مش معارض، متعرفش، قد يكون مرة معاك ومرة مش معاك، لكن أهو بيقدر ياخد خطوة، لكن مين هو سعد أمين عز الدين ده؟ وصفته إيه، وممثل إيه، وعمل إيه، يعني مفيش أي حاجة!! وهكذا يعني حتي المعارضة اللي موجودة النهاردة في مجلس الأمة -الفردية- معارضة هزء جدًا ولا يمكن أن تؤدي الغرض، وأيضًا معارضة جبانة، ويعني لا تستطيع نظرًا لأن النظام مقفول إنه يقول إن أنا شايف سيد مرعي عيِّن ناس من العزيزية، وجاب أهل بلده وبتاع، ومفيش عدالة في الحتة دي! أنا باقول هذا مثلًا علي أساس إن الكلام معاك يعني!!» (ضحك)
أين سيادة القانون؟
وفي مقطع آخر من الحوار في هذه الجلسة تطرق عبدالناصر إلي مبدأ سيادة القانون وقال: »‬فيه حاجات كتير اتعملت -وبعضكم هنا أيضًا عارف إنها اتعملت- لو كان فيه نظام مفتوح ماكانتش كده!، أنا بقول: عايزين ده الموضوع الأساسي اللي إحنا نتكلم فيه، وماتقولش إن الاتحاد الاشتراكي مش فاهم عمل إيه وسوَّي إيه! كل دي عمليات يمكن حلها، سهل، ولكن نقول: عايزين.. سيادة القانون، مهما قلنا، ما أنا قلت في خطبي سيادة القانون قبل ما تقولوها.. يعني قبل ما يقولها عصام حسونة هنا في المجلس.. مش كده؟!».
وقال بحسم: »‬أنا في رأيي إنه لابد أن تكون هناك معارضة.. ومعارضة حقيقية.. وقال: »‬ميزة المعارضة، إنها حتصطادلك الغلط، مطلوب مني أنا أن أقوِّم أخطاء الدنيا كلها! أنا آسف لن أستطيع.. لا يمكن».
وقال: »‬أنا متصور إن إحنا لو مشينا في السكة اللي إحنا ماشيين فيها دي نبقي لبِّسنا البلد مصيبة كبيرة جدًا.
وأدار عبدالناصر حوارًا خلاقًا حول هذه القضية مع الوزراء الذين راحوا يتبارون في توجيه الانتقادات وطرح الاقتراحات بهدف الوصول إلي صيغة توافقية لحل هذه الأزمة.
النظام المقفول
وفي هذا الإطار أكد عبدالعزيز السيد أن أي نظام إذا كان مبنيًا -مهما كانوا صالحين- نظام مقفول، سيؤدي إلي نفس النتيجة، ونظام الحزب الواحد يؤدي إلي ذلك.
وقال سيد مرعي: »‬أنا واحد لا أنكر أن الاتحاد الاشتراكي قام بمجهود كبير، ولكنني اتساءل: لماذا لم ينجح في شد الجماهير إليه؟ ولماذا لم ينجح مجلس الأمة؟».
وقال: »‬إن السبب هو أن آراء الناس لا تُسمع في أي موضوع من المواضيع البسيطة، وهذا أمر يجب النظر إليه بشكل جاد».
وأكد علي ضرورة أنه ومن داخل الاتحاد الاشتراكي يجب أن يكون هناك حزبان كاملان، وقال إن إيجاد معارضة لأجل المعارضة خطير، وقد يؤدي إلي نتائج خطيرة، إنما إيجاد حزب في داخل إطار معين بيجمعه، ورئيس هذا الإطار لابد أن يكون محايدا حيادا كاملا بين الحزبين، ولا يرجح كفة علي كفة».
أما كمال الدين رفعت فقد قال: »‬الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق لمجرد وجود حزبين أو أكثر، ولكنها تتحقق بنوع وتوازن القوي السياسية نفسها في المجتمع مع النظام الاقتصادي أو القوي الاقتصادية الموجودة، وهذا هو الذي يحدد دور المعارضة».
