مع دقات الثامنة وخمس دقائق مساء اليوم بتوقيت القاهرة تتوجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة نحو ستاد ايليس بارك بمدينة جوهانسبرج لمتابعة ومشاهدة المباراة المرتقبة والمصيرية بين منتخبي مصر وجنوب أفريقيا في الجولة الثالثة للمجموعة السابعة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الامم الافريقية 2012 بغنيا الاستوائية والجابون .. ويتأهل إلي نهائيات كأس أمم أصحاب المراكز الأولي في المجموعات بالإضافة إلي ثاني المجموعة 11 والمنتخبان اللذان سيكونان أفضل الحاصلين علي المركز الثاني في المجموعات التي تضم أربعة منتخبات المباراة في مجملها تعتبر بداية لإبحار نحو الحلم الجميل وبمثابة الخطوة الاولي والحقيقية نحو قطع تذكرة التأهل للنهائيات لأنها بين أقوي فرق المجموعة ويعتبرها المراقبون للأحداث قمة مبكرة بين أحفاد الفراعنة وأسياد القارة السمراء علي مدار السنوات الست الماضية والاولاد الذين يحلمون بكتابة تاريخا مشرفا علي حساب البطل الاوحد للقارة الافريقية ..يتفوق المنتخب الجنوب أفريقي علي بطل القارة في أشياء عديدة فهو في صدارة المجموعة وله 4 نقاط من فوز وتعادل يليه النيجر وله 3 نقاط ثم سيراليون برصيد نقطتين بينما يحتل المنتخب المصري المركز الاخير برصيد نقطة.. والي جانب صدارة المجموعة فان عاملي الارض والجمهور يلعبان اليوم مع الاولاد.. في المقابل يستند المنتخب المصري الي روح التحدي التي غالبا ما تظهر في الاوقات الصعبة وتكون أشبه بفيضان النيل المرعب ..روح التحد ي التي كانت البطل الحقيقي عندما ناطح البرازيل وقهر ايطاليا بطل العالم علي نفس الملعب بكأس القارات 2009.. روح التحدي التي التصقت بمن نلقبهم بجيل الفرحة علي مدار ثلاث بطولات أفريقية روضوا فيها الاسود وقطعوا خراطيم الافيال وأجبروا نجوم القارة السمراء علي الأفول والغياب طيلة ستة أعوام ..روح التحدي التي كانت سلاح أحفاد الفراعنة في كل الظروف الصعبة والانتقادات المتكررة التي نالوها مع جهازهم الفني والمسئولين باتحاد الكرة مع كل بطولة أو مواجهة حاسمة .. والخلاصة فإن كتيبة معلم القارة السمراء حسن شحاته في موقف لا تحسد عليه فهي الآن تعيش وتبحر في الذكريات الجميلة التي شهدتها أرض الاولاد والتي عاشتها طولا وعرضا بالقارة السمراء في السنوات السابقة ويرفض نجوم كتيبة المعلم بقيادة السد عصام الحضري والصخرة وائل جمعه والاسدين أحمد فتحي وحسني عبدربه والقاتل المبتسم محمد أبو تريكه ورمانة الميزان حسام غالي والمحظوظ جدو والمتعطشين للأهداف السيد حمدي واحمد بلال واحمد علي والجناحين الدوليين سيد معوض واحمد المحمدي والمهاجم الاوروبي محمد زيدان الذي يحتاج للعب برجولة في هذه الموقعة الحرجة والموهوب شيكابالا ونجوم خط الظهر محمود فتح ومحمد نجيب ولاعبي خط الوسط ابراهيم صلاح وعمرو السولية والمدفعجي احمد سمير فرج .. ترفض كتيبة المعلم أي حديث عن الانكسارات وتلقي بما يحيط بها من انتقادات لاذعة وهدامة وظروف معاكسة خلف ظهرها وبالتحديد في منطقة اللاشعور أملا في الحفاظ علي ما حققته من انجازات والدفاع عن كرامة وكبرياء هذا الجيل الذي أسعد المصريين كثيرا .. الفوز يجعل الفراعنة يطرقون أبواب الحلم بقوة ..وفوز المنافس يجعله يبحر بالحلم بعيدا ويقلل فرص الفراعنة في اللحاق به .. تري من يخطو نحو بداية الحلم . الفراعنة أم الاولاد؟ ويعيش الجهاز الفني ما يمكن وصفه بالحيرة اللذيذة نظرا لتساوي فرص جميع اللاعبين في المشاركة ودخول التشكيل الاساسي ..حيث يوجد زحمة في مختلف المراكز يصعب معها التكهن بتشكيل المباراة الذي قال عنه غريب الذي سبق أن قاد شباب مصر نحو انجاز برونزية العالم: لنا طقوس في وضع التشكيل حيث نجلس سويا مع الكابتن حسن شحاته وكل فرد بالجهاز يكشف عن تشكيله في المحاضرة التي يعقدها الجهاز ظهر يوم المباراة ونخرج منها بتشكيل متفق عليه.. وكعادة الكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد والبعثة والملقب من أفراد البعثة بحمال الأسية فهو مشغول باستمرار وبسؤاله عن رأيه وتوقعاته في المباراه أجاب قائلا :كلي ثقة في نجوم مصر وجهازهم الفني الكفء في تجاوز المباراة الصعبة والعودة بنقاط الحلم والامل والتجارب أثبتت أن هذا الجيل دائما ما يخرج من المواجهات والمعارك القوية الصعبة بطلا وفارسا ويضيف زاهر قائلا: نحن في حاجة الي اسعاد الشعب والجماهير المصرية وفي حاجة الي الفوز الانتصار وتجاوز المباراة الاشبه بعنق زجاجة واتمني أن تكون ثورة 25 يناير بمثابة انطلاقة قوية لهذا الجيل.