أسفرت الجولة السادسة من المحادثات السورية في جنيف عن انشاء آلية استشارية لمعالجة القضايا القانونية والدستورية والاعداد لدستور سوري جديد، دون أن يلوح في الأفق مؤشر علي تقدم ملموس نحو التوصل إلي اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ أكثر من 6 سنوات. وجولة المحادثات التي استمرت 4 أيام تحت رعاية الأممالمتحدة شارك فيها نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف والسفير الامريكي هنري اشنر لدفع العملية التفاوضية بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة. وكان طرفا التفاوض قد قدما للمبعوث الدولي للازمة في سوريا ستيفان دي ميستورا تحفظات علي انشاء الالية القانونية باعتبارها تشتت الجهود بعيدا عن الأولويات التفاوضية المتمثّلة في عملية الانتقال السياسي، بينما سعي دي ميستورا للتركيز في هذه الجولة علي اقل الملفات خلافية بين الطرفين قبل الانتقال إلي الملفات الأكثر سخونة كالحوكمة ومحاربة الإرهاب والتي تتباين مواقف الطرفين حولها بشكل كبير. ومن جانبها، نددت روسيا بالقصف »غير المقبول» الذي نفذه التحالف الدولي بقيادة واشنطن قرب الحدود الاردنية لقوات تابعة للنظام السوري في شرق سوريا.وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن الضربة الأمريكية الجديدة علي القوات الحكومية في سوريا مرفوضة جملة وتفصيلا، وستأتي بعواقب وخيمة علي العملية السياسية. يأتي ذلك فيما صدق مجلس النواب الأمريكي علي قانون »قيصر» لحماية المدنيين في سوريا، ويفرض القانون عقوبات علي داعمي النظام السوري ويدعو إلي محاكمة مرتكبي جرائم الحرب. ويطالب التشريع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفرض عقوبات علي الأشخاص والكيانات الأجنبية التي تقدم الدعم المادي والتقني للحكومة السورية بعد سريان التشريع وإجازته من قبل الرئيس. وحظي القانون بدعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وهو يحمل الاسم الحركي للمصور العسكري السوري المنشق، الذي قام بالتقاط وتوثيق 55 ألف صورة لضحايا مدنيين ماتوا تحت التعذيب علي يد القوات الحكومية قبل أن يهرّبها خارج سوريا، والمعروف باسم »قيصر»، وأدلي بشهادته أمام لجنة مجلس النواب للشئون الخارجية في عام 2014 حول تعذيب نظام الأسد للمدنيين السوريين.