لمصلحة من .. تدمير مراكز الحماية الأولى للجمهورية اذا كانت الظروف الراهنة التي يمر بها الوطن قد شابها الكثير من اللغط نتيجة أسباب كثيرة وخاصة الغياب الأمني خلال مظاهرات الشباب الاخيرة وترتب عليه فراغ »وخلل امني« دفعنا ثمنه غاليا علي مدي الايام الماضية.. فمن كان وراء حالة الاحتقان الشديدة بين الشعب وجهاز الشرطة؟ وكيف نزيل هذا الاحتقان؟. أخبار اليوم سألت خبراء الأمن.. بعد هذا العمر الطويل من العطاء والتضحيات التي قدمها جهاز الشرطة.. كيف يتحول الي متهم نصوب إليه سهاما مسمومة عقابا له علي جريمة لم يرتكبها؟! بهذا التساؤل بدأ اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية سابقاكلامه وأضاف: رؤساء مصر السابقون جمال عبدالناصر وأنور السادات وأيضا الرئيس حسني مبارك دائما يرددون عبارة »مصر واحة الأمن والأمان«.. عندما تتأمل هذه العبارة ندرك انها تحمل في طياتها معاني ثمينة علي رأسها أن هذا الوطن الغالي زاخر بشعب طيب وجهاز شرطة يتمتع بكفاءة عالية جدا يشهد لها العالم كله. بعد كل هذا يجد أبناء الشرطة أنفسهم يواجهون حملة مسعورة تشوه صورتهم وتاريخهم وتؤلب عليهم المواطنين من أبناء مصر.. ومن يقوم بهذا الدور الدنيء معروف وهي الجماعة المحظورة التي تعد ألد أعداء جهاز الشرطة لا لشيء إلا لأن الشرطة تؤدي رسالتها في الحفاظ علي أمن الوطن بكل بسالة.. وكشفت مخططاتهم التي تريد ضرب هذا البلد في مقتل وذبح تاريخه وحضارته.. وتعذيب شعبه الآمن.. انهم يحاولون ركوب موجة شباب 52 يناير لتحقيق غايتهم بتحويل مصر الي كتلة من النار فمن الذي اعتدي علي اقسام ومراكز الشرطة وأحرقها؟.. ومن الذي اقتحم السجون واخرج المساجين منها.. فالمتابع لهذه النقطة بالذات يكتشف أن السجون التي اقتحمت مخصصة للمساجين السياسيين.. يعني رجالهم التابعين لجماعتهم.. فهم أصحاب المصلحة في ارتكاب هذا الجرم وليس الشرطة. ثقة الشعب ويختتم اللواء محمد نور كلامه موجها رسالة الي ضباط الشرطة بقوله: - لابد ان تثقوا بشعب مصر الذي يحبكم ويحترم رسالتكم.. ثقوا أن الشعب لم ولن يفرط فيكم أبدا مهما حدث.. وضعوا في حسبانكم ان ماحدث اثر فتنة مغرضة تعرفون مصدرها.. فشباب مصر أنفسهم الذين تحملوا المسئولين الثقيلة وقفوا ليلهم ونهارهم في الشوارع وسط الصقيع.. لحماية الأرواح والممتلكات أثناء غيابكم عن الشارع. كيان واحد ويقول اللواء مصطفي لطفي مساعد وزير الداخلية سابقا: الشرطة علي مدي تاريخها ملتحمة مع الشعب ولايمكن ان تقوم للشرطة قائمة مهما أوتيت من قوة لتطبيق القانون دون تعاون مع الشعب وأذكر انه من وقت قيادة اللواء حسن الألفي لجهاز الشرطة قد غير شعار »الشرطة في خدمة الشعب« الي »الشرطة والشعب في خدمة الوطن«.. فالشرطة تعمل علي حماية الشعب وممتلكاته.. لابد من تفعيل هذا الشعار لتحقيق عنصر الأمن.. وهناك ملاحظات اريد توضيحها لتكون محل اهتمام وزير الداخلية الجديد اللواء محمود وجدي الذي نشهد له جميعا بكفاءة متميزة جدا كقائد امني كبير وصاحب تاريخ معروف.. ضابط المباحث