انهي أوركسترا النور والأمل رحلته إلي دولة الصين الشعبية، وذلك بعد أن قدم ثلاث حفلات ناجحة ابهرت الجمهور الصيني في كل من مدينة هونج كونج، وزوهاي، وجوانزوا. وقدم الأوركسترا حفله الثاني في مدينة زوهاي، حيث تمكن من انتزاع إعجاب الجمهور الصيني الذي حضر الحفلة، بمناسبة الاحتفال بمرور 60 عاماً علي العلاقات الثقافية بين مصر والصين، وذلك في »أوبرا زوهاي» التي تعتبر من أحدث معالم المدينة والتي تم انشاؤها منذ عام علي أحدث تراث، ويتميز تصميمها من الداخل باللون الذهبي المميز، والكراسي باللون الأحمر. وحضر الحفل كل من »وانج هونج» رئيس جامعة يوان في بكين، و»لي يوبن» رئيس جمعية الصداقة الصينية الدولية، ووزير الثقافة في مقاطعة زوهاي، ومن الجانب المصري السفير محمد حجازي سفير مصر في الهند وألمانيا سابقاً. وبدأ الحفل برفع أهرامات صغيرة مضيئة من قبل الجمهور الصيني التي تم صناعتها من قبل وزارة الثقافة الصينية للترحيب بالاوركسترا علي أرض زوهاي، والتي لاقت اعجاب الوفد المصري بشكل كبير، واستمتع الجمهور بروائع موسيقية كلاسيكية غربية وشرقية، وأيضاً صينية. وأعربت آمال فكري رئيسة أوركسترا النور والأمل خلال كلماتها أثناء الحفل عن بالغ سعادتها بنجاح الحفل الثاني للاوركسترا، حيث قالت : الدعوة جاءت من وزارة الثقافة الصينية التي اختارت أوركسترا النور والأمل بالتحديد للعزف في زوهاي بمناسبة الاحتفال بالعام الثقافي بين مصر والصين، وأعتبرت أن وجود أوركسترا النور والأمل شيء مهم لإحياء حفلات في اوبرا زوهاي، وفخر لهم لأنه الفريد من نوعه في العالم، بعد أن شاهدوا لنا أكثر من حفل قدمناه في أكثر من مدينة حول العالم. وأضافت امال فكري: وأتقدم أيضاً بكل الشكر لكل من غادة والي وزيرة الشئون الاجتماعية، ومؤسسة مصر الخير، ورجل الأعمال المصري ساميح سويارس، وذلك علي دعمهم الكامل لاوركسترا النور والأمل. وقال محمد حجازي سفير مصر في الهند وألمانيا سابقا: في دار الأوبرا بمدينة زوهاي بمقاطعة كانتون بجنوب الصين ابدع اوركسترا النور والامل باروع اداء في مبني وقاعة أوبرا هي الاجمل عالميا، حيث تتجلي قوة مصر الناعمة في أبهي صورة ويكون الحديث عن الدبلوماسية الثقافية واقعيا، واري أن المرأة عندما تتحدي ظرف الاعاقة وضغط المجتمع وتبدع فتتخطي الظروف والحدود للعالمية، وتبني بالموسيقي الجسور ضد دعاة التطرف والكراهية والعنف، وان المشتركات بين الشعوب اكثر، وان المرأة المصرية الشرقية مبدعة والمعاق قادر علي اخراج طاقة وقدرة بشرية هائلة فقط لوتم الاعتناء به وتأهيله. وشهد الحفل الثالث والاخير، الذي اقيم مساء الاثنين الماضي في مدينة جوانزوا، حضور عدد أكبر من الجمهور، بعد أن كتبت الصحف الصينية عن نجاح الحفلات السابقة للاوركسترا في كل من هونج كونج، وزوهاي، لذلك لم يكن هناك مقعد خال داخل المسرح، وحقق الحفل نجاحا كبيرا وتسابق الجمهور الصيني لالتقاط الصور التذكارية مع العازفات، وفي نهاية الحفل قدمت إدارة اوبرا جوانزوا التي أقيم بها الحفل باقة من الورد التي تم إعدادها للاحتفال بالاوركسترا. سافر فريق أوركسترا النور والأمل المكون من 34 فتاة كفيفة إلي الصين في رحلة استغرقت 12 ساعة طيران، وذلك لإقامة ثلاث حفلات في الصين، وبالفعل نالت الحفلات اعجاب الجمهور بشكل فاق كل التوقعات، وبدأت الرحلة في مطار القاهرة حيث اجتمعت الفتيات بزيهن الموحد المعروف لهن مع المرافقات من عضوات الجمعية، علي رأسهم آمال فكري رئيسة معهد أوركسترا النور والأمل، ونجاة رضوان مصطفي السكرتير التفيذي للأوركسترا، و6 مشرفات من اعضاء الجمعية، ووجدت أن بعض الفتيات يحرصن علي حمل آلاتهن الموسيقية بأنفسهن في أيديهن لتكون الي جوارهن في الطائرة خوفًا عليها من الكسر أوالضياع. وأقيمت أول حفلة للأوركسترا في هونج كونج، وأبهرت أوركسترا النور والأمل بأدائها الراقي الجمهور الصيني الذي حضر العرض الفني، وقدموا ثلاث ساعات من العزف الراقي من الريبرتوار العالمي للموسيقي الكلاسيكية الغربيةوالشرقية، حيث كان الجمهور أمام عرض غابت عنه النوتات الموسيقية، لكن حضر فيه الأداء القوي والمتميز لأعضاء الفرقة النسائية التي تحفظ اللحن بواسطة طريقة »برايل» عن ظهر قلب بدل من النوتات، بقيادة المايسترو محمد سعد باشا قائد الفرقة، وقدموا في نهاية الحفلة مفاجأة بعزف مقطوعة من الألحان الصينية المعروفة لديهم، مما أدخل السرور علي نفوسهم. من الجدير بالذكر أن فتيات أوركسترا النور والأمل تعلموا العزف علي الآلات الموسيقية مثل الكمان، تشيلو، والناي، وأتقنوا العزف عليها جيدًا حتي أصبحوا فرقة موسيقية كاملة عن طريق تدريب ذاكرتهم من أجل أن تكون قادرة علي تخزين ما يصل إلي 45 مقطوعة ليقدروا علي أداء حفلة موسيقية. قام الأوركسترا النور والأمل بتقديم العديد من الحفلات في مختلف عواصم العالم، وكانت أول دعوة قد تلقتها الأوركسترا من النمسا في عام 1988م، وبعد النجاح الباهر الذي حققته، تلتها دعوة أخري من الدولة نفسها في عام 1989م، وقد عزف أوركسترا المكفوفات في العديد من المدن النمساوية مثل »انسبروك، فلدن، جراتسي، لينز». وحصل أوركسترا النور والأمل علي عدد كبير من الجوائز، منها درع »الجمعية النسائية الاجتماعية الثقافية» الكويتية، ودرع »المخيم العربي السادس للمكفوفين» بالإسكندرية، ودرع »جمعية الهلال الأحمر» القطري، ودرع الإمارات العربية المتحدة، وكأس »التقدم الممتاز الألمانية». جمعية النور والأمل أصبحت أول جمعية غير حكومية في الشرق الأوسط لمساعدة الفتيات والنساء ضعاف البصر، وتوفر لهم الرعاية والتعليم والتدريب المهني. وفرص العمل، وكان واحدًا من أكثر إنجازاتها هوانشاء أوركسترا للموسيقي الكلاسيكية من السيدات ضعاف البصر.