في الوقت الذي توقف فيه العمل تماما علي الساحة الفنية بأكملها خلال الأيام الماضية حيث رفع الجميع شعار »مصر اولا واخيرا« بعد ان توقف الجميع عن تصوير اعمالهم سواء السينمائية أو التليفزيونية واغلقت ايضا دور العرض السينمائية والمسارح طوال اشتعال الثورة حتي وجد الفنانون وبالاخص المطربون الساحة تقتصر عليهم فقط للتعبير عن احاسيس الشعب في ظل الازمة التي مرت بها مصر والتي استمرت اياما طويلة بين احداث الثورة وما صاحبها فرض حظر التجول. وخلال اقل من 02 يوما خرجت علينا عدة تجارب غنائية جديدة بأصوات عدد كبير من ابناء مصر الذين تأثروا مثل ثائر الشعب بثورة 52 يناير التي استطاعت تغيير نظام الحكم في مصر، وتغني الجميع بعشق تلك الثورة الشعبية واهدافها ونتائجها بينما تغني الاخرون بتخليد شهدائها من ابناء هذا الوطن ممن كانت دماؤهم الطاهرة بمثابة وقود محرك لهذه الثورة. وتأتي في المرتبة الأولي للاغاني التي انطلقت خلال تلك الفترة اغنية محمد منير »ازاي« والتي صنفت بين الناس اغنية »الثورة« حيث حملت كلماتها معاني عبرت عن احاسيس الشعب بالكامل وهي عبارة عن عدة اسئلة يوجهها المطرب لامته مصر وهو يناديها بحبيبتي وتقول في مطلعها »ازاي ترضيلي حبيبتي قد ما عشقت أسمك وانتي عمالة تزيدي في حيرتي« حيث كتب كلماتها الشاعر نصر الدين ناجي وقام بتلحينها وتوزيعها احمد فرحات. كما حمل الدويتو الغنائي ل »رامي جمال وعزيز الشافعي« والذي يحمل عنوان »يا بلادي« والتي كتب كلماتها ولحنها عزيز الشافعي ولاقت هذه الاغنية أعلي نسبة تحميل عبر مواقع الانترنت. كما قدمت انغام اغنية مؤيدة للثورة بعنوان »يناير« وكتب كلماتها الشاعر اسلام جاد ووضع الحانها ايهاب عبدالواحد وقام بتوزيعها حسن الشافعي كما قدم هشام عباس اغنية »متزعليش يا مصر« وكذلك الفنان مصطفي قمر الذي قدم اغنية تحمل نفس المعني بعنوان »فوق الكل يا مصر«. اما بالنسبة للفنان حمادة هلال فقد قدم اغنيتين خلال هذه الفترة الاولي تحمل عنوان »الله اكبر« والتي كان يناشد الشعب فيها بعدم التخريب في مصر بالاضافة إلي الاشادة برجال القوات المسلحة بينما غني للشهداء بعد الثورة اغنية بعنوان »شهداء 52 يناير« كتب كلماتها ملاك عادل ووضع ألحانها حمادة هلال نفسه وقام بعملية التوزيع أحمد عبدالسلام كما قدم الفنان ايهاب توفيق اغنية »ياللا نرجع مصريين« التي غير في كلماتها مرة اخري بعد ان اساء البعض فهمها بأن كلماتها ضد الثورة، واعاد طرحها مرة اخري، وقدم ايضا الملحن محمد رحيم اغنية بعنوان »خير الاجناد« للشاعرة اكرام العاصي ووضع ألحانها محمد رحيم وجاء الفنان محمد حماقي ليلحق بنفسه في اخر لحظة ويقدم منذ ايام اغنية بعنوان »دايما عايشين« كلمات وألحان تامر حسين وتوزيع توما. كما كان احمد مكي الوحيد من قائمة الممثلين الذي قدم اغنية كتب كلماتها بنفسه ووضع الحانها شادي السيد وحملت عنوان »هي ديه مصر اللي احنا عايزينها«. كما كانت هناك العديد من الفرق الغنائية التي حرصت علي التواجد داخل ميدان التحرير باستمرار لتشجيع المتظاهرين وتحثهم