لايمكنه تأدية عمله دون التعاون مع الناس والالتحام بالشارع وفي الماضي كنا نستدعي عددا كبيرا من الشباب خلال فصل الصيف لمساعدتنا في تنظيم المرور ونطلعهم علي دور الشرطة في المجتمع.. والآن الشباب يقومون بدور عظيم في حفظ الأمن ليلا ونهارا في شوارع مصر كلها بكل كفاءة ووعي.. من انفسهم وضعوا المتاريس والموانع علي بدايات الشوارع وحققوا عنصر الاشتباه في أي شخص غريب يمر عليهم.. المواطن يريد تعاملا طيبا.. ووجها بشوشا يستقبله من رجل الشرطة عندما يتوجه إليه للإبلاغ عن واقعة.. يريد الاحساس باهتمام الشرطة بما يتعرض له والإسراع في حفظ حقه.. وعموما اذا كنا قد تعرضنا لهذه الكبوة التي أفقدت الشعور بالثقة بين الشرطة والمواطنين فأني أؤكد انها مجرد كبوة وستمر بسلام ان شاء الله.. فليس هناك أدني شك في العلاقة الطيبة التي تربط بين أبناء الشعب الواحد الطيب وضباط الشرطة الذين وجدوا انفسهم لأول مرة امام ملايين من الشباب الثائر الذي يصب جام غضبه وثورته عليهم وكلنا رأينا هذه المشاهد - فاذا كان البعض منهم اطلق النار علي المتظاهرين فهذا تصرف غير مسئول لابد أن يخضع لتحقيق عاجل - لكن ايضا نأخذ في الاعتبار انهم كانوا يحاولون حماية أرواحهم فهم يعملون تحت ضغط صعب جدا حيث مر عليهم أربعة أيام كاملة وهم يؤدون واجبهم في الشارع وجه جديد وينصح اللواء مصطفي لطفي رجال الشرطة قائلا: من الان نعود إلي الشارع بوجه جديد وصفحة جديدة مع أبناء وطننا الغالي - تبني علي احترام آدمية الناس والا تسووا بين الجاني والمجني عليه في المعاملة. تصحيح أوضاع ويقدم اللواء نبيل فهمي مدير مباحث البحيرة سابقا روشتة يري أنها ستسهم بقدر كبير في تقوية العلاقة الطيبة بين الشرطة والشعب قائلا: أتمني أن يعيد اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الجديد الذي نثق به كل الثقة الأمور إلي النصاب الصحيح بقدراته وحسه الأمني المعروف عنه.. أتمني أن يضع في مقدمة اهتماماته الادارات الخدمية بوزارة الداخلية مثل المرور والجوازات والأحوال المدنية وتصاريح العمل وغيرها. فهذه الادارات هي الأكثر تعاملا مع الشعب ولذلك يستوجب عليها توفير جميع التسهيلات للشعب وهذا حقهم.. وذلك باختيار العناصر الشرطية المتميزة سلوكيا وشرطيا وغلق باب الواسطة الي تفرز غالبا عناصر سيئة تثير غضب الناس وأيضا انشاء جهاز لتقصي سلوكيات الضباط بعيدا عن جهاز بعينه وينزل للمحافظات ويستمع لشكاوي الناس.. ويضع معيار الكفاءة في الاختيار وليس المحسوبية ومراعاة العائد المادي بعدالة بين الضباط حتي يؤدي الضابط عمله بكفاءة يسبقها حسن التعامل مع الناس.. أطالب بمعاملة طيبة من كل أفراد الشرطة تجاه المواطنين.. واحترام البلاغات الصغير منها قبل الكبير وتطبيق القانون دون محاباة لأحد علي حساب أحد.. ويجب ان يثق الناس كل الثقة أن ضباط الشرطة مهما تعرضوا لضغوط ومصاعب فإن هذا لا يؤثر أبدا علي احترامهم وتقديري لابناء مصر المخلصين الذين قدموا أروع الصور في الازمة الراهنة في مقدمتها حفظ من مصر ليلاً ونهاراً.