سيظل الأزهر الشريف منارة وشموخا وحضارة بتاريخه المجيد وحاضره الواعد، وستظل هذه المنارة تشع علي العالم بمشرقه ومغربه مفاهيم الوسطية المعتدلة وأهداف الرسالة الخالدة للإسلام، وكلما ألمت بنا أزمة فكر تمس العقيدة أو انحراف يلم بها ويصيبها إلا وكان الأزهر الشريف بعلمائه وقدراته هو مرجعنا وملاذنا. وبما للأزهر من دور لا يمكن تجاهله ورسالة لا يمكن تهميشها فلابد ان ندعمه ولا نبخل عليه، وعلي الدولة ان تساند دوره ورسالته ليس لمصر وحدهاولا للدول الإسلامية فقط ولكن للعالم أجمع كي يستطيع أن يتوجه للدنيا كلها معلنا أن الإسلام بمفهومه الصحيح ومقاصده السامية هو رسالة للإنسانية جمعاء يهدي إلي المحبة والسلام وقبول الآخر، دين يحض علي التعارف »وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا«، وأن التقوي والورع ومحبة الإنسان لأخيه الإنسان هي مقياس ومعيار الرسالة وهدف الوجود »إن أكرمكم عند الله أتقاكم«. وكثيرا ما خاطب القرآن الكريم الإنسان في أي مكان ولم يحصر رسالته الخالدة علي المسلمين فقط، كم خاطب القرآن الكريم في محكم آياته الإنسان في كل مكان »يا أيها الإنسان«، وكم وجهنا العلي القدير إلي الحرص علي حياته وحرمة هذا الإنسان وقدسية روحه »من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا« وكم حضنا علي أن الدين المعاملة وليس مجرد الطقوس والشكليات، وكم حضنا علي السلام »وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي الله« وكم وجهنا بصدقه وسموه إلي تكريم الإنسان »ولقد كرمنا بني آدم« وغيره وغيره من آيات محكمات تحض علي الدعوة بالموعظة الحسنة وعدم الفظاظة وغلظة القلب. ونتساءل من هو الأقدر علي حمل هذه الرسائل السامية للعالم أجمع أقدر من الأزهر الشريف وعلمائه ودعاته، ان دعم دور الأزهر ودوره هو من أهم واجباتنا للتصدي للإرهاب والتطرف والغلو، ولذا لا تبخلوا عليه ادعموه لينهض برسالته وبعثاته ورجاله في الخارج والداخل، ادعموه ولا تبخلوا عليه بميزانية تسمح له بتطوير قدراته واستخدام كل وسائل العلوم لنشر رسالته ومراميه المعتدلة والسامية، فالأزهر هو المنارة وهو حامل الرسالة وهو المتصدي القادر علي محو الجهالة والضلالة والانحراف، وهو الذي يستطيع ان يملأ الفراغ الذي يستغله البعض من داخلنا ومن خارجنا أيضا للنيل منا ومن مكانتنا في العالم أجمع خصوصا ومع هذه القامة الكبيرة والمتواضعة تواضع العلماء فضيلة الشيخ الدكتور الطيب. ولا يخفي علي أحد أن العالم كله يجل الأزهر الشريف ويقدر دوره ومكانته ويبجل شيخه الجليل ويعتبره رمز الإسلام وشعلته التي تضيء الدنيا وتسمو بالإنسان، وبالمناسبة ومن سنوات عديدة كنا في إسلام اباد بباكستان لحضور مؤتمر اسلامي هناك وأصر وقتها رئيس الدولة علي ان يصعد إلي الطائرة ليصحب شيخ الأزهر عند نزوله من الطائرة وكان المرحوم فضيلة العالم الجليل الشيخ جاد الحق قائلا لرجال البروتوكول هناك ان شيخ الأزهر الشريف لا يقل أهمية عن أي أهم حاكم دولة فهو رمز المسلمين وعلمائه، وكذلك عندما ذهب أخيرا فضيلة المفتي إلي الهند تجاوز الحضور للاستماع إليه هناك آلافا مؤلفة. ادعموا الأزهر ولا تبخلوا عليه فالأزهر الشريف هو الحل أمام التطرف والغلو والعنف والضلالة. همسة: البلد يحتاج إلي رموز وطنية داخل الأحزاب وليس مجرد رموز حزبية داخل الوطن.....