علي التواجد وذلك علي مسرح ضخم تم بناؤه خصيصا ليعبر الفنانون عن ارائهم باستمرار وليقدموا عليه العديد من الاعمال الوطنية لفرق غنائية كبري منها »فرقة الطمي واحد والشجر ألوان« لسلام يسري وفرقة بساطة و»اسكندريللا« و»بلاك تيما« وغيرهما من الفرق الغنائية الاخري كما قدم عدد من طلاب الفنون الجميلة رسومات كاريكاتيرية مختلفة تعبر عن الحدث، واعتبرت هذه الادوات المختلفة هي الصوت الذي عبر عن احاسيس الشعب سواء كان في ميدان التحرير أو داخل ستديوهات الغناء. وعلي الجانب الاخر كان هناك عدد من الالبومات الغنائية التي فرضت عليها الاحداث طوال الفترة الماضية ان تنهار وتسقط بعد ان حالفها سوء الحظ بطرحها قبل ايام من بداية الثورة واضطر علي اثرها تجار الالبومات واصحاب المحلات الكبري الي وقف نشاطهم التجاري مؤقتا بعد ان واجهوا اعمال البلطجة والشغب والسرقة ايضا، مثل عدد كبير من القطاعات المختلفة في اجهزة الدولة وذلك بالاضافة إلي اضطرار بعض الموزعين للهروب من الشوارع بإيقاف نشاطهم قبل ان يلحق بهم الدمار ايضا، وذلك بالاضافة إلي قلة ساعات العمل بسبب حظر التجول. كل هذه الاسباب كانت كافية لانهيار موسم غنائي قوي وهو موسم منتصف العام الدراسي الذي انتظره الكثيرون لطرح البوماتهم قبل ان يفاجأوا باحداث هذه الثورة ومنهم ألبوم المطرب »خالد عجاج« الذي استمر غائب لأكثر من اربع سنوات ليعود مع المنتج محسن جابر بألبوم »بنت الحتة« الذي يضم 9 أغنيات وتعاون فيها مع عدد كبير من الشعراء والملحنين والموزعين منهم ايمن بهجت قمر ومصطفي موسي ومحمد عبدالله ومحمد عاطف ومحمود هلال واحمد علي موسي ومحمد يحيي ومصطفي محفوظ وحسام البيجرمي. اما بالنسبة لثاني الألبومات التي لقيت مصرعها ايضا فهي البوم »المولد« للفنان الشاب محمد عدوية والذي قدم ايضا خلال نفس الموسم من خلال شركة »كلمة« وحرص خلاله عدوية علي الجمع بين كبار وصغار صناع الاغنية منهم يحيي مرسي وربيع فرج ومحمد عبدالجابر ومصطفي السويفي وفهد واحمد العسال. ويعتبر الضحية الثالثة للموسم »رامي عياش« بألبومه »غرامي« الذي شارك في صناعته كل من نزار فرنسيس ووسام صبري وسليم عساف وچان ماري واحمد البيلي. كما كان هناك عدد من المحظوظين الذين هربوا من النزول خلال هذه الاحداث بعضهم كان يضع اللمسات الاخيرة للألبوم والبعض الاخر انتظر رؤية نتيجة الاحداث ومنهم الملحنين »رامي جمال« الذي يقدم نفسه لاول مرة كمطرب علي الساحة الغنائية بعد ان ظهر في عالم الألحان التي صنعها لكبار النجوم فالبرغم من انتهائه من الالبوم بالكامل وانتشار الدعاية الخاصة به في الشوارع، وبعد ان تقرر نزوله يوم 42 يناير راجع رامي جمال نفسه مرة اخري وانتظر مرور هذه الفترة التي توقع ان تقلب احداث الشارع المصري وهو ما حدث بالفعل، ليكون بذلك اول البوم جاهز للطرح احتفالا بمصر في عصرها الجديد، حيث يحمل الألبوم عنوان »ماليش دعوة بحد« وتعاون فيه مع كل من امير طعيمة ومحمد عاطف وجمال الخولي وعمرو الجارم وخالد علي وتامر علي وتميم وتوما ونادر حمدي. امنية يحيي