الإنجاز الرائع لمنتخب مصر في السنوات الخمس الاخيرة وفوزه بلقب بطولة كأس أمم افريقيا ثلاث مرات متتالية ينسب إلي سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم.. ويحلو للبعض ان يشبه زاهر بكمال الدين اتاتورك باني نهضة تركيا الحديثة باعتبار ان زاهر هو باعث نهضة منتخب مصر الحديثة بقيادة حسن شحاته. في القرن الماضي اطلق علي الدولة العثمانية لقب »رجل اوربا المريض«. وقد كانت الدولة العثمانية في عز مجدها وكانت تسيطر علي اماكن كثيرة في العالم الا ان انشغال الحكام العثمانيين بأمور غير الحكم والهزائم المتلاحقة التي ألحقها الاوروبيون بالجيوش العثمانية. الآن وفي هذه الايام عاد لقب »الرجل المريض« ليطل برأسه علينا في ثوب جديد فقد تحول اتحاد الكرة ومقر الحكم بالجبلاية إلي »الرجل المريض«!! الكل يسعي إلي تقسيم تركته علي عين حياته وهو لا يقوي علي المقاومة أو الرفض لعمليات تقسيم التركة التي تجري عيني عينك.. وهو حي يزرق!! رجل الجبلاية المريض يتسارع الجميع علي تقطيع جثته حيا!! رغم ان دورته الانتخابية لم يمض منها سوي عامين. قبل عدة اسابيع شمرت الاندية عن ساعديها وتزعم الاهلي والزمالك جبهة جديدة اعلنت انها تسعي جاهدة لانشاء رابطة للاندية يكون هدفها الدفاع عن حقوق الاندية وفي مقدمتها الحصول علي حقوق البث الفضائي كاملة غير منقوصة. وعقدت رابطة الاندية اجتماعين تمهيديين بالاهلي والزمالك بحضور رؤساء هذه الاندية لتعلن عن اهدافها الانفصالية عن الجبلاية التي لم تحرك ساكنا.. ولم تواجه هذه الاندية سواء بتعنيفها او بمساندتها في مطلبها!! انتهزت الاندية فرصة ضعف الاتحاد وتفكك مجلسه وانشغال بعض اعضاء المجلس بأمور غير ادارة شئون الكرة واعلنت عن نيتها تفعيل اشهار وتأسيس رابطة الاندية. يحدث ذلك واعضاء الجبلاية مشغولون ما بين الباحث عن رئاسة لجنة!! والباحث عن سفرية.. او عن تحقيق مصالح شخصية.. ومنهم من يخطط للمرحلة القادمة لضمان النجاح في انتخابات 2102. اما زاهر كبير الجبلاية فقد فرغ نفسه تماما لرعاية شئون المنتخب »صناع السعادة« والبهجة للجميع. ويعتمد زاهر »اتاتورك« علي شطارته.. وزعامته .. في مواجهة رابطة الاندية.. كما يعتمد علي علاقته القوية بحسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة والذي يدعمه في مواجهة »الانكشارية الجدد« الذي يرغبون في الخلع من سيطرة الجبلاية!! انفصال الاولمبي لم تتوقف محاولات تقسيم تركة »الرجل المريض بالجبلاية« عند حدوته رابطة الاندية والتي ترغب فيما بعد ان تشكل لجنة لادارة الدوري الممتاز وتصبح الجبلاية مجرد صورة باهتة لاتحاد يدير شؤن المنتخبات وفقط!! ولم تكد عاصفة رابطة الاندية تهدأ قليلا حتي برز طلب اللجنة الاولمبية في ان تشرف بنفسها علي استعداد المنتخب الاولمبي للتصفيات المؤهلة لدورة الالعاب الاولمبية في لندن 2102. واعتبرت اللجنة الاولمبية ان نتائج المنتخب الاولمبي سواء في التصفيات او في الاولمبياد امرا من اختصاصاتها باعتبار ان اللجنة الاولمبية هي التي تعتمد الاموال اللازمة للاعداد والاشراف علي كل المنتخبات المصرية التي تشارك في الاولمبياد بما فيها كرة القدم. وربما اكتشفت اللجنة الاولمبية ان الجبلاية التي تمزقها الخلافات وتتنازعها الاهواء الشخصية ليست متفرغة تفرغا كاملا لرعاية المنتخب الاولمبي..؟؟ أو ربما اكتشفت ان التصفيات الافريقية علي الابواب والمنتخب الاولمبي يتعرض لهزات عنيفة.. وصدامات مرعبة مع الاهلي والزمالك في ظل عدم مساندة الجبلاية لهذا المنتخب. وربما تري اللجنة الاولمبية ان الجبلاية انتهي دورها بمجرد اختيار هاني رمزي واسناد منصب المدير الفني له وهي ترغب في ان يستكمل المنتخب الاولمبي المتعثر حتي الآن مشواره بنجاح وعدم تكرار الفشل الذي صاحبه علي مدار العشرين عاما الاخيرة التي لم ينجح في اجتياز التصفيات والتأهل للاولمبياد منذ اخر مرة تأهل فيها إلي برشلونة 2991. واما محاولات اللجنة الاولمبية في الفوز بالاشراف علي المنتخب الاولمبي يقف اعضاء الجبلاية موقفا متخاذلا فلم نسمع لأحدهم صوتا يرفض او حتي يؤيد دعوة الانفصال الاولمبي. لكن الباب العالي في الجبلاية »زاهر« كان له صوت اطلقه من خلال تصريح مقتضب رفض فيه النية التي تبيتها اللجنة الاولمبية .. ووعد بان تكون هناك رعاية للمنتخب الاولمبي كما يرعي المنتخب الاول تماما. اما الصفعة الثالثة فكانت قبل ايام قليلة عندما اعلن هاني مصطفي لاعب الاهلي الدولي القديم وافضل ظهير في افريقيا حركة انفصالية بكرة القدم الخماسية »كرة الصالات«!! جمع مصطفي وهو في ذات الوقت له مكانة مرموقة في جامعة الدول العربية- جمع- توقيعات اربعين ناديا مصريا بلغت فيما بعد ستين ناديا - طبقا لما اعلنه مصطفي في المؤتمر الصحفي الذي عقده لإعلان تأسيس اتحاد جديد لكرة القدم الخماسية. واستند هاني مصطفي ورفاقه من المؤسسين إلي ان »الرجل المريض« بات غير قادر علي القيام باعباء اللعبة وليس لديه الوقت الكافي لرعاية »ابنائه«.. الذي يطلق عليهم »الاندية« التي تمارس كرة القدم الخماسية ويكيفه انه مثقل بهموم منتخبات الناشئين والشباب والاولمبي والمنتخب الاول »ومش قادر علي حملها«!! كما استند القادة الانفصاليون الجدد إلي عدم انتظام مسابقة دوري كرة القدم الخماسية رغم انها لعبة معترف بها عالميا. واتهم الانفصاليون الجدد اللجنة المشرفة علي كرة القدم الخماسية بالجبلاية وراعيها »الهواري« بأنها وهمية وغير متفرغة للعبة وانها لاتهتم الا بمنتخب مصر للكرة الخماسية وان هذا الاهتمام يكون موسميا فقط عند خوض بطولة افريقيا المؤهلة لكأس العالم لكرة الصالات او عندما يحين موعد البطولة العربية للعبة مرة كل سنتين. واكد الانفصاليون كما يسميهم الباب العالي بالجبلاية ان هناك 05 دولة بها اتحادات منفصلة لكرة القدم الخماسية وانهم بقيادة هاني مصطفي »متبعون.. وليسوا مبتدعين«. الغريب والمثير للدهشة ان الاتحاد الوليد المتمرد علي الرجل المريض اتخذ كل اجراءات انفصاله عن الاب الشرعي المريض في النور.. والعلن .. وبخطوات مدروسة وطلبات رسمية قدمت للمجلس القومي للرياضة الذي وافق مشكورا علي التأسيس والاشهار. وبمجرد اعلان الانفصال انتفض »الباب العالي« واعلن من علي سرير المرض انه يرفض ما فعله الانفصاليون وان صحته »زي البمب« وقادر علي المواجهة!! وسارع الرجل المريض إلي الفيفا يشكو الاتحاد الوليد ويطلب دعمه مؤكدا ان هناك من يتمرد عليه وينوي العصيان والخروج عن طاعته تحت مسمي الانفصال. ويلوح الباب العالي بخطاب من الفيفا يؤكد به انه لا انفصال الا بموافقة »زاهر اتاتورك« كبير الجبلاية في مصر المحروسة. المحاولات .. تستمر المحاولات لم تتوقف للانفصال عن الرجل المريض وربما تشهدالايام القادمة حركة انفصالية جديدة يقودها مجدي عبدالغني عضو الجبلاية ويعلن تأسيس لجنة لشئون اللاعبين »المحترفين« بعيدا عن الجبلاية تحت قيادته عنداً في قرار الجمعية العمومية للجبلاية بمنع اشراف الاعضاء علي اللجان!! والخوف كل الخوف ان ينتهز محمود الشامي الفرصة ويعلن هو الاخر .. التمرد وقيادة حركة انفصالية جديدة تهدف إلي استقلال المناطق عن التبعية للرجل المريض!!؟