»انها مصر التي قال عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم اهلها في رباط إلي يوم القيامة، من يقول عن مصر إنها امة كافرة؟ اذن فمن المسلمون فمن المؤمنون؟ مصر التي صدرت علم الاسلام الي الدنيا كلها صدرته حتي الي البلد الذي نزل فيه الاسلام، هي التي صدرت لعلماء الدنيا كلها علم الاسلام انقول عنها ذلك ؟ ذلك هو تحقيق العلم في ازهرها الشريف، وأما دفاعا عن الإسلام فانظروا الي التاريخ من الذي رد همجية التتار؟ إنها مصر، من الذي رد ظلم الصليبيين عن الاسلام والمسلمين؟ إنها مصر، وستظل مصر دائما رغم انف كل حاقد او حاسد او مستغل او مدفوع من خصوم الاسلام، انها مصر وستظل دائماً». رحم الله الشيخ الشعراوي صاحب العبارات البليغة السابقة. انها مصر التي تولد من جديد، قوية فتية متعافية، تنفض عن جبينها بقايا الارهاق والتعب، لتسترد مكانتها بين الامم، ويستعيد شعبها مجده وكبرياءه، بعد ان تطاول عليه الصغار، شامتين من فقره ساخرين من مشاكله، متصورين ان اضعاف مصر قوة لهم، وسرقة دورها علو لشأنهم، دون ان يفهموا ان هذا الشعب يموت جوعا ولا يفرط في كرامته، وان الادوار لا تباع أو تشتري بالاموال، وانما بالمخزون الحضاري الهائل لهذه الامة. انها مصرالتي تسابق الزمن لتوفير حياة كريمة لشعبها، رغم ضخامة المشاكل والتحديات، مصر التي ستفاجئ الدنيا بعد اقل من عامين من الآن، بأنها تغيرت ودخلت في زمام الدول المتقدمة في كل اوجه الحياة، تبني في صمت خشية مؤامرات الاشرار، وتنفذ مشروعات غير مسبوقة لا تعلن عنها، اتقاء لشر الكارهين والمتربصين والاعداء.. ولم تعد تمد يدها لاحد طلبا للمساعدات، فلا تضغطوا ولا تبتزوا ولا تشمتوا ولا تعايروا. انها مصربجيشها العظيم، وبقاء الجيش هو بقاء مصر وقوته قوتها، وضعفه وانهياره ضعفها وانهيارها، وحربه المقدسة ضد الارهاب هي دفاع عن الكيان والوجود والمصير، فالزمن تغير ورأينا امريكا التي كانت تحفي قدميها لكسب اصدقاء وحلفاء، وكانت تغري الرئيس جمال عبد الناصر بالتعاون والصداقة والمعونات، لتكسبه حليفا بسبب شعبيته وزعامته، تكشر الآن عن انيابها وامسكت عصا غليظة، تؤدب بها الخارجين عن طاعتها، وتفكك الدول والجيوش والشعوب، وتشعل الفتن في كل مكان، وعلينا ان نسأل انفسنا : كيف تكون الاوضاع اذا لم يتدخل الجيش بدباباته ومدرعاته واسلحته ونيرانه؟. انها مصر الرابضة في ميادين الوعي والتنوير، تحميها قوتها الناعمة من غلواء التطرف والانغلاق، فحاولوا ضرب تميزها الثقافي والفني، والتفوا خلف طوابيرها الطويلة من عظماء الفن والادب والثقافة، بإغراءات الدولار والغاز والخيمة والعقال، لكنها الآن تبحث عن ذاتها وتسترد امجادها، رغم انف الحاقدين.