مرت يوم الاربعاء 12 يناير الذكري الخامسة والستون لوفاة صفية زغلول.. لا شك ان هذه السيدة العظيمة عاشت حياة غير تقليدية: ولدت في عائلة تركية، وتربت علي الترف. كان قدرها مخالفا لتقاليد نشأتها ولكنه لم يكن مخالفا لجوهر شخصيتها. فرغم ثرائها وجاهها الا انها كانت تؤمن بالتقشف واثره في تطهير النفس وصقل الشخصية . كانت تفطر بكوب من الشاي وقطعة صغيرة من الخبز المجفف، واقتصر غذاؤها علي قطعة صغيرة من اللحم وبعض الخضراوات. أما العشاء فلم يكن يزيد علي كوب من اللبن المخمر. كانت تدعو غيرها للتقشف.. عندما ذهبت تلميذات المدارس لمقابلتها ذات يوم، وجدت بعضهن يرتدين الحرير فأنبتهن علي ترفهن ودعتهن للتقشف. وعند وفاة زوجها سعد زغلول رفضت ان تضع الاوسمة والنياشين علي النعش كالمتبع حينذاك وطلبت ان يتم لفه بالعلم المصري. ومن مظاهر مروءتها وشهامتها انها تركت عند وفاتها وصية بتاريخ 13 يناير 4391: أولا اوصت بمبلغ خمسمائة جنيه لوصيفتها المدموازيل فريدا كابس الالمانية الجنسية وثانيا اوصت بمبلغ خمسمائة جنيه الي خادمها الحاج احمد عثمان وثالثا خمسمائة جنيه الي خادمتها فاطمة ام صالح، ورابعا مبلغ خمسين جنيها الي آدم عبدالرحمن بواب بيت الامة. وقبل وفاتها عام 64 تبرعت بعقد كبير من اللؤلؤ لوصيفتها الالمانية التي تبرعت بدورها بالعقد للجيش المصري عندما قامت حرب فلسطين. رحم الله صفية زغلول.. فهي نموذج من البشر من الصعب تكراره!