الموسيقار الراحل محمد الموجي كان وسوف يظل واحدا من أهم المبدعين في تاريخ الموسيقي العربية فهو مدرسة فنية مستقلة بذاتها لا يتشابه مع أحد وله طابعه الخاص ولا أدري إلي متي تترك الدولة لابنه الموجي الصغير وأسرته مسئولية حماية تراثه الموسيقي ولماذا لا تقوم وزارة الثقافة بالتعاون مع ورثته في خروج كنوزه اللحنية إلي النور بدلا من حبسها داخل مكتبه تنتظر الفرج.. لقد طالبت في العام الماضي ونحن نحتفل بمرور 21 عاما علي رحيله بضرورة تكريم الدولة للموجي ولتراثه الغنائي والموسيقي وها نحن نقترب للاحتفال بذكراه ال22 بعد شهرين بالتمام والكمال ولم تفعل اجهزتنا الفنية المسئولة أي شيء يصون لهذا الفنان العظيم ابداعه فعلي سبيل المثال يمتلك ابنه الملحن الموجي الصغير اللحن العاشر الذي كان والده قد انتهي من اعداده لام كلثوم ولم يمهلها القدر لغنائه فقد تدهورت حالتها الصحية واستطاعت بمعجزة طبية تسجيل أغنيتها الاخيرة »حكم علينا الهوي»، الحان بليغ حمدي للاذاعة ولم تتغن بها في احدي حفلاتها الشهرية.. وعقب رحيل ام كلثوم سجل محمد الموجي لحن اغنية »ثومة» اهلا بالحب ومواعيده بصوته وهو يعزف علي العود ورفض هو والشاعر مجدي نجيب مؤلف الاغنية اعطاءها لأي صوت آخر.. وبخلاف هذه الاغنية توجد تسجيلات اخري بصوت الموجي لاعمال غنائية كان قد أعدها لمجموعة من اصدقائه من مشاهير المطربين ويبلغ عددها علي وجه الدقة 30 لحنا وهي من تأليف مرسي جميل عزيز ومحمد حلاوة ومجدي نجيب وصلاح فايز وياليت اذاعة الاغاني بماسبيرو تخصص علي خريطة برامجها موعدا لاذاعة الحان محمد الموجي فقط اسوة بما تفعله مع ام كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وفريد ونجاة ووردة وشادية وغيرهم من عمالقة الموسيقي والغناء.. ومحمد الموجي كان قد سجل ايضا بصوته قصة حياته مع شقيقه اسماعيل ثم مع ابنه الموجي الصغير وهي تصلح لتقديمها في عمل درامي بشرط توافر جهة انتاج قوية وسيناريست في حجم وقامة محفوظ عبدالرحمن منحه الله الصحة والعافية.. الموجي ابداع لن يمت أبدا.