دائماً تطاردنا الأيام الحلوة.. إذا جلسنا مع الاصدقاء أو الاقارب نتحدث بشوق ولهفة عن ذكريات مضت وكل منا يتسارع ليحكي الماضي وكأنه أغلي ما نملك ونجد ملامح الماضي تكسو الوجه.. ويجلجل صوت أم كلثوم »ياليلة العيد انستينا» في كل اركان البيت.. هل تتذكرون ذلك الماضي الجميل عندما يهل علينا هلال العيد.. نكاد نطير من الفرح والشوق والسعادة نتجمع وننتظره بلهفه الطفولة وفرحة لبس جديد وعيدية ورقية تجرح أصابعنا وايدينا وننسي ونلهو ونلعب.. حين نتذكر للعيد فرحته ونصحو الفجر في بيوتنا المملوءة بدفء المكان وتفاصيل الحروف والكلمات.. - العيد ذلك الغائب الحاضر.. العيد فرحة احتكرناها صغاراً.. وبهجة لمعت في ايامنا وليالينا بهجة قلت روعتها ونحن كبار.. هل ماتت في قلوبنا براءة الفرحة وبهجتها.. وازاحت السنون الفرحة من عيون الكثيرين.. ضاع البريق الجميل تاهت الفرحة في زحام الحياه.. أسئلتنا الصغيره كبرت.. لم نعد كما كنا في ذلك الزمن البعيد من طفولتنا.. - وبين الامس واليوم أصبح جمال هذه الايام ساكنا في قلوبنا ومازالت عيون الصغار تملؤها فرحة بريئة .. عادة ما يختلف الناس في أفكارهم وميولهم الا انهم يتفقون في حنينهم إلي الماضي فجميعنا نحن إليه.. ولكل منا ذكريات فيه.. منا من يحن الي صباه ومنا من يحن لحبيب فقده ويتأمل ملامحه ويطيل النظر فيه.. قد تعيد رسم الابتسامة علي شفاهنا حين نمر بذكرياته الجميلة.. فنبحث وننقب عن ملامحها ولا نمتلك الحق في استردادها.. لم يختلف العيد ولكن ظروف حياتنا اختلفت.. كل عام وانتم بخير..