أشغال شاقة في الدقهلية وبورسعيد ودمياط لإنقاذ البحيرة انتفاضة المحافظات الثلاث لإعادة »المنزلة» للحياة منذ عقود طويلة، تعاني »11» بحيرة مصرية من جميع اشكال الاهمال والتعديات والملوثات بمختلف أنواعها، وهو الأمر الذي أدي إلي تقلص مساحات هذه البحيرات، وضعف إنتاجها السمكي. ومع مرور الوقت تفاقمت أوضاع البحيرات المصرية، حتي ضاق الحال علي الآلاف من الصيادين الذين كثيرا ماطالبوا الدولة بضرورة التدخل لإنقاذ البحيرات قبل فوات الاوان، ومع توالي وتعاقب الحكومات لم تجد شكاوي الصيادين أي استجابة، وبقي الحال علي ما هو عليه، حتي جاء الرئيس عبدالفتاح السيسي ليبدي في أكثر من مناسبة اهتمامه بضرورة إعادة الروح للبحيرات المصرية. ومؤخرا، اطلق الرئيس السيسي اشارة البدء في تنفيذ المشروع القومي لإحياء البحيرات المصرية من خلال أعمال تطوير وتطهير شاملة وإزالة جميع التعديات التي تقع علي هذه البحيرات، ووجه الرئيس بوضع خطط محددة وبتوقيتات زمنية محددة لتنفيذ هذا المشروع. وفي الملف التالي ترصد »أخباراليوم» ما يتم تنفيذه في مشروع احياء البحيرات المصرية.. وإلي التفاصيل: بورسعيد.. تنفيذ أكبر مشروع لمكافحة الملوثات يقع جزء كبير من بحيرة المنزلة في محافظة بورسعيد وقد عاني هذا الجزء من اهمال وتعديات التهمت مساحة كبيرة من البحيرة وهو الامر الذي تحاول محافظة بورسعيد تصويبه واصلاح ما يمكن إنقاذه. يقول اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد: ما يحدث الان في بحيرة المنزلة هو حدث غير مسبوق فقد ظلت البحيرة في طي النسيان والتعديات تنهش فيها والملوثات تقضي علي الثروة السمكية بها بعد أن كانت تغطي ما يقرب من 40٪ من إنتاج مصر من الأسماك فضلا عن الآثار السلبية للملوثات علي الصحة العامة ومشكلة البحيرة انها تقع حاليا علي ثلاث محافظات بورسعيد ودمياط والدقهلية وهي للأسف ظلت لعقود طويلة مصبا للصرف الصناعي من مصرف بحر البقر والصرف الزراعي والصناعي كما بلغت التعديات مداها في استغلال مساحتها بالإضافة الي أنواع الصيد غير القانوني وظلت فترة ما بعد ثورة يناير مأوي للخارجين عن القانون. وأضاف: وخلال العشر سنوات الأخيرة بذلت محاولات غير مجدية لإنقاذ البحيرة وكانت محاولات محدودة لا تقدم ولا تؤخر حتي جاء القرار الأخير للرئيس قبل شهرين ببدء تنفيذ حملة شاملة وهي الاكبر من نوعها لتطهير بحيرة المنزلة من كافة أشكال التعديات والملوثات واعتبار الحملة مشروعا قوميا لتعود البحيرة سلة غذاء مصر من الثروة السمكية وتقوم بتنفيذ الحملة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وهيئة الثروة السمكية وحماية الشواطئ باشتراك وزارات الزراعة والصناعة والبيئة والداخلية وقد حققت الحملة حتي الآن مايقرب من 50 ٪ من المستهدف في المرحلة الاولي التي تنتهي في أغسطس القادم ويتركز العمل داخل مساحة 60 الف فدان هي المسطح الواقع داخل حدود بورسعيد بالبحيرة وتمت إزالة التعديات علي حوالي 40 ألف فدان حتي الآن كما تتولي هيئة حماية الشواطئ تعميق البواغيز لتغذي البحيرة بمياه البحر المتوسط وحفر قنوات من البواغيز إلي عمق البحيرة بطول 6 كيلو مترات لادخال مياة البحر لعمق البحيرة واحداث حركة تدوير للمياه تساعد في تحريك الملوثات المتراكمة في قاع البحيرة وتطهيرها منها وايضا تطهير قناة الاتصال التي تربط بين البحيرة وقناة السويس لتحريك المياه بين مثلث البحيرة والبحر المتوسط والقناة لتوسيع حركة تدوير المياه والقضاء تماما علي الملوثات بها ويتزامن ذلك مع احكام السيطرة علي مصادر التلوث من المنبع سواء للصرف الصحي ونقوم بتنفيذ مشروع كبير لمحطة معالجة بجنب بورسعيد للصرف الصحي كما تتم متابعة عمليات الصرف الصناعي من مشروعات بورسعيد وجميعها ملتزمة بشروط الصرف التي تطبقها وزارة البيئة وكذلك عمليات الصرف الزراعي والمستهدف من تطهير البحيرة ليس مجرد إعادتها للانتاج السمكي فقط ولكن تعظيم استغلالها من كافة النواحي فقد تقرر إقامة قريتين نموذجيتين للصيادين علي ضفاف البحيرة سيتم نقل الصيادين المقيمين مع أسرهم داخل الجزر الموجودة داخل البحيرة إليها لاستغلال هذه الجزر بشكل سياحي كما تقام علي ضفاف البحيرة مشروعات سياحية ومنتجعات تعتمد علي استغلال البحيرة للألعاب المائية لتكون مصادر جديدة توفر فرص عمل والاهم هو إعادة البحيرة كواحدة من أكبر وأهم مصادر الثروة السمكية في مصر ويقول المهندس ثابت السويفي مدير هيئة الثروة السمكية ببورسعيد ان مشروع تطهير البحيرة سيؤدي أيضا إلي عودة الطيور المهاجرة التي كانت تتخذ من البحيرة مأوي لها طول فصل الشتاء وهي قادمة من أوروبا والأهم في إعادة البحيرة لطبيعتها هو التعامل مع كافة مصادر المياه الملوثة التي كانت تصلها حيث تستقبل البحيرة يوميا من مصرف بحر البقر الذي يمر علي 6 محافظات 12 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي وهناك خطة من الدولة في الاستفادة من هذه المياه بالمعالجة الثلاثية لها واستغلالها في استزراع مساحات الأراضي الشاسعة في سيناء وإقامة غابات شجرية تكون مصدر لثروة خشبية تفتقدها مصر وأشعر بالتفاؤل الكبير بما يتم الآن في مشروع بحيرة المنزلة حيث الجدية الكاملة والالتزام والأسلوب العلمي بما يعني أننا علي الطريق الصحيح لاسترداد واحدة من أهم البحيرات في العالم بعدما تعود إليها أنواع الأسماك التي هجرتها والتي تأتيها من آلاف الأميال من المحيط الأطلنطي .