أما النبوي المهندس، فقد قال: »‬مفيش خلاف بيننا جميعًا، والمعارضة لابد أن تقوم، وهي أمر واجب ولكن الخلاف في الثوب الذي ترتديه هذه المعارضة».
وقام النبوي المهندس بتوجيه سؤال إلي الرئيس عبدالناصر بقوله: »‬لقد طرحت موضوع المعارضة، ولكن شايف المناقشة ماشية علي ضوء: هل هناك حزبان أم حزب واحد أم لجنة مركزية، هل سيادتك هتكتفي بعمل الاتحاد الاشتراكي وحده، وتكوين لجنة مركزية منبثقة عن المؤتمر العام أم أن سيادتك هتعمل حزب واحد، أم أن سيادتك قابل بفكرة وجود حزبين؟».
عيوب النظام
وقال عبدالناصر مجيبًا علي هذا السؤال: بكل أسف أنا معنديش فكرة راسخة في رأسي، عايزكوا تنوروني يعني وتتكلموا، أنا باقول إن النظام اللي إحنا مشينا بيه لغاية النهارده، ثبت أنه فيه عيوب كبيرة جدًا، ده الكلام اللي أنا قلته، وقلت بعض هذه العيوب -فيه عيب في النظام وده كلامي- وممكن أنا أمشي سيادة القانون، وممكن ييجي غيري ما يمشيش سيادة القانون».
وقال عبدالناصر: »‬النظام فيه عيوب كبيرة جدًا، وهذا العيب إن النظام مقفول، وإن النقاء اللي كان فيه في الأول بيقل، النقاوة اللي كانت موجودة بتقل، ليه؟ ناس كبرت وناس كتير محسوبين علي النظام، ده كبر هنا، وده كبر هنا، وده عايز يبقي كذا وده عايز يبقي كذا!! وإذا فيه طبقة جديدة طلعت..
وقال عبدالناصر: »‬طيب كيف تؤمن البلد من هذه المحظورات كلها بحيث إنك تعمل تنظيم، نمشي ونضمن للبلد سلامتها في كل الأحوال وفي كل الظروف؟ هو ده الموضوع اللي أنا طارحه أنا تساءلت: هل حزب؟ هل حزبان؟ هل معارضة؟ هل إيه؟ هل إيه، أنا بسأل هذا السؤال مش من دلوقتي، أنا اتكلمت هذا الكلام، يمكن من ثلاث سنوات، أنا كنت شاعر بمخاطر كبيرة جدًا علي المستقبل من ثلاث سنوات، وكنت أشعر برضه إن فيه ناس كان ليهم نقاء ثوري ابتدي يضيع من التحريف في المبادئ والتحوير أيضًا.. ابتدي يضيع، وابتدي يعني يبان، والقلق.. أنا مش قلق علي النهارده، أنا قلق علي بكرة، واللا ايه؟».
المستقبل الغامض
وقال عبدالناصر منتقدًا سلوك بعض القيادات التي استوحشت في فسادها بدون رقابة: »‬شمس بدران، لما يطلع يقعد 3 شهور هو ومراته، وبعدين يبعت ياخد محافظ مطروح يسليه عشان عنده انهيار عصبي، ولما حسن خليل يبني له فيلا فوق عمارة كل ده يجعلنا نراجع المواقف».
وعندما جري حوار بين زكريا محيي الدين وأنور السادات حول الديمقراطية، قال أنور السادات: »‬الوضع في ايدين الرئيس الكبير، لو قال افتح أفتحها بكرة الصبح، المجلس جاهز من بكرة يقف ويعمل مبارزات، وأنا شاعر أنه ملتزم».
هنا رد عليه عبدالناصر ساخرًا: »‬يا سيد أنور.. يا بتاع الديمقراطية!!».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.