كان أستاذنا مصطفي أمين يرحمه الله يتمني أن يري مصر حرة قوية أبية يتمتع شعبها بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان. ولم ييأس الراحل العظيم من غرس بذور التفاؤل في قلوب وعقول الملايين من قرائه الذين كانوا يتابعون عموده اليومي (فكرة!) في »الأخبار« وأخبار اليوم. يتساءل البعض: لماذا ثار الشعب المصري هذه الثورة الشعبية العارمة والشاملة والسلمية، المنقطعة النظير في العمق.. والصدق.. والشمول تلك الثورة التي فجرها الشباب في 52 يناير 1102 -12 صفر 2341ه؟! للإجابة عن هذا السؤال.. ولفهم هذه الحقيقة، علينا ان ندرك ان هذه الثورة انما تفجرت ضد كم هائل من »الخطايا« التي تراكمت علي امتداد ثلاثة عقود ولم تكن مجرد اعتراض علي عدد من »الأخطاء«. 1- لقد صرحت مصادر صهيونية قبل اسابيع من تفجر هذه الثورة بأن نظام حسني مبارك انما يمثل »كنزا استراتيجيا للأمن الاسرائيلي«!!.. وهذا التصريح الصهيوني انما يشير إلي »عار« لم يسبق له مثيل في نظم الحكم التي تعاقبت علي حكم المصريين في مصر التي هي كنانة الله في ارضه، حامية الاسلام والعروبة علي مر التاريخ. 2- ونظام العار هذا الذي تفجرت في هذه الثورة لاقتلاعه هو الذي حرض علي الغزو الامريكي /الغربي للعراق 3002م.. ذلك الغزو الصليبي الصهيوني الامبريالي الذي حقق مصالح الاعداء عندما دمر العراق وهو القوة الأولي في المشرق العربي وصنع بذلك مأساة من اكبر مآسي العرب والمسلمين في القرن العشرين تجزئة العراق.. وسيطرت امريكا والتشيع الصفوي علي مقدراته وتحويل ثلث شعبه نحو من عشرة ملايين إلي شهداء وارامل ويتامي ولاجئين! 3- ونظام العار هذا هو الذي ايد الغزو الامريكي /الغربي لافغانستان 1002 علي الرغم من ان الرئيس الامريكي »بوش الصغير« قد اعلن ان هذا الغزو انما يأتي في سياق حملة صليبية علي الإسلام والمسلمين.. كما اعلن بعد عامين من ذلك التاريخ إبان حربه علي العراق »انها حرب عادلة بالمقاييس التي وضعها القديس »اوغسطين« (453-034م) و»توما لاكويني« (5221-4721م) و»مارتن لوثر« (3841-6451م) وغيرهم!! 4- ونظام العار هذا هو الذي ايد الغزو الاثيوبي الصليبي للصومال.. ذلك الغزو المدعوم امريكيا الذي اسقط حكومة المحاكم الشرعية وادخل الصومال في دوامة العنف والدمار ولقد صرح رأس نظام العار هذا يومئذ فقال: »نحن نتفهم التدخل الاثيوبي في الصومال«!! هذا التدخل الغزو الذي قاده »زيناوي« الذي يهدد الآن بقطع مياه النيل عن مصر والسودان«!! 5- ونظام العار هذا هو الذي عاش علي امتداد ثلاثة عقود يقدم نفسه للغرب الصليبي باعتباره المحارب للمد الإسلامي والحامي لأمن إسرائيل!. 6-ونظام العار هذا هو الذي تواطأ أو غض الطرف عن الحروب العدوانية المدمرة، التي شنها الكيان الصهيوني علي لبنان سنة 6002 وعلي غزة 8002-9002 والتي دمرت وقتلت البشر والشجر و الحجر.. تلك بعض من الخطايا التي اقترفها نظام العار والتي فجرت ثورة 52 يناير 1102م.